شن كبار الحاخامات اليهود المتزمتين "الحريديم" هجوما جديدا على حاخامات يصدرون فتاوى دينية تسمح لليهود بالدخول إلى الحرم القدسى..حيث وجه الحاخامات تعليمات إلى شموئيل رابينوبتش حاخام حائط البراق (المبكى) وأماكن أخرى مقدسة فى نظر اليهود بإعادة نشر القرار الذى وقع عليه معظم الحاخامات فى إسرائيل قبل 40 عاما ، والذى يحظر دخول اليهود إلى الحرم القدسى لأسباب دينية. ووجه الحاخامات هذه التعليمات فى أعقاب مانشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قبل حوالى شهر حول زيارة قام بها الحاخام موشيه تندلر زوج ابنة الحاخام موشيه أفشتاين الذى كان من كبار الحاخامات الاشكناز فى الولاياتالمتحدة..وأدى نشر صور الحاخام تندلر خلال زيارة الحرم إلى إثارة أصداء فى أوساط اليهود الحريديم. وقام عدد من كبار الحاخامات الحريديم بزيارة الحرم القدسى مؤخرا..كما قام قبل حوالى عامين بزيارة الحرم القدسي الحاخام دوف كوك زوج حفيدة الحاخام اليشيب، والذى يعتبر من حاخامى (الكبلاه) فى الديانة اليهودية..وورد فى المنشور الجديد حظر تام على كل يهودى زيارة أى منطقة فى الحرم القدسى ..خوفا من تدنيس طهارة المكان، وذلك لأن اليهود اليوم يحملون دناسة الميت (دناسة جراء مس أموات). وورد فى المنشور أيضا "لم نعد نعرف ومع مرور الأيام المكان الدقيق لما أسموه "قدس الأقداس" وكل من يدخل إلى منطقة الهيكل قد يدخل بدون معرفته إلى قدس الأقداس، وينتهك بخطورة وصية (الموت بيد السماء) وبناء على ذلك تكرر تحذيراتنا السابقة من دخول أى رجل أو امرأة إلى هناك، وذلك بغض النظر من أى باب يدخلون منه وإضافة للحظر المشدد من المس بطهارة ماأسموه قدس الأقداس توجد وصية الحفاظ على الهيكل المقدس"، حسب أقوالهم. وطرأ فى السنوات الأخيرة تغير كبير على مواقف حاخامات الجمهور الدينى الوطنى اليهودى الذين قرروا التخلى عن خطر الدخول للحرم القدسى، حيث ازداد عدد الزوار المتدينين اليهود للحرم القدسى، ويبدو أن الخلافات داخل المعسكر الدينى الحريدى التى بدأت بالتلاشى هى التى أدت إلى إعادة نشر القرار القديم. وينقسم اليهود من حيث علاقتهم بالدين إلى ثلاثة أقسام .العلمانيون ويشكلون ما بين 25 و30% من اليهود، والتقليديون ويشكلون مابين 50الى 55% من المجتمع، والمتدينون ويشكلون حوالي 20% من السكان، وينقسم المتدينون إلى قسمين: المتطرفون الحريديم (والحريديم هي جمع حريدي وتعني التقي) ويمتاز هؤلاء بارتداء القبعات السوداء غير المشغولة والملابس السوداء، أما القسم الثاني من المتطرفين اليهود فهم المتدينون القوميون، وهم ذوو الطواقي المشغولة. ويتوزع تأييد الحريديم السياسي على حزبين رئيسيين هما يهدوت هاتوراه (يهودية التوراة وهو حزب الحريديم الأشكناز القادمين من أوروبا الشرقية،أما الحزب الثاني فهو حزب السفرديم (حراس التوراة) الشهير باسم شاس، وهو حزب الحريديم الشرقيين أو السفرديم الذين قدموا إلى فلسطين من الدول العربية..أما المتدينون القوميون فينتظمهم بشكل أساسي الحزب الديني القومي (المفدال)، وهو الحزب الأنشط في مجال الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية. (ا ش ا)