ظهر جوليان أسانج ، مؤسس موقع ويكيليكس ، متحدثا من شرفة سفارة الاكوادور فى لندن يوم الاحد لادانة حكومة الولاياتالمتحدة , مطالبا الولاياتالمتحدة بأن توقف ما اسماه " بمطاردة الساحرات " ضد ويكيليكس, وذلك فى أول ظهور علني له منذ ان طلب اللجوء في سفارة الاكوادور ، حيث فر إلى السفارة وتحصن هناك منذ يونيو الماضى ليتجنب تسليمه إلى السويد لاستجوابه بشأن جرائم جنسية مزعومة . وقال أسانج , وهو يقف فى الشرفة فى ظهوره الذى استمر عشرة دقائق , " انا أطالب الرئيس أوباما بأن يفعل الشيء الصحيح . ويجب على الولاياتالمتحدة ان تتخلي عن مطاردة الساحرات ضد ويكيليكس " ، مضيفا , وسط هتافات من مؤيديه خارج السفارة , أن مثل ما تواجهه ويكيليكس من تهديد ، كذلك ستواجهه حرية التعبير فى مجتمعاتنا كلها . وتحدث أسانج عن حالة قادمة أسوأ " لعالم قمعى وخطير سيصمت فيه الصحفيين في ظل الخوف من الملاحقة القضائية ، والمواطن سيكون يجب عليه أن يهمس في الظلام ." كما أنتقد أسانج , الذى كان يرتدي قميصا أزرق وربطة عنق حمراء ، المحاكمات التي تمت مؤخرا لاولئك الذين سربوا مواد سرية . وطالب أسانج باطلاق سراح برادلى مانينج ، وهو الجندي الامريكي المشتبه به في إعطاء مئات الآلاف من الوثائق السرية للحكومة الأمريكية لأسانج لنشرها على ويكيليكس , قائلا " أن حرب الولاياتالمتحدة على المبلغين كاشفى الفساد يجب أن تنتهي " . يذكر أن الجندي مانينج يواجه محكمة عسكرية وحكما محتملا بالسجن مدى الحياة بسبب ما قال المدعون بانه كان له دور في نقل الوثائق إلى ويكيليكس ، التي تشاركت الوثائق مع عدة وكالات أنباء ، بما فيهم صحيفة نيويورك تايمز . ولم يشر السيد أسانج -- الذي تم منحه حق اللجوء السياسى من قبل الاكوادور -- بشكل مباشر الى محاولات بريطانيا لتسليمه إلى السويد لمواجهة اتهامات بالاغتصاب والاعتداء الجنسي . ونفى أسانج هذه المزاعم قائلا أن لها دوافع سياسية انتقاما منه لإفصاح موقعه ويكيليكس عن اسرار امريكية . وانه يخاف من الذهاب الى السويد التى ستنقله بدورها الى الولاياتالمتحدة ، حيث يمكن ان يواجه هناك عقوبة الاعدام بسبب ويكيليكس . وكانت السويد قد رفضت بغضب هذا الادعاء . وقالت وزارة الخارجية السويدية , أن " السويد لا تقوم بتسليم الأفراد الذين فى خطر مواجهة عقوبة الإعدام " . وكان محامي أسانج , بالتاسار جارزون , قد طالب في وقت سابق إعطاء أسانج ممر آمن للسفر الى الاكوادور من بريطانيا . وبينما كان السيد أسانج محصن في السفارة ، الا أن عشرات من ضباط شرطة العاصمة البريطانية أتخذوا مواقعهم حول المبنى متوعدين بالقبض عليه عندما يخرج . وقالت بريطانيا انها لن تسمح له بالتحرك من السفارة ، التي هي من الناحية الفنية أرض الاكوادور ، إلى أميركا الجنوبية . كنتيجة لذلك السيد أسانج اقتصر تواجده فى مكتب دبلوماسي متواضع فى السفارة ، يحيط به فرق من ضباط شرطة العاصمة في الشوارع خارج السفارة . كان أسانج قد هرب إلى سفارة الاكوادور فى لندن في يونيو الماضى من تسليم شبه مؤكد الى السويد بعد ان خسر معركة طويلة في المحكمة العليا في بريطانيا , التى امرت بأن يتم وضع أسانج على متن طائرة الى ستوكهولم , عاصمة السويد , لاستجوابه في القضايا الموجهه ضده . يذكر أن قضية أسانج قد أثارت خلافا دبلوماسيا حادا بين الاكوادور وبريطانيا عندما اعلنت الاكوادور يوم الخميس رسميا انها منحت حق اللجوء السياسى لأسانج في أراضيها - ولكن حكومة بريطانيا تقول انها لن تعطيه ممر آمن خارج السفارة . وانفجر الخلاف أكثر بين بريطانيا والاكوادور عندما أشارت وزارة الخارجية البريطانية , في رسالة وجهتها الى المسؤولين الاكوادوريين ، الى قانون غير معروف يجعل بريطانيا تتمكن من أن تعلق مؤقتا الحماية الدبلوماسية للسفارة وتسمح للسلطات بالدخول واعتقال أسانج . وهو الامر الذى أثار غضب الاكوادور , حيث انتقد الرئيس الإكوادورى رفائيل كوريا أمس السبت هذا السلوك ، واصفا إياه بأنه " لا يطاق " و "غير مقبول " . وقال الرئيس خلال كلمته الأسبوعية " مع من يعتقدون أنهم يتعاملون ؟ " , واضاف " انهم لا يدركون أن أمريكا اللاتينية هي حرة وذات سيادة ، ونحن لن نتسامح مع أى تدخل من أي نوع ." وقال الرئيس أن الاكوادور قد سعت الى الحصول على ضمانات بأن لا يتم تسليم أسانج الى دولة ثالثة , ولكن لم تحصل على اى ضمانات . وأدلى الرئيس كوريا بهذه التصريحات فى الوقت الذى تستضيف فيه الإكوادور تجمعاً فى مطلع الأسبوع لوزراء خارجية مجموعة (ألبا) للدول اليسارية فى أمريكا اللاتينية ومن اتحاد دول أمريكا الجنوبية , وذلك حيث تسعى الاكوادور لحشد دعم امريكا اللاتينية فى معركتها مع بريطانيا بشأن قضية أسانج . فأعلن إتحاد دول أمريكا الجنوبية تأييده لقرار الاكوادور بمنح حق اللجوء لأسانج . كما حذرت مجموعة ألبا ، التي تضم في عضويتها الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز ، بريطانيا يوم السبت ضد اقتحام السفارة . ووفقا لبيان تلاه وزير الخارجية الفنزويلى نيكولاس مادورو باسم دول مجموعة ألبا , " نحن نحذر حكومة المملكة المتحدة من انها ستواجه عواقب وخيمة في جميع أنحاء العالم في حالة حدوث اختراق مباشر لسيادة سفارة جمهورية الاكوادور في لندن " . Comment *