مع إقالة او إستقالة عاملين في الجهاز السري الأمريكي، بدأت آمس الاربعاء، سقوط رؤوس بسبب فضيحة دعارة في كولومبيا تهز هذه الشرطة النخبوية المكلفة حماية الرئيس باراك اوباما، حسبما ذكرت وكالة “فرانس برس”. ومن أصل 11 عنصرا في الجهاز السري اوقفوا عن العمل لخضوعهم الى التحقيق في هذه القضية “احيل احد العناصر القيادية الى التقاعد وتجري اقالة عنصر قيادي اخر، كما استقال عنصر ثالث من غير صفوف القيادة”، كما أوضح بيان لجهاز السري. وأضاف البيان ان “الموظفين الثمانية الاخرين ما زالوا موقوفين عن العمل” اثناء التحقيق الداخلي الذي ما زال جاريا. وأوضحت هذه الشرطة الفيدرالية النخبوية ان التحقيق الداخلي “سيكون كاملا وعادلا ودقيقا وسيستخدم جميع تقنيات التحقيق التي تمتلكها وكالتنا”، مشيرة الى “جهاز كاشف للكذب واستجوابات لموظفين ضالعين وشهود، منها استجوابات سيجريها مكتبنا (للتحقيق الداخلي) في كرتاهينا في كولومبيا”. ويشتبه بان هؤلاء العاملين في الجهاز السري الاميركي وكذلك عشرة عناصر من القوات المسلحة الاميركية اقاموا علاقات جنسية مع مومسات فيما كانوا يحضرون لزيارة الرئيس باراك اوباما. وقد شارك اوباما خلال زيارته الى كولومبيا التي استمرت من بعد ظهر الجمعة الى مساء الاحد، في قمة الاميركيتين السادسة الى جانب ثلاثين رئيس دولة وحكومة. وأكد الجهاز السري “نفرض على جميع موظفينا التقيد بارفع المعايير المهنية والاخلاقية ونلتزم بالنظر بشكل كامل في هذه القضية”. وهذه الفضيحة غير المسبوقة تلطخ سمعة هؤلاء العناصر في شرطة النخبة المعروفين بانهم مستعدون للتضحية بحياتهم من اجل حماية رئيس الولاياتالمتحدة. وفي حال ثبتت صحة هذه الوقائع فذلك سيترك “بقعة سوداء في سجل الجهاز السري بكامله لكونه منظمة تحظى باحترام كبير منذ ما يقرب من 150 عاما”، كما قال السناتور الجمهوري تشارلز غراسلي لشبكة ام اس ان بي سي الاربعاء. وقد أصبح عناصر الجهاز السري معروفين من الجمهور من خلال افلام خيالية سلطت الضوء على رجال يتميزون بارادة فولاذية يضعون نظارات سوداء ويرتدون بزات قاتمة اللون ويحملون مسدسات. وانشىء الجهاز السري في 1865 لمكافحة تزوير العملة وهي مهمة ما زالت موكلة اليه. لكن صلاحياته وسعت في 1901 بعد اغتيال الرئيس وليام ماكينلي لتشمل حماية رئيس الولاياتالمتحدة والمقربين منه وكذلك نائب الرئيس والشخصيات الاجنبية التي تزور الولاياتالمتحدة. وكان اوباما اوضح الاحد قبل مغادرته كارتاهينا “انتظر من الجهاز السري الامر نفسه الذي انتظره من بقية الوفد الذي يرافقني. اننا نمثل الاميركيين. وعندما نسافر الى بلد اخر اتوخى ان نلتزم بارفع معايير، الكرامة والاستقامة. وبالتأكيد فان هذه المعلومات لا تتوافق مع هذه المعايير”. وقبل خبر مغادرة العاملين الثلاثة الجهاز السري دخل ميت رومني المرجح ان يكون منافس اوباما في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل في الجدل مؤكدا انه في حال انتخابه رئيسا سيقوم “بتنظيف” الجهاز السري وسيطرد المتورطين. وقبل حوالى ستة اشهر من موعد الانتخابات الرئاسية، شدد البيت الابيض على ضرورة ترك التحقيق يتابع مجراه واكد الثلاثاء ان اوباما يثق برئيس الجهاز السري مارك سوليفان.