يتجلى الصراع بين المتدينين والعلمانيين في الدولة الصهيونية "إسرائيل" في مظاهر الحياة مثل التعليم، والتجنيد وغيرها، وهو ما يتسبب في كل فترة في أزمة اجتماعية داخل "إسرائيل" تتمثل في تميز فئة مجتمعية عن باقي المجتمع بسبب تشددها الديني. وقد نشرت صحيفة " هآرتس" الإسرائيلية مقالاً لها عن التعليم في "إسرائيل" خاصة السياسة التي يتم اتباعها مع طائفة الحريديم والذين يرتبطون فى تعليمهم بالحاخامات. وقد بدأت "هآرتس" مقالها بأنها رصدت جانب من حياة الطلاب الدينيين الذين كانوا يتعلمون طوال العطلة الصيفية من الصباح وحتى الليل على يد حاخام يهودي يدعى عكيفا.وقد وصفت هآرتس مشهد هؤلاء الطلاب بأنه مشهد غير روتيني، فهم يجلسون حول منضدات خشبية فى الطبيعة وليس فى مدارس ويقومون بالدراسة والتعلم، وهم يقومون بهذا طوال العطلة الصيفية. يشار إلى أن التعليم فى "إسرائيل" ينقسم إلى: تعليم مدني رسمي وتعليم ديني رسمي وتعليم ديني تابع لبعض المؤسسات الدينية، وتعود جذور التعليم الديني فى "إسرائيل" إلى سنوات قديمة، حيث قام الحاخامات بإنشاء المدارس الدينية وقاموا بالإشراف عليها و يوجد لكل طائفة دينية مدارسها الخاصة بها. ويكمن الفرق بين المدارس الدينية والمدارس العلمانية فى حجم الاهتمام بالتعليم الديني وممارسة الشعائر الدينية التي تشدد عليها المدارس الدينية، على العكس من المدارس العلمانية التي لا تهتم بذلك، ويشرف على المدارس الدينية حاخامات وتختص بدراسة المواد الدينية دون دراسة اللغات وعلوم الطبيعة، وتكون مرجعية الطلاب فيها للحاخامات وليس للآباء أو الدولة، وسلطات المدرس تكون فيها مطلقة تصل إلى التدخل فى حياة الطالب الشخصية. أما بالنسبة للعلمانيين فلهم مدارس خاصة يتم فيها دراسة العديد من العلوم واللغات الأجنبية والفنون واللغة العبرية ويكلفهم التعليم مصاريف طائلة، وغالبا ما يتم رفع تكاليف الدراسة نظرا لخفض الدعم، وعلى العكس من المدارس العلمانية فإن المدارس الدينية تحصل على دعم مالي من الأحزاب اليمينية المتطرفة و يرفض القائمون عليها أي تدخل فى مدارسهم الدينية، ودائما ما تشارك الأحزاب الدينية المتطرفة بإسرائيل فى أي حكومة ائتلافية مقابل وجود ضمانات بتمويل مدارسها التي تعمل على ترسيخ التوجه نحو الدراسات التوراتية Comment *