مع اقتراب الموعد المحدد لإجراء الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية يوم 22 يناير المقبل، يحتدم الصراع بين المتنافسين من أجل خوض تلك الانتخابات لتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة. وفى هذا الصدد أوضحت القناة العاشرة الإسرائيلية أن لجنة الانتخابات الإسرائيلية صرحت بأنها لن تمنع رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق أيهود أولمرت من الترشح لرئاسة الحكومة الإسرائيلية المقبلة، ويعد هذا التصريح بمثابة لطمه قوية لرئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو الذي قدم موعد عقد الانتخابات البرلمانية فى هذه الفترة رغبة منه فى إبعاد أقوى منافسيه على هذا المنصب أيهود أولمرت من خوض هذه الانتخابات. وجاء إعلان لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية رداً على العريضة التي تقدم بها بعض أعضاء الليكود الإسرائيلى منهم النائب "تسيفى حوتوبلى" لمنع أيهود أولمرت من الترشح لرئاسة الحكومة المقبلة نظرا للقضايا التي تورط فيها والتي لم تنتهي بعد حيث لا يزال العمل قائما على إنهاء ملفاته القانونية بشأن قضية الفساد المتهم فيها، ولكن اليوم صرح القاضي "أليكيم روبينشتاين" رئيس لجنة الانتخابات المركزية أنه "لا يوجد هناك عائق يمنع أولمرت من الترشح لرئاسة الحكومة القادمة". وجدير بالذكر أن قرار لجنة الانتخابات الذي صدر اليوم لم يكن اللطمة الوحيدة التي وجهت ضد رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، ولكن هذا القرار جاء بعد أن استقال النائب "موشيه كحلون" من حزب الليكود ووزير الاتصالات بحكومة نتنياهو وأعلن اعتزاله للحياة السياسية، وعلى أثر قرار كحلون قام نتنياهو بمحاولات مكثفة من أجل ثنى كحلون عن قراره إلا أن تلك المحاولات بأن جميعها بالفشل، وتكمن خطورة انسحاب كحلون من الحزب فى أمرين الأول أن هذا الاستقالة جاءت قبيل الإعداد لخوض الانتخابات المقبلة، بجانب أن كحلون هو الممثل الوحيد لليهود الشرقيين فى حزب الليكود مما يعنى انسحابه صفعة قوية للحزب بشكل عام ونتنياهو بشكل خاص. ويعتبر قرار اللجنة المركزية الذي صدر اليوم بمثابة تعزيز للخطى التي قام بها أيهود أولمرت فى الأيام الماضية من أجل خوض الانتخابات المقبلة والتي كان أخرها ما أُعُلن أمس بأنه يقوم بجهود موسعة لإنشاء حزب جديد يسمى "الأمنيات" وعقد عدة اتصالات مع كلا من تسيفى ليفنى وزيرة الخارجية السابقة، وجابي اشكنازى رئيس الأركان السابق والذي يحتمل أن يكون وزير الدفاع القادم، وهذا الحزب سيكون يساري وسطى. ويأمل أيهود أولمرت فى ضم بعض الشخصيات الأمنية البارزة للحزب الجديد يوفال ديسكين مدير الأمن العام السابق ومائير داجان رئيس الموساد السابق وبعض شخصيات الاحتجاجات الاجتماعية البارزين مثل مانويل تراشنبرج، ويتوقع أن يضم الحزب الجديد الذي يسعى أولمرت لإنشائه عدد كبير من الشخصيات السياسية والاجتماعية الرافضة لسياسات حكومة رئيس الوزراء الحالي نتنياهو. وعلى أثر وضع احتمال لإنشاء الحزب الجديد الذي يسعى أولمرت فى إخراجه لحيز الوجود، قالت صحيفة "إسرائيل هايوم" فى استطلاع للرأي أجرته مؤخراً أنه يتوقع أن يفوز هذا الحزب ب 24 أو 26 مقعد فى الكنيست القادم، موضحةً أن أولمرت سيلقى مساندة قوية من حزب كاديما بزعامة شاؤول موفاز وتأيد يائير لبيد مؤسس حزب "يش عتيد" وعدد من الأحزاب اليسارية الإسرائيلية. وعلى الرغم من كل التوقعات الكبيرة التي تشير إلى أن أولمرت سيكون أكبر منافس لنتنياهو بل أنه هو السياسي الوحيد القادر على هزيمته، بجانب كل الاتصالات واللقاءات التي يجريها أولمرت مع العديد من السياسيين الإسرائيليين لحشد تكتل قوى يدعمه فى الانتخابات المقبلة، إلا أن أولمرت لم يُعلن بشكل رسمي حتى الآن بأنه سيخوض الانتخابات المقبلة. Comment *