صدر كتاب "صناعة الآلهة" ضمن مطبوعات هيئة قصور الثقافة للكاتب الصحفي محمد فتحي يونس, وقال يونس للبديل أن الكتاب يتناول مصانع إنتاج الآلهة التي تعمل بكفاءة عالية في المجتمعات التي تعاني من الفقر والجهل ويتحكم بها جهاز بيروقراطي قوي , كما يستخدم الحكام أساليب متعددة للسيطرة علي عقول وأفكار وثقافة موطنيهم منها الإعلام والدعاية الدينية وسياسية التخويف والترويع ونظرية المؤامرة.. وأضاف يونس أن الكتاب ينقسم لثلاثة أجزاء, الجزء الأول بعنوان" من هو الساحر" يناقش الفرق بين بعض المصطلحات منها الرئيس والقائد والمدير وكيفية استخدام هذه المصطلحات للتأثير علي العقول, كما يناقش فكرة السلطة الكاريزمية لدي بعض القادة الذين يتولون الحكم في ظل أزمة تمر بها بلادهم ولهم أتباع يؤمنون بنفس عقيدتهم ولديهم قدرة علي التأثير علي شعوبهم مثل عبد الناصر وكاسترو. وأشار يونس إلي أن الجزء الثاني بعنوان " الأساليب الدعائية التي يؤثر بها القادة في الناخبين" حيث رصد الكتاب 24 أسلوبا من أساليب الدعاية الانتخابية منها استخدام الدين الذي يستخدم منذ الفراعنة حتى الآن , وقد استخدمه الرئيس السادات وأطلق علي نفسه الرئيس المؤمن واستخدمه نظام مبارك عن طريق الإعلام مثلما كتب سمير رجب أم مبارك "هو الدرة التي وهبنا الله إياها" وأسلوب بث الأمل في المستقبل مثلما فعل شفيق بوعوده بإرجاع الأمن , وأسلوب إثارة الكراهية عن طريق اختراع عدو وهمي وأفكار نظرية المؤامرة. وأسلوب الحشد الجماهيري واستخدام لغة المشاعر والعواطف لحشد الجماهير لقضية معينة, وأسلوب استخدام لغة البسطاء كما يفعل توفيق عكاشة الذي يخاطب شريحة معينة من الشعب. وأوضح يونس أن الجزء الثالث تناول بالنقد والتحليل قاموس المصطلحات التي استخدمها مبارك ونظامه للسيطرة علي العقول منها مصطلح الإصلاح الاقتصادي الذي استخدام بشكل متناقض علي مدار 30 سنة, كان في بداية حكم مبارك يعني تنمية الصناعة ثم أصبح يعني الخصخصة ثم بيع الدولة والتقيد بتنفيذ أوامر صندوق النقد الدولي. ومثل مصطلح " الضربة الجوية " والذي يوحي بقوة الحاكم وقدرته الدفاعية, والسيدة الفاضلة الذي أطلق علي سوزان مبارك وكأنه لا توجد في مصر سيدة فاصلة غيرها. ومصطلح الاستقرار الذي استخدم لمنع وقمع أي معارضة للنظام. ويري يونس أنه يجب تفتيت شبكات صناعة الآلهة التي تعمل بكفاءة عالية منها الجهاز البيروقراطي والإعلامي, وذلك عن طريق فصل الجهاز البيروقراطي عن السلطة, وبناء دولة المؤسسات والقوانين. وصرح يونس للبديل أنه كان يتوقع فوز مرسي في ظل انتخابات حرة ونزيهة, وأنه لن يخشي من صناعة آلهة جديدة يقوم بها التيار الديني حطي لو كانت ضمن عقيدتهم الفكرية ,لأنه ما زالت فكرة تاليه الحاكم والرئيس موجودة لدي المصريين وما زالت تغذيها الآلة العسكرية, وأجهزة الدولة القديمة, كما أن الرئيس القادم محدد الصلاحيات وقد فقد الإخوان والتيار الديني عموما كثيرا من شعبيتهم في الفترة الماضية ولن يحصلوا علي نسبة 70% في الانتخابات البرلمانية القادمة. Comment *