رسم أبناء ثورة25يناير بدمائهم خريطة طريق للعبور من فكر التطابق إلي فكر التنوع عمادها ما يلي: أن الانسان ليس مقهورا مجبورا مغلوبا علي أمره لا حيلة له ولا عزم. وأن الناس لا يقادون إلي مصائرهم وفق مخطط لا دخل لهم فيه. والأصل أن المرء صانع مستقبله وأنه هو لا غيره الذي يغرس ويجني ما غرس. مع عدم الاتكال علي حظوظ غائبة وغيوب مبهمة. { تأكيد قيم التقدم لبناء مستقبل عماده( الكفاءة المقدرة العزم الإرادة الإيجابية الطموح التحدي المنافسة) ورفض أساليب التفكير التي كرست الأمنيات والقفز علي الواقع والعقل النقلي والتكراري. { عدم الانغلاق علي الماضي دون الاحساس بالحاضر والتفكير للمستقبل ورفض الانشغال بقضايا الغيب دون الاهتمام بواقع عالم الشهادة. { رفض ثقافة أن الخلاف هو نقطة نهاية وليس نقطة بداية لمزيد من الحوار, مع رفض ارتكاز الاحكام علي منطق الحب والكراهية والعواطف الممزوجة بالغضب ورفض ضيق الصدر بمراجعة ما كتبه السلف, فعقول الخلف تؤمن بالإبداع وطوفان المعارف المتاحة الآن. { رفض الاعتقاد بأن الحداثة قوة أجنبية غازية بل تمثل تحديا فكريا لما أحاطوا به علماورفض الاعتقاد المطلق في نظرية المؤامرة التي تتولد من شيوع ثقافة الرفض تجاه النقد والمسلمات. { رفض ثقافة قائمة علي اللون أو العرق أو الدين, وألا تكون العقيدة موضع صراع أو استعلاء وتفاخر بين الناس, وأن يتأسس الإيمان المشترك بين الجميع علي مبدأ الفطرة الإنسانية ومبدأ وحدة الأصل الإنساني. { حتمية تعديل الخطاب الديني الذي يسبح بين الماضي والغيب ورفض استخدام اللغة الهاربة من معانيها لتوظيف المأثورات الدينية لإكساب الخطاب بعض الوجاهة والمشروعية مع رفض ثقافة اليقين الواحد وغلبة علوم الدين علي علوم الدنيا. والآن نحن في مفترق الطرق إما العيش وفق فكر أصحاب المرجعيات الدينية أقلية كانوا أو أغلبية( فكر التطابق) وإما نهتدي بفكر جيل الثورة( فكر التنوع) حيث لا يرتدون نفس الثوب بل أعادوا نسج رداء آخر بمواصفات جديدة تواكب العصر, الذي يعتمد علي محددات إيجابية لتكوين قانون تأسيس الانتماء لدي كل المصريين. د. أمين حسن أستاذ جامعي