نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالاً افتتاحياً بعنوان " فرصة اخرى لمصر " تقول فيه انه الآن بعد إعلان محمد مرسي مرشح جماعة الاخوان المسلمين أول رئيس منتخب، نالت مصر فرصة اخرى للتوجه نحو مسار أكثر ديمقراطية . فمصر بحاجة إلى استعداد ورغبة أكبر للعمل من أجل الصالح العام والمصلحة المشتركة بشكل أكبر مما أظهرته الجماعات السياسية المستقطبة في البلاد حتى الآن . وتشير الصحيفة أن الجنرالات الحاكمين اخرجوا التحول الديمقراطي عن مساره . ففي الأسابيع الأخيرة ، قام الجنرالات بالاستيلاء على السلطة : فقد أعادوا فرض الأحكام العرفية ، وتم أصدار دستور مؤقت ( اعلان دستورى مكمل ) يحد من صلاحيات الرئيس ، وتم حل البرلمان الذى يهيمن عليه جماعة الاخوان المسلمين وتولى الجنرالات مسؤولية الدور التشريعي . وتقول الصحيفة انه بعد أن أظهرت نتائج تجميع غير رسمية أن السيد مرسي فاز في الانتخابات هذا الشهر ، تم تأخير أعلان النتيجة الرسمية مما أثار مخاوف من أن الجيش سوف يسلم الرئاسة بدلا من ذلك لمرشحه المفضل ، أحمد شفيق ، اخر رئيس وزراء لحسني مبارك . ونحن لا نعرف لماذا فعل الجنرالات الشئ الصحيح هذه المرة . ولكن السماح للسيد مرسي بتولي الرئاسة لا يمثل في حد ذاته التغيير الحقيقي الذى أحتشد ومات المصريون من أجله . وترى النيويورك تايمز أن السيد مرسى الان سيكون عليه أن يضغط بشدة للحصول على توازن للسلطة أفضل وأكثر دواما . لذلك الأحكام العرفية والقيود الجديدة على سلطة الرئاسة ينبغى ان يتم الغائها . وثلث مقاعد البرلمان - وهو العدد الذى قالت المحكمة انه موضع شك من الناحية القانونية - ينبغي إعادة انتخابهم مرة اخرى بدلا من حل البرلمان بشكل كامل . فالمجلس العسكري يجب أن يتراجع بعيدا عن السياسة . وتشير الصحيفة الى أن السيد مرسي ، وهو الاسلامى المحافظ , سوف يتولى المنصب الملئ بتساؤلات خطيرة بشأن التزامه بالاصلاحات المطلوبة بشدة . ولكن خطاب انتصاره الذى تعهد فيه بأن يكون " رئيسا لكل المصريين " كان بادرة جيدة مشجعة للليبراليين والعسكريين ومجموعات الأقليات . وهو يمكن أن يبدأ بتعيين حكومة يتم فيها تمثيل جميع القطاعات . وتختتم الصحيفة الامريكية أفتتاحيتها بالقول أن المصريين هم المسؤولون عن مستقبلهم الخاص بهم ولكنهم سوف يحتاجون إلى مساعدة من الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول لانعاش الاقتصاد ولأتمام تحقيق التحول الديمقراطي . وإدارة أوباما هى على حق عندما تقول انه سيتم الحكم على الحكومة المصرية الجديدة من خلال أفعالها وأجراءاتها . Comment *