مضي 56 عام علي القرار التاريخي الذي اتخذه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس ليتم بذلك نقل ملكيتها من الحكومة الفرنسية إلى الحكومة المصرية مقابل تعويضات منحت لهم في هذا التوقيت، ليرتبط تاريخ 26 يوليو من عام 56 في أذهان الكثيرين بإعلان السيادة المصرية وبداية الإنطلاق لنهضة إقتصادية فرضتها حجم العائدات المتوقعة من القناة في هذا التوقيت. وأعلن عبد الناصر قراره أثناء خطابه الذي ألقاه فى العيد الرابع للثورة من الإسكندرية بتأميم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية، وتنقل إلى الدولة جميع ما لها من أموال وحقوق وما عليها من التزامات. جاء ذلك بعد رفض البنك الدولي تمويل الحكومة المصرية لبناء السد العالي، ليصبح بذلك تأميم القناة زريعة للعدوان الثلاثي الذي قامت به بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر. وبرغم ان القناة كانت عائداتها تكفي لحل أزمات إقتصادية مرت بها البلاد، إلا أن كثير من المصادر كانت قد أكدت أن العائدات يتم صرفها علي المخلوع واسرته والحرس الجمهوري ليعلن أحمد فاضل رئيس هيئة قناة السويس في أول ذكري لتأميم القناة بعد إنتخاب أول رئيس مدني بعد ثورة 25 يناير ارتفاع عائدات القناة بنسبة 3,6% خلال الفتره المحاسبية عن العام الماضي، لتبلغ عائداتها 5 مليارات و224 مليون دولار. وقال محمد سامي رئيس حزب الكرامة أن التأميم تم من خلال نظام وطني عظيم كان يتم فيه ترتيب مصالح و موارد واحتياجات الشعب المصري، مؤكدا أن قناة السويس مثلت عبر مراحل طويلة منذ تأمينها مصدر رئيسي لموارد مصر استخدمت في فترة من الفترات سويا لصالح الخزانة المصرية والإلتزامات وتم إهدارها هي وموارد سيادية أخري في فترة من الفترات الاخري. فيما نوه أمين اسكندر النائب البرلماني السابق إن تأميم قناة السويس هو أحد أهم المعارك الكبري التي خاضها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ليسترد بها السيطرة المصرية علي أكبر مرفق إستراتيجي في مصر. واضاف "اسكندر" ان المعركة الكبري التي خاضها زعيم الامة جمال عبد الناصر لإستعادة السيادة المصرية ووضع مصر علي الخريطة الدولية تبين الفرق بين زعيم حكم مصر وبين غيره ممن حكموها. وأوضح "اسكندر " ان عائد قناة السويس لا يمثل عائد حقيقي لهذا الكيان الإستراتيجي لانه يحتاج لتطوير شامل لجلب إستثمارات كبري وصناعات علي ضفاف هيئة قناة السويس، مؤكدا أن ذلك سيتم بإرادة وأموال المصريين. ومن جانبه أكد المهندس محمد الأشقر القيادي بحركة كفاية أنه يشعر بالفخر في ذكري تأميم القناة لان التأميم كان حلما اراد له الله ان يتحقق بيد جمال. وأضاف الأشقر أن أغلب الأجيال الشابة التي لم تعش التجربة تم تضليلها خاصة بعد وفاة عبد الناصر، مشيرا إلي ان السادات ساهم في ذلك من خلال إبراز بعض عيوب التجربة الطفيفة، لتصبح هي الظاهر من التجربة الناصرية. وأضاف "الأشقر" أن رئاسة الجمهورية في العصر البائد كانت تخصص جانب كبير من إيراد القناة للحرس الجمهوري، مؤكدا أن المعلومات عن مصادر صرف القناة غير متوفرة لأن المسيطر علي الميزانية هو المجلس العسكري. اسكندر: معركة كبرى خاضها عبد الناصر لاسترداد الكرامة .. والأشقر : كان حلما أراد له الله أن يتحقق بيد جمال