شهدت تونس مساء أمس تظاهرات في مناطق عدة في تونس استجابة لدعوة وجهتها منظمات وأحزاب وجمعيات دفاعا عن حقوق المرأة في العيد الوطني للمرأة الموافق للذكرى ال56 لتبني مجلة الأحوال الشخصية. وفي فيديو أذاعه موقع "نواة" الحقوقي يظهر شخصيات من مختلف طبقات المجتمع التونسي يؤيدون المساواة بين الرجل والمرأة، وقال أحدهم أنه يرفض ذكر المرأة في الدستور فما يجوز على الرجل يجوز على المرأة بلا تمييز في الحقوق والواجبات، وهذا ما اعتبرته سلمى مبروك نائبة في المجلس التأسيسي عن حزب "التكتل من أجل العمل والحريات" اليساري المشارك في الائتلاف الحاكم، أن مجرد الحديث عن المرأة في الدستور نوع من التمييز ضدها. وقد انتفضت جمعيات نسائية وأحزاب وشخصيات سياسية ومدونون بعد تسرب خبر اعتماد الصيغة التي وردت في الفصل 28 في باب الحقوق والحريات من مسودة الدستور، واعتبرت هذه الصياغة ردة عن المكاسب التي حققتها المرأة التونسية في المساواة والحرية والكرامة، وتراجعا عن التقدم الذي أحرزته تونس بعد الاستقلال. في تصريح لصحيفة "الشروق" التونسية قال حمة الهمامي زعيم حزب العمال التونسي أن الصياغة الواردة في الفصل 28 من مسودة الدستور "تنطوي على مواطن لبس وغموض تمثل منفذا في المستقبل لضرب تلك الحقوق والمكتسبات" وأضاف أن "النهضة" تجنبت في المقترح الذي تقدمت به في الفصل الثامن والعشرين الحديث عن المكتسبات والحقوق في جميع الميادين واستعاضت عن مبدأ المساواة في العائلة بعبارة "تكامل الأدوار داخل الأسرة". وأكد حزب النهضة، الذي حاز الأغلبية البرلمانية في الانتخابات التي تلت سقوط بن علي في أكتوبر 2011 ، أنه سيضمن حقوق المرأة وفقا لماقاله حمادي الجيالي لفرانس24 . وذكرت الصحيفة التونسية أن ممثلات جمعية النساء الديمقراطيات ولجنة المرأة العاملة للاتحاد العام التونسي للشغل اعتبرت أن الموقف الذي اتخذه المجلس التأسيسي وأعضاء حركة النهضة أساسا هو محاولة لتكريس منظومة أبوية تمنح السلطة المطلقة للرجل وتسلب المرأة حقوقها بوصفها مواطنة كاملة الحقوق وتتمتع بالشخصية القانونية وتعتبرها مجرد تابع للرجل أبا كان أو زوجا أو أخا. يأتي ذلك في الوقت الذي يحتفل به الشارع التونسي يوم 13 أغسطس باليوم الوطني للمرأة في تونس الموافق لمرور 56 سنة على تبني مجلة الأحوال الشخصية، مجموعة قوانين تمنح المرأة التونسية مكانة مميزة في العالم، مما عزز من وضع المرأة التونسية في المجتمع مكانة مميزة في جميع المجالات، يعتبرها العديد من الثوابت التي تجمع بين مكاسب الاستقلال ومكاسب الثورة، واستمدت المجلة روحها من أفكار الإصلاحيين التونسيين على غرار الطاهر الحداد، الذي رفع بعض المتظاهرين شعارات تقول "نحن أبناء الطاهر الحداد". من ناحية أخرى تطاول متظاهرون على تغطية قناة الجزيرة لإحدى التظاهرات حيث ظهر على الشاشة رجل يقول أنه "نقاش صهيوني" وانتقد نشطاء على الفيسبوك استضافة القناة في قلب التظاهرة لإحدى الشخصيات التي يظهر من كلامها ميلها الواضح لرؤية حزب النهضة التي نددت التظاهرات بموقفه في صياغة مواد دستورية خاصة بحقوق المرأة، وعلق نشطاء أنه تم طرد طاقم القناة من قلب التظاهرة. وينتقد العديد من السياسيين والمراقبين في تونس موقف قناة "الجزيرة" الذين يرونه غير حيادي، ومنحاز لمواقف التيارات الإسلامية. Comment *