قام صالون الشباب التابع لقطاع الفنون التشكيلية بإهداء جميع فعالياته هذا العام في دورته الثالثة والعشرين لذكرى الفنان التشكيلي" نحميا سعد ". والجدير بالذكر أن نحميا سعد ولد في محافظة أسيوط 1912، وتخرج من مدرسة الفنون العليا الجميلة قسم التصوير 1934 ، ورحل في رونق الشباب بعد أن أقام دعائم اتجاه مصري صميم في مجال الطباعة الفنية ( الجرافيك )، وكانت حياته القصيرة الشقية نموذجاً فريداً، يثبت أن الأستاذية في الإبداع ليست مشروطة بمرحلة سنية معينة، ولكنها مشروطة بأن يكون للفنان اتجاه يميزه. يذكر أن " نحميا "، قد لمع بقوة في فترات حياته، فوجهت له الدعوات الرسمية لتمثيل مصر بأعماله في عدد من أهم المحافل الفنية الدولية، ومن بينها " بينالي فينسيا "، و"معرض باريس الدولي عام 1937، ، ونجح في المعرض الأخير نجاحاً باهراً، وحصل بموجبه لمصر على ميدالية المعرض الذهبية, حيث شارك في تنفيذ 11 لوحة زخرفية للمدخل الرئيسي لجناح مصر الدائم في معرض باريس الدولي، و شارك مع محمد ناجي ومحمد لبيب ومارجو فيون في إعداد لوحات الكتاب السياحي " مصر أرض الرحالة"، والذي صدر بمناسبة معرض باريس الدولي. ومن جهة أخرى سخرت أقلام بعض النقاد و المؤرخين لتمجيد فنان آخر كان يشارك معه بالجناح نفسه، هو المصور " محمد ناجي " ، الذي لم ينل بمشاركته تلك شيئاً من جوائز المعرض، إلا أن نفوذه الدبلوماسية و ثرائه و اتصالاته الواسعة، نجحت في إهالة التراب على إنجاز زميله، ليخرج بعض الصحفيين على الناس معلنين بمنتهى الجرأة أن " ناجي " قد رفع اسم مصر عالياً في معرض باريس الدولي " ، و ليكافأ الرجل القوي فور عودته إلى مصر بتعيينه عميداً لكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، في الوقت الذي رفض فيه طلب " نحميا " الذي تقدم به للكلية نفسها، محاولاً شغل وظيفة أول مدرس مصري لفن الحفر. وأكد الدكتور ياسر منجي القوميسير العام للصالون، أن هذه الدورة تعيد الاعتبار لهذا الفنان العملاق نحميا سعد ، من خلال إهداء دورة صالون الشباب الحالية لروحه المعذبة. نحميا سعد