سلطت صحيفة "يو.إس.إيه.توداي" الأمريكية الضوء على ردود الأفعال التي أعقبت حادث القطار الذي اصطدم بحافلة تحمل مجموعة كبيرة من الأطفال أمس السبت، مسفرًا عن مقتل أكثر من 50 طفلا، قائلة: إن هذا الحادث أثار موجة من الغضب الشعبي ضد الحكومة الجديدة التى ورثت الإهمال وسوء الإدارة من النظام السابق. وأوضحت الصحيفة أن الحادث الذي أسفر عن مقتل عشرات الأطفال الذين يتراوح أعمارهم بين أربع وست سنوات أثار موجة شعبية من غضب واحتجاج المصريين ضد الدكتور "محمد مرسي"، متهمين الرئيس والحكومة بالفشل في الوفاء بمطالب ثورة العام الماضي التي نادت بالحقوق الأساسية للشعب المصري وتحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية. وذكرت الصحيفة أنه بعد ساعات قليلة من وقوع الحادث، ظهر الرئيس "مرسي" على شاشات التليفزيون، واعدًا بإجراء تحقيقات شاملة وتعويضات مالية لأسر الضحايا، حيث قال: "ستتم محاسبة المسئولين عن هذا الحادث"، مضيفة أنه تمت إقالة وزير النقل ورئيس هيئة السكك الحديدية على أعقاب هذا الحادث. وقالت الصحيفة إن استجابة الرئيس "مرسي" إلى هذا الحادث جذبت المزيد من الانتقادات، حيث قال المنتقدون إن هذا الرد من جانب الرئيس غير كاف وأتى متأخرًا للغاية، فلأشهر طويلة اشتكى العاملون في الهيئة من سوء الإدارة وسوء ظروف العمل، موضحة أن هذا الحادث أتى بعد أسبوع واحد من اصطدام قطارين بجنوب القاهرة، مسفرًا عن مقتل أربعة أشخاص. وأضافت الصحيفة أن هذا الحادث أتى وسط انتقادات بأن الرئيس "مرسي" لم يحقق شيئًا يُذكر لتحسين أحوال الفئة المتوسطة والعادية من الشعب المصري، بل زاد من آلامهم في الأشهر القليلة التي وقعت فيها البلاد لأول مرة تحت حكم الإسلاميين. واتهم نشطاء المعارضة "مرسي" بالاستمرار في ارتكاب أخطاء سالفه "مبارك" بشأن عدم إصلاح الخدمات الحكومية، مشيرين إلى أنه يركز جهوده ومساعيه على السياسة الخارجية فقط، بينما تتحرك حكومته ببطء لمعالجة المشاكل الداخلية التي لا تحصى. ومن جانبه، قال الشيخ "محمد حسن" شيخ القرية التي وقع فيها الحادث بمحافظة أسيوط: "دم الناس في أسيوط أهم بكثير من غزة"، في إشارة إلى الدعم الكبير والواضح من جانب الرئيس تجاه العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة. وقال "مجدي الشيه"، الذي فقد ثلاثة من أبنائه في الحادث: "أتمني أن يكون الرئيس حاضرًا ليرى المشهد الدامي بنفسه".