اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الهجوم الذي استهدف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، وأودى بحياة ما لا يقل عن 20 شخصاً، ربما يحول ولاء الفلسطينيين بالكامل إلى معسكر الثوار بدلا من معسكر نظام الأسد. حيث نقلت الصحيفة عن محللين سياسيين قولهم "إنه على الرغم من الخلاف الدائر حاليا حول هوية المسئول عن ارتكاب هذه المجزرة، حيث يحمل الثوار والحكومة بعضهما البعض مسئولية ارتكابها، إلا أن تداعياتها تفوق ذلك بكثير.. إذ أنه من المحتمل أن تؤدي إلى موافقة الفلسطينيين على مساعدة المعارضة السورية في كفاحها ضد الأسد". وتعليقا على تداعيات الهجوم، أكد مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما الأمريكية جوشوا لانديس "أن القضية الفلسطينية هي القضية المحورية حيث تعد أساس الشرعية لأي شيء آخر".. مشيرا إلى أن النظام السوري لطالما دافع عنها، خاصة مع سعي المعارضة في الوقت ذاته إلى فتح قنوات للاتصال مع الجانب الفلسطيني. وكثيرا ما ادعت حكومة الأسد أنها المدافع الأكبر عن القضية الفلسطينية، لذلك قرر أغلب الفلسطينيين الوقوف على الحياد فيما يخص الثورة السورية التي اندلعت منذ أكثر من عام ونصف. ونقلت الصحيفة عن سوزان أحمد المتحدثة باسم مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق قولها "إن الفلسطينيين المتواجدين في سوريا أعلنوا مرارا وقوفهم بجانب الشعب السوري، إلا أنه على المستوى السياسي وفيما يخص هؤلاء الذين يعيشون بخارج سوريا.. فإنهم أعلنوا عن رغبتهم في عدم التعليق أو الانخراط فيما يحدث بسوريا". وأضافت سوزان "لنتركهم إذن يظهروا للعالم مدى رغبتهم في عدم الانخراط في الشأن السوري بعدما لقي العشرات منهم حتفه على يد الأسد". في النهاية، ذكرت الصحيفة أنه فيما يعد إشارة على مخاوف وقلق حكومة الأسد، أنها أصدرت بيانا حادا أدانت فيه ما أسمته ب"المرتزقة الإرهابيين" وحملتهم مسئولية الهجوم، غير أن عددا من سكان المخيم اعتبروا أن المسئول الأول عنه هو نظام الأسد سواء تم ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. Comment *