أصبحنا أكثر يقيناً بأنه لا يصلح لقيادة مصر بعد ثورة 25 يناير، إلا رئيس ثوري وليس إصلاحي، فالثورة عمل استثنائي وتحتاج إلى رئيس أيضاً استثنائي يتخذ من القرارات الثورية التي يفرضها على الداخل والخارج بحكم الشرعية الثورية. فمثلاً لو أن محمد مرسي يتعامل مع الثورة على أنها ثورة وليست عملاً إصلاحياً، وأنه رئيس ثوري وليس إصلاحي التربية والمنهج طوال تاريخه وتاريخ جماعته، ما كان في ظني أبداً ينتظر أو يراعي أي اعتبارات داخلية كانت أو خارجية وخصوصاً في قضايا معينة سأذكر بعضها في نقاط : 1 في خطابة الأخير يبرر فشله في تنفيذ وعده بالنظافة في القاهرة الكبرى بأن هناك تعاقدات بين حكومات المخلوع مبارك وشركات أجنبية تبلغ قيمتها 1500 مليون جنيه (مليار ونصف جنيه) وأنه مضطر أن يكمل التعاقد إلى عام 2017 خشية اللجوء للتحكيم الدولي، ونحن نرى أن هذا في حد ذاته إقراراً بأننا نفتقد للإرادة والقرارات التي تليق بثورتنا، إذ أن الدول بعد الثورات وخصوصاً التي قامت على أنظمة ثبت بشهادة العالم أنها أنظمة فاسدة، وما قامت به من تعاقدات لا تلزمنا في حالة خلعها بثورة شعبية عظيمة كالذي تم في مصر فكان لازماً عليه أن يلغي هذه التعاقدات سواء بالتفاوض أو بقوة الأمر الواقع.. 2 لقد قام نظام مبارك ببيع أراضي بأبخس الأثمان ومراجعتها كما ذكر مرسي شئ جيد، لكن النظام السابق باع أيضاً 90% من القطاع العام بأقل من 10% من قيمته حسب أعلى التقديرات ومراجعة هذه البيعات حق لمصر ولشعبها بعد ثبوت فساد نظام المخلوع مبارك والتي قامت بسببه ثورة شعبيه عليه . 3 اللجوء إلى قروض من منظمات وأدوات الهيمنة الأمريكية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي هو إقرار جديد بتبعية نظام مرسي إلى الإمبريالية الأمريكية وقبوله ب "روشتات" تنتزع من سيادة واستقلال القرار المصري، وهذا لا ينبغي أن يكون حالنا بعد ثورة يناير، علماً بأن هذا القرض الذي يجلبه نظام محمد مرسي بغرض سد عجز الموازنة وليس لاستخدامه في عمل تنمية قد تساعده وتساعد الأجيال القادمة في القدرة على سداد هذه القروض. 4 لدى محمد مرسى من الحلول الكثير للاستغناء عن قروض مشروطة تنتزع استقلال قرارتنا، مثل فرض ضريبة تصاعدية ورفع دعم الطاقة للشركات والمصانع وضرائب على التعاملات بالبورصة ووضح حد أدنى وأعلى للأجور مع ربطهم معاً (الحد الأقصى يمثل كم ضعف من الحد الأدنى) ... إلخ هناك أمور كثيرة يمكن لمرسي فعلها لو أمتلك إرادة أن يتعامل مع ما تم في مصر على أنه ثورة كاملة، ولو طبق على الأرض كما يدعي بأنه رئيس من قلب هذه الثورة وتخلى عن أفكار جماعته صاحبة التاريخ الإصلاحي، والتي تنشغل فقط ببسط النفوذ داخل الدولة لتحقيق التمكين للجماعة وتأتي كل المشروعات بعد ذلك . Comment *