دعا زعيم تحالف القوى الوطنية محمود جبريل مساء الاحد الاحزاب السياسية الاخرى في ليبيا الى الوحدة، في وقت ينتظر هذا البلد اولى النتائج الرسمية للانتخابات التاريخية التي جرت السبت. وقال جبريل "نوجه نداء صادقا من اجل حوار وطني بهدف ان نتوحد جميعا (...) تحت مظلة واحدة للتوصل الى تسوية، الى تفاهم يمكن على اساسه صياغة الدستور وتشكيل حكومة جديدة". واضاف "في انتخابات الامس، لم يكن هناك خاسر ولا رابح (...) ان ليبيا هي الرابح الفعلي الوحيد في هذه الانتخابات". وكان جبريل يتحدث خلال مؤتمر صحافي في مكاتب تحالفه، بعد ساعات من اعلان الامين العام للتحالف فيصل الكريكشي ان التحالف يتقدم "في غالبية الدوائر". ونفى ان يكون تحالفه قد ادلى بتصريحات تتصل بنتائج فرز الاصوات الذي لا يزال مستمرا. وكان محمد صوان زعيم حزب العدالة والبناء الاسلامي المنبثق من تيار الاخوان المسلمين اقر في وقت سابق ب"تقدم واضح" في طرابلس وبنغازي لتحالف القوى الوطنية الذي يضم اكثر من ستين حزبا صغيرا. واوضح جبريل ان حزبه "يلتزم الصمت" وينتظر النتائج الرسمية التي ستعلنها المفوضية العليا للانتخابات. ولكن اذا تأكد فوز تحالف جبريل، فان ليبيا ستختلف عن جارتيها تونس ومصر اللتين مرت عليهما رياح الربيع العربي وفاز فيهما الاسلاميون بالحكم في اول انتخابات تلت انهيار نظامي الحكم فيهما. وتستند استنتاجات القوتين المتنافستين، الليبرالية والاسلامية، الى نتائج المقاعد المخصصة للاحزاب السياسية المتنافسة وعددها 80 مقعدا من اصل 200 مقعد. وبالنسبة للمقاعد المئة والعشرين المخصصة للمرشحين فرديا، يتوقع ان تنحو النتائج نفس المنحى حيث ان معظم المرشحين مدعومون من احزاب سياسية. ورغم اعمال عنف وتخريب ارتكبها ناشطون من دعاة الفدرالية في شرق البلاد، تخطى الليبيون بنجاح اول انتخابات حرة في اجواء احتفالية بعد عقود من دكتاتورية نظام معمر القذافي. وبعد ثمانية اشهر من نهاية نزاع مسلح اطاح بنظام معمر القذافي دعي 2,8 مليون ناخب الى اختيار الاعضاء المئتين في "المؤتمر الوطني العام". وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 62% بحسب النتائج الجديدة التي اعلنتها المفوضية الانتخابية الاحد. ولكن سقط قتيل قرب مركز اقتراع في اجدابيا (شرق) في ظروف لم تتضح بعد. وتخلل الاسبوع الذي سبق الاقتراع توتر في شرق البلاد بلغ ذروته الجمعة بمقتل موظف من المفوضية الانتخابية برصاص سلاح خفيف اطلق على المروحية التي كان على متنها في جنوب بنغازي. وقبل ذلك طلب دعاة الفدرالية الذين كانوا يحتجون على توزيع المقاعد في المجلس الوطني العام (مئة مقعد للغرب وستين للشرق واربعين للجنوب) من عدة موانئ نفطية في شرق البلاد تعليق نشاطها حتى نهاية الاقتراع. وفي محاولة لتهدئة الوضع حرم المجلس الوطني الانتقالي الجمعية المقبلة من احدى اهم صلاحياتها وهي تعيين اعضاء اللجنة المكلفة صياغة الدستور المقبل. ويفترض ان يحدد تشكيل هذه اللجنة عبر اقتراع جديد على ان ترسل كل منطقة اليها عشرين عضوا. Comment *