انتخب الليبيون أمس السبت أول مجلس وطني في بلادهم بعد ديكتاتورية استمرت عشرات السنوات تحت حكم معمر القذافي، على رغم اعمال عنف واضطرابات في الشرق مهد الثورة تسبب بها ناشطون يطالبون بالحكم الذاتي لمناطقهم. ولم يمر اليوم الانتخابي من دون سقوط ضحايا فقد قتل شخص واصيب آخر بجروح السبت عندما فتح مجهولون النار قرب مكتب اقتراع في شرق ليبيا على ما اعلن مسؤول ل (فرانس برس) رفض كشف اسمه. وفيما يأمل الإسلاميون في ليبيا تحقيق فوز مماثل للفوز الذي حققه جيرانهم التونسيون والمصريون، أظهرت نتائج أولية للفرز في طرابلس وبنغازي تقدم التحالف الوطني برئاسة محمود جبريل. وأعلن زعيم الحزب الاسلامي الرئيسي في ليبيا الاحد ل (فرانس برس) ان الليبراليين سجلوا "تقدما ملحوظا" في مدينتي طرابلس وبنغازي على خصومهم الاسلاميين في الانتخابات التي نظمت السبت. وقال محمد صوان زعيم حزب العدالة والبناء الاسلامي المنبثق من الاخوان المسلمين بعد ساعات على بدء عملية فرز الاصوات ان "تحالف (القوى الوطنية) حقق نتائج جيدة في بعض المدن. لقد احرز تقدما ملحوظا في طرابلس وبنغازي". وشهدت البلاد اضطرابات شرق البلاد حيث ارتفعت أصوات مطالبة بالفيدرالية ورافضة لإجراء الانتخابات، الأمر الذي تسبب في عدد من الحوادث المتفرقة نتج عنها مقتل شخص وإصابة آخر برصاص الأمن عند محاولة مسلحين اقتحام مركز انتخابي وسرقة صناديق الاقتراع. رئيس المفوضية العليا للانتخابات نوري العبار أكد خلال مؤتمر صحافي أن عدد المقترعين بلغ مليونا وستمئة ألف ناخب، أي ما نسبته ستون في المئة من إجمالي عدد الناخبين المسجلين. ومن جانبها وصفت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون الانتخابات التي شهدتها ليبيا بأنها تاريخية، مشيدة بجو الحرية الذي جرت فيه. كما أشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالانتخابات الليبية، ووصفها بأنها علامة فارقة في تحول ليبيا الديمقراطي خلال فترة ما بعد القذافي، وتعهد بأن تعمل الولاياتالمتحدة كشريك للشعب الليبي في المستقبل، كما نقلت وكالة "رويترز". وقال أوباما في بيان، بعد أن ذهب الليبيون إلى صناديق الاقتراع فيما اعتبر على نطاق واسع غلق للتراث الاستبدادي لمعمر القذافي بعد أكثر من 40 عاما كانت ليبيا فيها في قبضة دكتاتور، تؤكد انتخابات اليوم التاريخية أن مستقبل ليبيا في يد الشعب الليبي. وأضاف أن الولاياتالمتحدة فخورة بالدور الذي لعبته في دعم الثورة الليبية وحماية الشعب الليبي، ونتطلع إلى العمل بشكل وثيق مع ليبيا الجديدة بما في ذلك المؤتمر المنتخب والزعماء الجدد لليبيا.