قال فرنسوا فيون رئيس وزراء فرنسا إنه "لا توجد أدلة على وجود تفويض دولى" لتوقيف بشير صالح بشير، أحد معاونى العقيد الراحل معمر القذافى الموثوقين والذى يعيش بفرنسا والمطلوب من قبل الإنتربول الدولى بتهمة الفساد". وقال فيون فى مقابلة اليوم الاثنين مع إذاعة "آر تى إل" إنه إذا كانت قد صدرت "مذكرة حمراء" لتسليم المجرمين من قبل الإنتربول الدولى بحق المسئول الليبى السابق فإنه سيتم إخطار فرنسا. وأضاف رئيس الحكومة الفرنسية أن بشير صالح يحمل جواز سفر دبلوماسيا من النيجر، وأنه يتمتع بالتالى بالحصانة الدبلوماسية، مشيرا إلى أنه يتنقل حاليا بين فرنسا والنيجر. وتابع فيون قائلا: "بطبيعة الحال إذا كانت هناك مذكرة توقيف دولية ضده، فإن باريس كانت ستقدمه للعدالة بعد إجراء اتصالات مع النيجر نظرا لمركزه كدبلوماسى، وبحسب المصادر الإعلامية فإن العثور على بشير صالح بشير، أحد معاونى العقيد الراحل معمر القذافى الموثوقين، يرتبط بحل لغز أرصدة ليبية مفقودة وتبلغ قيمتها 7 مليارات دولار، وتدور التكهنات حول مكان وجوده بين احتمال كونه فى القارة الإفريقية فى وقت يقول آخرون إنه مختبئ فى باريس. وطاف معاون موثوق من معاونى العقيد معمر القذافى فى أنحاء أفريقا والعالم لسنوات، متنقلا بين الفنادق الفاخرة والقصور الرئاسية، حيث أغدق مليارات الدولارات على مشاريع استثمارية، وكان يقوم بدور الوسيط بين القيادة الليبية وأفريقيا وفرنسا. وبعد فترة وجيزة على سقوط نظام القذافى اختفى بشير صالح بشير واختفى معه كل ما يعرفه من أسرار، ويقول مسئولون ليبيون كبار إن بشير يمكن أن يساعد أيضا فى الإجابة عن أسئلة تتناول علاقات النظام السابق بالمؤسسة السياسية الفرنسية. ومن بين الأدوار المتعددة التى قام بها بشير (66 عاما) توليه رئاسة المحفظة الاستثمارية الأفريقية، وهى صندوق سيادى ليبى مختص بالاستثمار من عائدات النفط الليبية فى أفريقيا، جنوب الصحراء الكبرى بالأساس. وتقول مصادر مطلعة إن المحفظة كانت تعمل بلا رقابة، رغم أنها كانت رسميا تحت إشراف هيئة الاستثمار الليبية التى كانت تخضع للتدقيق رغم الفوضى السائدة فيها. وتردد اسم المسئول الليبى السابق بشير صالح بعدما نشر الموقع الإلكترونى الفرنسى "ميديا بارت" وثيقة تؤكد بالدليل القاطع - بحسب الموقع - قيام النظام الليبى السابق فى ديسمبر عام 2006 بتمويل حملة انتخابات الرئاسة لنيكولا ساركوزى فى عام 2007. وقال الموقع الإعلامى الذى يديره ادوى بلانيل إن مسئولين ليبين كبارا قد قاموا مؤخرا فى سرية تامة، بتقديم وثيقة رسمية إلى ميديا بارت محررة بتاريخ 10 ديسمبر 2006 وموقعة من موسى كوسه المدير السابق للاستخبارات الليبية تؤكد أن نظام معمر القذافى قد تعهد، قبل الإطاحة به فى نهاية عام 2011 بتخصيص مبلغ قيمته 50 مليون يورو لمساندة الحملة الانتخابية للرئيس ساركوزى فى 2007، على أن يتولى مدير مكتب معمر القذافى بشير صالح - الذى كان يترأس أحد صناديق الاستثمارات المالية للعقيد الراحل - الإشراف على كيفية دفع هذه الأموال. وأضاف الموقع أن هذه العملية قد تمت بالتنسيق مع برايس هور توفوكس الذى كان وزيرا للمحليات فى فرنسا حينها، فيما تولى تاجر السلاح اللبنانى الأصل زياد تقى الدين تنظيم زيارات ساركوزى فى ليبيا، حيث توجه الأخير إلى طرابلس عامى 2005 و2006 حينما كان وزيرا للداخلية ثم فى عام 2007 كرئيس لفرنسا. وطالب الموقع - على ضوء هذه الوثيقة المكتوبة - بفتح تحقيقات رسمية لكشف النقاب عن الارتباط المالى بين القذافى وساركوزى والذى اعتبره الموقع تأسيسا لمؤسسة فساد ممنهج أحد أطرافها دولة كبرى أجنبية ممثلة - بحسب الموقع - فى وزير فرنسى أصبح رئيسا للجمهورية واليوم هو مرشح لولاية ثانية. Comment *