* الأقباط لم يحزنوا لفقدان البابا فقط.. لكنهم قلقون حيال وضعهم في البلاد من بعده وفي ظل صعود الإسلام السياسي * المجلة: البعض يشعر بالكآبة حيال مستقبل الأقباط في مصر بينما يشعر آخرون بأن مصر “ديمقراطية” سنتهي عزلتهم السياسية ترجمة- شيماء محمد: اهتمت مجلة “إيكونوميست” البريطانية بتحليل وضع الأقباط في مصر وسبب حزنهم العميق بعد رحيل البابا شنودة الثالث، وخوفهم من المستقبل مع صعود التيارات الإسلامية. وقالت إنه إذا كان المصريون عموما قلقين ومتوترين بعد عام من الثورة ، فالأقلية المسيحية فى البلاد تشعر بالانزعاج على نحو مضاعف. ووسط عدم اليقين السياسي والاقتصادي، يواجه الأقباط البالغ عددهم 8 مليون فى مصر أسئلة وقضايا مصيرية حول مستقبل مجتمعهم القديم بينما يتصاعد الإسلام السياسي في البلاد. وأوضحت الصحيفة أن هذا الكم الهائل من الحزن الذي تلا وفاة البابا شنودة الثالث، الذي ترأس الكنيسة منذ عام 1971، لم يعكس فقط الحزن على فقدان البطريرك، ولكنه عكس أيضا قلق وألم على وضع الاقباط فى البلاد التى تضم أكبرت جمع مسيحي في الشرق الأوسط. وقف نصار، أحد المعزين الشباب، في كاتدرائية العباسية يوم الأحد، متأملا في مؤخرة الطابور الطويل الذى يبلغ كيلومترات للعزاء فى البابا، وقال: “إن هذا وقت صعب للغاية بالنسبة للمسيحيين، البلاد تتغير بسرعة كبيرة، الناس يهاجرون، وفقدان البابا يجعل الأمر أكثر صعوبة وإرباكا.” واستعادت الصحيفة ذكرى أحداث ماسبيرو، وقالت إنه في أكتوبر الماضي اشتبك الجيش المصري مع مجموعة من المتظاهرين معظمهم من الأقباط، مما أسفر عن مقتل25 شخصا. وأشار ذلك الاحتجاج إلى ظهور حركة أكثر قوة من أجل حقوق الأقباط في مصر بعد مبارك، وهى حركة مغايرة لردود الفعل والاستجابة التصالحية للكنيسة خلال الفترة التي شهدت هجمات متكررة ضد المسيحيين. وبعث قمع الاحتجاج برسالة يقشعر لها الأبدان، وأكد على فشل الجنرالات الحاكمين في مصر في استكمال التحقيق الذي وعد به حول عمليات القتل. وأوضحت المجلة البريطانية أن الفوضى وحالة انعدام القانون فى مصر ما بعد الثورة سمحت، في بعض الأحيان، للمتشددين المسلمين للتمييز ضد الأقباط بشكل علني، كما حدث مؤخرا في قضية السكان المسيحييون الذين تم اجبارهم على ترك منازلهم بعد اشتباكات بين عائلات مسلمة وقبطية. حتى الآن على الرغم من أن العديد من المسيحيين يشعرون بالكآبة حيال توقعاتهم المستقبلية، فإن البعض الآخر يأمل أن مصر الأكثر ديمقراطية يمكن أن توفر فرصا لإنهاء العزلة السياسية لمجتمعهم القبطي. واهتمت الصحيفة بموقف نواب حزب النور السلفى عندما وقف البرلمان دقيقة صمت حدادا على البابا شنودة. وقول المتحدث باسم الحزب لاحقا أن “الوقوف دقيقة حداد ليس من الشريعة”. وفي المقابل، كان الإسلاميون الأكثر اعتدالا، من جماعة الإخوان المسلمين كانوا أكثر لطفا. واعتبر سعد الكتاتني، وهو أحد قادة حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي للإخوان ورئيس مجلس الشعب، أن مصر فقدت “واحدا من الرموز الوطنية، وأن الرجل ترك فراغا في الساحة السياسية في وقت حرج “. لكن مع ذلك، فإن الإخوان ما زالت ترفض قبول فكرة أن يكون المسيحي مؤهلا لرئاسة الجمهورية. واعتبرت المجلة أن الأمر سيكون متروكا لخليفة البابا شنودة للتنقل والقيادة في حقل ألغام مصر ما بعد الثورة.