فتحت نيابة باريس مساء اليوم الاثنين تحقيقا أوليا بشأن الوثيقة التى نشرها موقع "ميديا بارت" الإخبارى الفرنسى أمس الأول السبت حول تمويل العقيد الليبى الراحل معمر القذافى للحملة الإنتخابية للرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى فى 2007. وذكرت مصادر قضائية فى تصريحات صحفية اليوم ان الدعوى القضائية التى تلقتها النيابة تستهدف الموقع الالكترونى ومديره أيدى بلينال والصحفيين فابريس أرفى وكارل لاسك الذين وقعا على المقال الذى نشر فى هذا الصدد. وأعلن الرئيس الفرنسى المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي صباح اليوم إعتزامه رفع دعوى قضائية "قبل نهاية الحملة الانتخابية " (التى يخوضها للفوز بولاية أخرى) ضد الموقع الاخبارى الالكترونى الفرنسى "ميديا بارت" بعد نشره مذكرة تتعلق بتمويل القذافى لحملته الانتخابية فى 2007. وأضاف ساركوزى "اننا نعتزم تقديم شكوى قضائية ضد هذه الوثيقة المزورة"..مشيرا إلى أن المسئولين الاثنين (السابقين فى ليبيا) الذين من المفترض أن يكونا أرسلا هذه الوثيقة "المزورة" قاما بنفى هذا الأمر. وشدد الرئيس الفرنسي الذى يخوض حملة إنتخابية صعبة أن" أولئك الذين يكذبون يجب أن تتم إدانتهم من قبل القضاء". فى السياق ذاته..قال المرشح الاشتراكى للانتخابات الرئاسية الفرنسية فرانسوا هولاند الأوفر حظا بحسب إستطلاعات الرأى المتتالية ان القضاء هو من سيحكم فى هذا الموضوع "فإذا كانت الوثيقة مزورة فإن الموقع (ميديا بارت) سيتم إدانته..ولكن إذا ما كانت حقيقية فيتيعن تقديم الإيضاحات". من جانبه أكد إيدى بلانيل مدير الموقع الالكترونى انه ينتظر تقديم الدعوى "لإنه لا يكفى الطعن على الوثيقة..ولكن لا بد من وضع نهاية للشكوك". ونشر الموقع الالكترونى الفرنسى "ميديا بارت" أمس الأول /السبت/ وثيقة تؤكد بالدليل القاطع - بحسب الموقع - قيام النظام الليبى السابق فى ديسمبر عام 2006 بتمويل حملة انتخابات الرئاسة لنيكولا ساركوزى فى عام 2007 وأشار الموقع الإعلامى الذى يديره ادوى بلانيل الى إن مسئولين ليبين كبار قاموا مؤخرا فى سرية تامة، بتقديم وثيقة رسمية الى ميديا بارت محررة بتاريخ 10 ديسمبر 2006 وموقعة من موسى كوسه المدير السابق للاستخبارات الليبة تؤكد ان نظام معمر القذافى قد تعهد، قبل الاطاحة به فى نهاية عام 2011 بتخصيص مبلغ قيمته 50 مليون يورو لمساندة الحملة الانتخابية للرئيس ساركوزى فى 2007 ، على ان يتولى مدير مكتب معمر القذافى بشير صالح - الذى كان يترأس أحد صناديق الاستثمارات المالية للعقيد الراحل - الإشراف على كيفية دفع هذه الأموال. وأضاف الموقع إن هذه العملية تمت بالتنسيق مع برايس هور توفوكس الذى كان وزيرا للمحليات فى فرنسا حينها ، فيما تولى تاجر السلاح اللبنانى الأصل زياد تقى الدين تنظيم زيارات ساركوزى فى ليبيا حيث توجه الأخير الى طرابلس عامى 2005 و2006 حينما كان وزيرا للداخلية ثم فى عام 2007 كرئيس لفرنسا. وطالب الموقع - على ضوء هذه الوثيقة المكتوبة - بفتح تحقيقات رسمية لكشف النقاب عن الارتباط المالى بين القذافى وساركوزى والذى اعتبره الموقع تأسيسا لمؤسسة فساد ممنهج أحد أطرافها دولة كبرى أجنبية ممثلة - بحسب الموقع - فى وزير فرنسى أصبح رئيسا للجمهورية واليوم هو مرشح لولاية ثانية