نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" تقريرا عن المرشح الرئاسي عبدالمنعم أبو الفتوح ووصفته بالبراجماتي النشط الذي يتربع على قمة المنافسين الإسلاميين في مصر، ونقل مراسل الصحيفة جانبا من كلماته التي ألقاها في مؤتمر جماهيري في الاسكندرية "عندما سال الدم المصري بغزارة وبلا ثمن كان إيذانا بأن الزمن الذي ذلت فيه كرامة مصر قد انتهى، الزمن الذي يسرق فيه ثروات مصر مجموعة معينة من الناس قد ولى ". وتشير الصحيفة إلى أن خطاب أبو الفتوح يحمل مزيجا من الواقعية والإسلام التقدمي بشكل جعله يحظى بدعم السلفيين المحافظين والليبراليين، حتى بات يشكل تهديدا لجماعة الإخوان المسلمين. ونقلت الصحيفة عن أحد الحاضرين لمؤتمر أبو الفتوح في الاسكندرية، شعبان مصطفى سلفي ملتحي ومن طلبة الدراسات العليا يقول عنه " تربطه علاقات جيدة مع جميع السياسيين والجماعات الدينية، الليبراليين واليساريين والإسلاميين والأقباط المسيحيين" ويضيف "نحن بحاجة أن نعمل معا كبلد، إنه ليس وقت الشكوك والانقسامات". وتشير الصحيفة إلى أن أبو الفتوح كسب أصواتا من أتباع المرشحين الذين خرجوا من السباق بإرادتهم أو تم إقصائهم، مثل البرادعي الحائز على جائزة نوبل والداعية السلفي أبو إسماعيل. وعن موقفه من جماعة الإخوان أشارت الصحيفة إلى أنه انتقد عدم تعديل الأفكار الإخوانية لتتلاءم مع الديمقراطية الوليدة وسردت الصحيفة تصريحات سابقة لأبو الفتوح "الإخوان لا ينبغي أن يكون لها جناح سياسي" في مقابلة له مع التايمز "التداخل بين الوعظ والسياسة يؤدي إلى البلبلة" وترى الصحيفة دعم حزب النور وغيره من السلفيين مناورة تكتيكية من جانبهم، فالمحافظين المتشددين أقرب فكريا إلى جماعة الإخوان المسلمين من أبو الفتوح، ولكن طموحات الإخوان السياسية المشبوهة وطبيعتهم الانعزالية أبعدت السلفيين عنهم، وخلص السلفيون في النهاية إلى أن أبو الفتوح على الرغم من رؤيته التعددية إلى الإسلام، يتمتع بجاذبية شعبية أوسع يجعله حليفا أقوى من مرسي مرشح الإخوان. تقول الصحيفة أن السلفيين يشكلون مايقرب من 25% من البرلمان، ولكنهم لم يعانوا من أي شقاق في نضالهم من أجل النفوذ السياسي، وتضيف الصحيفة أنهم يطالبون الحكومة بتطبيق جذري للشريعة الإسلامية، بعناصرها "الأكثر تطرفا" وتشمل قطع يد السارق، ولكنهم سلطوا الضوء أيضا على المشاكل الاقتصادية المتجذرة والتي تطال الملايين من أتباع السلفيين. تشير الصحيفة إلى أن أبو الفتوح يريد دستورا تحت مظلة الشريعة الإسلامية وتضيف الصحيفة أن أبو الفتوح يعارض الأصولية التي تطيح بالحريات المدنية وتقيد البلاد في السياسة الخارجية والمسائل الاقتصادية. وفي قضية الأقباط صرح أبو الفتوح أنه يؤلمه كثيرا سماع خبر هجرة المسيحيين من مصر، وقال "لاينبغي أبدا أن يهدر حق أي مصري، ولا ينبغي للمصري أن يهجر بلده لدولة أخرى". وفيما يتعلق بالاقتصاد يعترف أبو الفتوح أنه ليس ضليعا في علم الاقتصاد، ولكنه يصر على العدالة الاجتماعية، وكذلك على أن الثورة لم تنته حتى لايكون الرئيس فرعون على الشعب، ولكنه موظف عام. يقول إسلام فتحي حسن مهندس كيميائي "إنه المرشح الذي يعيش المثل العليا للثورة" وأضاف "إنه المرشح الوحيد الذي خرج بصراحة يقول "أنا لاأعرف كل شيء عن كل شيء". وبالنسبة لمايتعلق بالمؤسسة العسكرية يقول أبو الفتوح "إننا لن نسمح لأي مؤسسة بما في ذلك المؤسسة العسكرية، أن تكون فوق السؤال أو فوق الدستور"، ويضيف أبو الفتوح في اجتماع حاشد في الاسكندرية "نحترم جيشنا ونعتز به ونطمح أن يكون أقوى جيش في المنطقة، ونريده أن يكون مسؤولا أمام الحكومة وليس فوق السلطة السياسية". ويعتبر أبو الفتوح منفتحا على حل وسط، فهو ليس متورطا في معركة مع الجيش، الذي وعد بتسليم السلطة للرئيس الجديد 1 يوليو، ولكنه علق حملته الانتخابية مؤقتا الأربعاء احتجاجا على فشل الجيش في وقف الاشتباكات التي قتل فيها ما لايقل عن 11 شخص خلال الفترة. وتشير الصحيفة إلى أن أبو الفتوح حكم عليه نظام مبارك بالسجن لمدة خمس سنوات في السجن عام 1996 ،وكان حينها عضو في اللجنة القيادية لجماعة الإخوان المسلمين لعشرين عاما، وتشير الصحيفة إلى أن الإخوان غضبت عليه لاقتراحاته بفصل الدين عن السياسة، على النقيض من دعم شباب الجماعة الذين غادروها. وتقول الصحيفة أن نظريات المؤامرة تلقى رواجا هذه الأيام، فبعض المصريين يشعرون بالقلق في حالة نجاح أبو الفتوح أن يحيي علاقته مع الإخوان . وتقول الصحيفة أن مايقرب من 40% من المصريين غير مترددين وعازمين على اختيار أبو الفتوح للمحافظة على التنوع والتعددية في مصر. ونقلت عن شابة تدعى سارة مصطفى قولها "أنا أميل إلى التصويت له" وتضيف "لقد وعد بالحفاظ على حرية الليبراليين... أعتقد أن لديه حلم لجميع المصريين، إنه يدرك تنوعنا". الصحيفة الأمريكية: دعم السلفيين والليبراليين لأبو الفتوح يشكل تهديداً للإخوان