أبرزت مجلة (تايم) الامريكية اليوم (الثلاثاء) ردود الفعل الدولية الغاضبة حيال مجزرة الحولة فى سوريا والتى راح ضحيتها أكثر من مائة قتيل ، متساءلة عن الموقف الروسي الرافض للتعاون مع بقية المجتمع الدولى فى إدانة الرئيس السوري بشار الاسد. ونقلت مجلة تايم الامريكية على موقعها الالكترونى عن مراقبين دوليين قولهم إن الجهود الدولية الرامية لتسوية الازمة فى سوريا لن تنجح سوى بوساطة روسية ، مشيرة إلى أن المسئولين الروس نجحوا فى فرض غطاء سياسيا على الانتهاكات التى ارتكبها النظام السوري بقيادة حليفها الوثيق فى الشرق الاوسط بشار الاسد، وذلك عن طريق دفاعهم عن النظام السوري وعن الانتقادات والادانات التى توجه له من قبل القوى الدولية . واستنكرت المجلة الامريكية قيام روسيا بمواصلة دعم النظام السوري بالاسلحة والذى جاء على النقيض من مطالبتها طرفى النزاع فى سوريا(المعارضة والنظام ) بالقاء السلاح وإجراء محادثات بينهما ، حيث أكدت ان ذلك الاجراء هو الحل الوحيد لحل الازمة فى سوريا. ولفتت المجلة إلى أن بعض المحليين الدوليين رأوا ان مجزرة الحولة فى سوريا والتى راح ضحيتها أكثر من 90 شخصا ثلثهم من الأطفال ، قد تكون نقطة تحول فى موقف روسيا تجاه الأزمة السورية لا سيما بعد إدانة وزير الخارجية الروسي سيرجى لافروف فى وقت سابق من اليوم النظام السوري واستخدام القوة ضد المدنيين وانتهاك القانون الدولي مشددا على ضرورة التزام طرفى النزاع فى سوريا بوقف كافة أعمال العنف فى البلاد. و فى نفس السياق ، طالب أعضاء مجلس الأمن الحكومة السورية بوقف استخدام الأسلحة الثقيلة فورا في المناطق السكانية فضلا عن سحب قواتها فورا وجميع أسلحتها الثقيلة من داخل وحول هذه المناطق المأهولة بالسكان . ولفتت مجلة تايم الامريكية إلى ان الموقف الروسي تجاه الازمة السورية قد يكون متذبذبا إلى حد كبير فى الوقت الراهن، مشيرة إلى موسكو تحاول السيطرة على الوضع فى سوريا واحتوائه وعدم تتطور الصراع إلى حربا أهلية ، مشيرة إلى عدم استعداد روسيا للتخلى عن موقفها والانخراط فى اى أزمات قد تعصف بسوريا فى حال سقوط الرئيس الاسد. و نقلت المجلة الامريكية عن البروفيسور جوشوا لانديس الخبير في الشؤون السورية في جامعة أوكلاهوما قوله ، أن روسيا لديها تاريخ حافل بالتصريحات النابذة لاعمال العنف والقتل وضرورة الانتقال السلمي للسلطة، بيد ان النظام السورى في ظل كل تلك التصريحات والشعارات حول رغبتهم في رؤية معارضة ذات مصداقية حتى يمكنهم ان تولى السلطة سلميا، فأن النظام السوري يناقض نفسه بافعاله الوحشية تجاه المعارضين له فى البلاد . وفى نفس السياق أعرب رئيس معهد بروكنجز بالدوحة سالمان الشيخ ، عن اعتقاده بان روسيا لن تتزحزح عن موقفها الداعم للاسد وهو الامر الذي قد يتيح له المزيد من الوقت للافلات من مصيره المحتوم . وعلق الشيخ على البيان الصحفي للامم المتحدة قائلا بانه قد يكون البيان الاضعف بشأن واحدة من أبشع المجازر فى المنطقة " . وأشارت المجلة إلى أن هناك توقعات بشأن صفقة تلوح فى الافق بشأن عملية انتقال للسلطة فى سوريا على غرار الانتقال الذى حدث فى اليمن ، والتى سيكون الموقف الروسي حاسما فى تنفيذها والعمل على اقناع الاسد للتخلى عن منصبه ومغادرة البلاد ، مضيفة انه من خلال تلك الصفقة ستضمن روسيا مصالحها التجارية فى سوريا عبر فلول نظام الاسد الذين سيكفلون اتمام كافة صفقات موسكو التجارية مع الابقاء على قاعدتها البحرية في ميناء طرطوس المطل على البحر الأبيض المتوسط. واختتمت المجلة بالقول أن الغطاء السياسي التى توفره روسيا للنظام السوري قد ينجح فى ابقاء الاسد فى الحكم لفترة من الوقت ولكن ليس للابد، ولذلك فأن موسكو اجلا ام عاجلا ستتعاون مع المجتمع الدولى لحماية مصالحها فى سوريا .