قالت صحيفة واشنطن بوست أن طلب الحكومة المصرية هذا الاسبوع للولايات المتحدة بالافراج عن المعتقل المصري الوحيد في معتقل جوانتانامو جاء فى لهجة ترقى الى طلب صارم , مما يثير قلق توتر العلاقات مع الدولة التي طالما كانت من أبرز حلفاء واشنطن الموثوق بهم في مكافحة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط . وقد أعرب بعض المسؤولين الاميركيين عن قلقهم حول مستقبل التعاون في القضايا الأمنية في حقبة ما بعد مبارك. وأعتبرت الصحيفة أن قضية طارق محمود أحمد السواح ( 54 عاما ) ، الذي تتهمه الولاياتالمتحدة بالانتماء الى تنظيم القاعدة ، يمكن أن تكون الشوكة الأولى في العلاقة بين الحكومتين منذ انتخاب الرئيس الإسلامي الجديد لمصر . وقال عمرو رشدى ، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية ، أمس الجمعة ان سفارة بلاده في واشنطن قدمت طلبا رسميا الى وزارة الخارجية الامريكية يوم الثلاثاء للافراج عن طارق السواح , تشير فيه الى انه قضى 11 عاما فى الأحتجاز دون محاكمة والنيابة العسكرية الامريكية كانت قد اسقطت التهم الموجهة اليه فى مارس الماضى المتعلقة بتقديم الدعم الى الجماعات الارهابية فى افغانستان . وقال رشدى أن " السواح لم يتم اتهامه بأي جريمة حتى الآن , وهو مواطن مصري تم اعتقاله بطريقة غير قانونية ". يذكر أن وزارة الدفاع الامريكية قد أتهمت السواح عام 2008 بتقديم الدعم المادى للارهاب والتآمر ، زاعمة انه كان عضوا في تنظيم القاعدة متخصص في المتفجرات . وقضيته لها اهمية كبيرة لانه أصبح أحد أبرز المخبرين المحتجزين فى معسكر الجيش الامريكى فى كوبا , وتم اسقاط التهم الموجهة اليه فى مارس الماضى ولم يتم توجيه اى تهم جديدة ضده . وتعليقا على هذه القضية , قال الكولونيل تود بريسيل ، المتحدث باسم البنتاجون , ان الجيش لا يعلق على سجناء فرديين الا اذا كان فى نطاق اجراءات محاكمة قضائية أو أعادة التوطين . واضاف أن " الاعتقال في وقت الحرب حتى أنتهاء فترة العداء هو امر معترف به بموجب القانون الدولي ". بينما قال بروك جونسون ، المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ، في تعليق مكتوب ان المسؤولين الامريكيين " يعملون مع الحكومة المصرية على هذه القضية ." ونقلت الواشنطن بوست تعليق محللين مصريين على هذا الطلب , حيث قالوا أن توقيت الطلب ، الذى يأتي تقريبا بعد شهر فقط من تولى محمد مرسي الرئاسة ، لا ينبغي أن يكون مفاجئا . وقال خالد أبو بكر ، وهو عضو في الاتحاد الدولي للمحامين ، أن الجماعات الإسلامية الصاعدة فى مصر ، التي احتشدت حول مرسي ، تعارض بشده اعتقال المسلمين من جانب الولاياتالمتحدة . وقال " ليس هناك شك ، ويجب أن نكون صادقين ، أننا الآن أمام رئيس بخلفية دينية " ، موضحا أنه من خلال هذا الطلب ، يمكن ان يكون مرسي يحاول أن يفى بوعوده للناخبين الاسلاميين . واضاف " الان هو وقت دفع الفواتير " . وذكرت الصحيفة أن الجماعة الاسلامية التى ينتمى لها مرسى -- جماعة الاخوان المسلمين -- هى جماعة اسلامية جليلة نفذت فى الماضى أعمال عنف لتحقيق أهداف سياسية – لكنها تخلت عن نهج العنف منذ عقود . وأشارت الواشنطن بوست الى أن وثائق عسكرية أمريكية تقول أن السواح كان عضوا في جماعة الاخوان المسلمين عندما كان فى المدرسة الثانوية في مدينة الاسكندرية الساحلية في السبعينات . ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم أن السواح هو من بين المحتجزين الاكثر تعاونا في جوانتانامو ، وهو الأمر الذي اعطاه بعض الامتيازات في الأحتجاز ، مثل السكن المنعزل والحق فى الكتابة والرسم . ونقلت الصحيفة عن نبيل فهمي ، عميد كلية الشؤون الدولية والسياسات العامة في الجامعة الأميركية في القاهرة قوله أن الرئيس الجديد للبلاد من المحتمل أنه يبعث برسالة أن ادارته لن تكون طيعة ولينة مثل الادارة التى كانت قبله . وقال فهمي " بغض النظر عن حيثيات هذه القضية ، أنا أعتقد أن مصر ستكون أكثر إصرارا على أن يتم تطبيق الإجراءات القانونية العادية على المصريين المتهمين بارتكاب أي جرائم جنائية في الخارج . وهذه سوف تكون السياسة المصرية الجديدة : نحن سنحترم قوانين الدول الأخرى عندما يجري تطبيق الإجراءات القانونية العادية " Comment *