موجة غضب جديدة تواجهها حكومة الرئيس محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، بعد حادثة قطار أسيوط التي وقع ضحيتها قرابة 50 طفلا في عمر الزهور، وتقول وكالة الأسوشيتد برس الأمريكية إن الحادثة سوف تضع المزيد من الضغوط على مرسي وحكومته للتخلص من تركة الإهمال التي خلفها النظام السابق. وقالت الوكالة في تقرير نشرته صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية إن التصادم الذي وقع، والذي أسفر عن مصرع أطفال تتراوح أعمارهم بين 4 و 6 سنوات و3 بالغين، أثار اتهامات من المصريين الغاضبين بأ، الرئيس مرسي فشل في تحقيق مطالب ثورة يناير، التي نادت بحقوق أساسية وبالكرامة والعدالة الاجتماعية.
ولفتت الوكالة الأمريكية إلى أنه بعد عدة ساعات من الحادث، ظهر مرسي على تليفزيون الدولة، يعد بإجراء تحقيق وتعويضات مالية لأسر الضحايا، لكن الرد كان غير كاف ومتأخر جدا، كما يقول منتقدوه. وتقول الأسوشيتد برس إن عمال النقل يشكون منذ شهور من سوء الإدارة وظروف العمل السيئة. وحادث السبت يأتي بعد أسبوع فقط على تصادم قطارين جنوبالقاهرة أدى لمقتل 4 أشخاص.
ورغم أن معظم حوادث القطارات في مصر يتحمل مسؤوليتها نظام قديم يعتمد بشكل كبير على عمال التحويلات وليس الوسائل الإلكترونية الحديثة، فإن ارتفاع عدد قتلى هذه الحوادث وحقيقة أن كل الذين قتلوا تقريبا كانوا من الأطفال، يدعم رأي منتقدي مرسي الذين يتهمونه بأنه لم يفعل سوى القليل لتحسين حياة المصريين البسطاء.
وأشارت إلى أن نشطاء المعارضة اتهموا مرسي بالاستمرار في أخطاء النظام السابق بعدم إصلاح الخدمات الحكومية، وهو يركز كثيرا على السياسة الخارجية بينما يتحرك ببطيء لعلاج العديد من المشكلات الداخلية.
وقالت: "قبل يوم على حادثة يوم السبت..وضع الرئيس مصر كبطل عربي جديد للدفاع عن الفلسطينيين، لكن مع سقوط عدد أكبر من الأطفال عن عدد نظرائهم الذين قتلهم القصف الإسرائيلي منذ التصعيد في قطاع غزة الأسبوع الماضي، فإنه مطالب بالفعل بإعادة تركيز جهوده على الداخل المصري."
"مسمار جديد في نعش مرسي وجماعته"، هكذا علقت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية على حادث القطار في أسيوط الذي أودى بحياة 50 طفلا.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن العديد من النشطاء والقرى السياسية يرون أن الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين هم المسؤولين عن الحادث لتعيينهم حكومة هشام قنديل الضعيفة والفاشلة، والتي لم تقم بمعالجة عدد كبير من الأزمات المتفاقمة وأبرزها أزمة الطرق والسكك الحديدية التي تتعرض لثاني حادث خطير خلال الشهر الجاري، رغم علمهم أن شبكة السكك الحديدية المصرية أكثر وسائل النقل شعبية في البلاد، حيث يستخدمها نحو 82 مليون مواطن، ودعا المصريون مرارا وتكرارا لتطوير تلك الشبكة لتكون أكثر أمنا وسرعة.
وصفت صحيفة الجارديان البريطانية حادث قطار أسيوط ب"الحادث الأكثر مأساوية منذ تسلم مرسي السلطة".
وقالت إن نظام السكك الحديدية في مصر لديه سجل سلامة ضعيف. مشيرة إلى أن أسوأ كارثة في تاريخ السكك الحديدة المصرية كانت تلك التي وقعت في فبراير 2002، عندما اشتعل قطار متجه إلى صعيد مصر، ولقى 363 شخص حتفهم.
وأضافت الصحيفة أنه يتم إلقاء لائمة وقوع الحوادث على الإهمال الذي طالما كان يحدث أثناء حكم حسني مبارك الذي كان متهما بتقدير الولاء عن الكفاءة في تعيين كبار المسؤولين.