أهتمت الصحف العالمية بمتابعة حادث اصطدام قطار بحافلة مدرسية في أسيوط، والذى أسفر عن مقتل 52 طفلا، و قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية أمس، الأحد، أن هذا الحادث هو اسوأ مأساة شهدتها البلاد منذ تولي الرئيس محمد مرسي منصبه في الصيف الماضي، وأنه استمرار لسياسة الإهمال التي كان سائدة فى عهد "مبارك". ومن جانبها، أشارت وكالة أنباء أسوشيتد برس إلى أن الحادث أثار موجة شديدة من الغضب ضد الحكومة المصرية الجديدة، حيث قام أهالي الضحايا بإقامة حواجز على الطرق في المنطقة ومنعوا رئيس الوزراء هشام قنديل، من الوصول إلى مكان الحادث، مشيرة إلى أن هذه المأساة ستعزز رأى النقاد الذين يقولون أن مرسي لم يفعل شيئا يذكر لتحسين حياة المواطنين المصريين العاديين. وأوضحت أسوشيتد برس أن كثير من النشطاء اتهموا مرسي بالاستمرار في أخطاء سلفه من خلال عدم إصلاح النظام، والتركيز أكثر من اللازم على السياسة الخارجية، في حين يتحرك ببطء في معالجة المشاكل الداخلية التي لا تُحصي. وفي هذا الصدد، لفتت الوكالة إلى أنه على الرغم من أن مرسي قام بالتحرك باعتباره البطل العربي الجديد للفلسطينيين، إلا أنه مع هذه الحادثة التي أسفرت عن مقتل عدد من الأطفال يفوق أعداد الأطفال الذين قتلوا جراء القنابل الإسرائيلية في قطاع غزة، فإن مرسي بالفعل يواجه ضغوطا قوية لكي يعيد تركيز جهوده إلى مشاكل بلاده في الداخل. وفي السياق ذاته، أشارت مجلة "التايم" الأمريكية إلى أنه في الوقت الذي يكافح فيه محمد مرسي لتقديم استجابة مناسبة على الأزمة المستمرة في قطاع غزة، فأنه واجه صباح يوم السبت حادثة قطار أسيوط التي تمثل تحديا محليا جديدا يترقب الكثير من المصريين لرؤية وتدقيق استجابة الرئيس تجاهه. وقالت المجلة في تقريرها أنه من بين مجموعة كبيرة من القضايا الأخرى، فإن مرسي يواجه مشكلة مزمنة متعلقة بوسائل نقل عامة غير آمنة ونظام طرق سريعة تعاني من سنوات من الإهمال والصيانة الرديئة وسوء الإدارة والافتقار لمعايير السلامة اللازمة. وأضافت أن نظام السكك الحديدية هو الأسوأ من نوعه عالميا، حيث أن حوادث القطارات تحدث بانتظام مخيف. في وقت سابق من هذا الشهر، توفي ما لا يقل عن ثلاثة مصريين وأصيب أكثر من 30 في حادث قطار في الفيوم، وفي شهر يوليو، أصيب 15 شخصا في محافظة الجيزة عندما أنحرف قطار عن القضبان. وفي أغسطس 2006، أسفر حادث اصطدام قطارين في شمال القاهرة عن مقتل 58 وإصابة 140. Comment *