قالت صحيفة "نيويورك تايمز" أن إدارة أوباما أصرت يوم الجمعة فى بيان لها على أن " هناك وقت ومساحة " للتوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة النووية الإيرانية، رغم وجود أدلة جديدة سيتم الكشف عنها الأسبوع المقبل من قبل المفتشين النوويين الدوليين تفيد بأن إيران تعزز قدرتها على إنتاج نوع من اليورانيوم الذي يمكن تحويله بسرعة نسبيا الى وقود لقنابل نووية . وتشير الصحيفة الى أن مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد وجدوا ان ايران قامت بتركيب مئات من أجهزة الطرد المركزي الجديدة في موقع عميق تحت الأرض يسمى " فوردو " في الأشهر الأخيرة ، ولكن قال تومى فيتور , المتحدث بأسم البيت الابيض , أن ذلك لا يغير تقييم البيت الأبيض بشأن أن الحلول الدبلوماسية للقضية النووية الإيرانية لا تزال قابلة للتطبيق . وتقول الصحيفة أن بيان البيت الابيض بدا أنه تم اصداره لاستباق تصريحات من مسؤولين اسرائيليين ، الذين يستشهدون بالتقرير المقبل للمفتشين الدوليين لتدعيم حجتهم بان المفاوضات مع ايران قد سمحت ببساطة لطهران بتسريع برنامجها النووى ، وأن العقوبات لم تكن فعالة . وتتابع الصحيفة أن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ذكر يوم الجمعة انه خلال لقاء مع مايك روجرز ، وهو الجمهوري الذي يرأس لجنة الاستخبارات ، أن نتنياهو قال " بالأمس فقط ، تلقينا دليلا إضافيا على أن إيران مستمرة فى تسريع التقدم نحو امتلاك الأسلحة النووية بينما تتجاهل تماما المطالب الدولية " . حيث بدا وكانه يشير الى التقارير الإخبارية عن تقرير المفتشين . ومن ناحية اخرى أكد مسؤول في الادارة الامريكية أنه في التقييم الأمريكي , " أعداد أجهزة الطرد المركزي التي يتم تركيبها وتشغيلها في محطة فوردو -- والذى وصفهم بأنهم " بضع مئات " -- سوف تضيف الى قدرة ايران لانتاج اليورانيوم منخفض التخصيب بنسبة أكثر من 20 % . وأضاف المسؤول لنيويورك تايمز أن " هذا النقاء يمكن تحويله بسرعة نسبيا الى وقود نووى " . ولكن أوضح المسؤول أن " الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتابع في المنشأة بانتظام وسوف تكشف عن اى خطوة لصنع سلاح . وأشار إلى أنه أنه في حين أن العمل في فوردو يمثل انتهاكا لقرارات مجلس الأمن ، الا انه ليس مغيرا للعبة . فى الوقت نفسه تصر ايران على ان تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 % هو للمفاعل الذي ينتج النظائر الطبية . ولكن تقول النيويورك تايمز أنها أنتجت بالفعل أكثر بكثير من 20 % من اليورانيوم المخصب اللازم لوقود تلك المفاعل لسنوات عديدة . وتوضح الصحيفة الامريكية أن رد الفعل المتناقض على التقرير الذى لا يزال يجرى كتابته يعكس استراتيجيات مختلفة جدا يتم انتهاجها في الولاياتالمتحدة وإسرائيل . فالرئيس أوباما يسعى للحفاظ على الضغط على إيران من دون السماح لتلميحات المواجهة ان تتسبب فى اثارة أزمة قبل الانتخابات الرئاسية الامريكية . ونتيجة لذلك ، فإن البيت الأبيض يشدد على الخطوات التي تتخذها الادارة الامريكية للضغط على القيادة الإيرانية - التي تتراوح من العزلة الدبلوماسية لفرض عقوبات لعمليات تخريب – . وتتجنب الادارة الامريكية مناقشة لماذا , على الرغم من هذه الخطوات , البرنامج النووي الايراني لا يزال يسير فى مساره . بينما نتنياهو لديه حسابات مختلفة . هو ووزير دفاعه ، إيهود باراك ، قالوا أن الوقت ينفد . ولمحوا على نطاق واسع أن القرار بشأن عما إذا كانت إسرائيل ستضرب منشآت إيران النووية قد يأتي قريبا. . ومع ذلك , الرهان في واشنطن هو أن تلك التهديدات هي إلى حد كبير محاولة لانتزاع التزامات من السيد أوباما للتحرك ضد ايران في المستقبل ، ربما في عام 2013 . حيث قال مسؤولون أسرائيليون أن هجوم بمصاحبة الولاياتالمتحدة سيكون أكثر فعالية بكثير من ان تقوم أسرائيل باجراء الهجوم وحدها . لكن حتى الآن ، لم يكن هناك أي تاكيدات من هذا القبيل من البيت الأبيض . Comment *