* البداية : موظف سوري شاب في الحكومة سلم قصاصة ورقة فيها إيميل بشار وزوجته لتبدأ لقصة * الصحيفة: بشار لم يكتب اسمه على أي رسالة وكان يحذف الرسائل الواردة بمجرد قراءتها بعكس زوجته * بعض من يرسلون الرسائل كانوا يعنون رسائلهم ل بشار بكلمة الرئيس .. وبعضها كانت تخص أحداثا تجري على الأرض * المستشارتين السوريتين اللتان أكدتا أن الايميلات تخص بشار.. وكيف تأكد النشطاء؟ كتب أحمد شهاب الدين كيف ظهرت رسائل بشار الالكترونية التي نشرتها الجارديان وكيف تحققت الصحيفة أنها تخصه .. وما هي القواعد التي اتبعتها الصحيفة للتأكد منها والتوثق من أنها تخص الديكتاتور السوري .. أسئلة طرحها قرء ومتابعين على الجارديان وخصصت الصحيفة موضوعا للرد عليها .. وتأكيد أن الايميلات والرسائل الالكترونية تخص بشار الأسد وزوجته. في البداية نقلت الجارديان قصة ظهور الرسائل وكيف تم لتوصل لعناوين البريد الالكتروني لبشار من خلال نشطاء المعارضة السورية والذين قالوا للصحيفة إنه في أواخر شهر مارس العام الماضي سلم موظف حكومي شاب في دمشق قصاصات ورق إلى صديقه بعصبية، وتم تسريبها إلى مجموعة صغيرة من السوريين في المنفى الذين يعرفون كيف يتعاملون مع مثل هذه الأوراق؟ وطبقا للصحيفة فإن الورقة كانت تحوي بريدين إلكترونيين الأول: [email protected] .. والثاني: [email protected] النشطاء اعتقد النشطاء أنهما لبشار الأسد وزوجته لتبدا رحلة التحقق من حقيقتهما. وتشير الصحيفة إلى انه خلال تسعة أشهر توفر لخلية من الناشطين فرصة نادرة للاطلاع على الحياة الخاصة للعائلة السورية الأولى ومحاولاتها المستمرة لتغيير مسار البلد المستمر نحو ما وصفته الصحيفة ب “الهاوية”. وقالت الصحيفة إنه في يونيو 2011 وجدت تفاصيل الإيميلين طريقها إلى متخصصين سوريين في دولة خليجية أصبحا مؤخرا ناشطين في حركة المعارضة الوليدة في المنفى بعد أن أمضيا معظم حياتهما معارضين صامتين للنظام، ومكنتهما الانتفاضة في جنوب سوريا ” درعا” يوم 15 مارس من ذلك، وأصبح لدى المعارضة مئات الآلاف من النشطاء في أنحاء الدولة الشمولية، وحددت المعارضة في المنفى ما يجب عليهم أن يفعلوه لإنهاء أكثر من أربعة عقود تحت حكم عائلة الأسد. يقول أحد الناشطين ” كان واضحا مع من نتعامل، إنه الرئيس وزوجته، لم يكن لدينا شك” ويشير النشطاء إلى أنه، في البداية كانت الرسائل تأتي ببطء، رسالة أو اثنين في اليوم لكل حساب ، فالأسد وكما هو متوقع مشغول بنفسه مع شئون الدولة، وزوجته منهمكة في حياتها العائلية والتسوق. ثم شهدت حركة الإيميلات زيادة ملحوظة في نهاية الصيف، – كما يقول النشطاء – ، ففيما يخص إيميل الأسد تزامنت الزيادة مع زيادة في العنف عقب شهر رمضان، في خريف أغسطس العام الماضي. وتقول الصحيفة غنه في عام 2011 تدهور الوضع على الأرض في أجزاء كثيرة من سوريا وفي الخريف شكل الأسد فريق من المستشارين ليساعدوه في الصحافة الدولية ويعطون تقديرات صريحة بشأن المواضيع الحساسة، بما في ذلك التمرد المسلح الذي استفحل في حمص وآراء حلفاء سوريا وإيران وحزب الله. وأشارت الصحيفة إلى أن المستشارة الإعلامية شهر زاد الجعفري- ابنة السفير السوري لدى الأممالمتحدة، بشار الجعفري- وهديل العلي امرأة سورية شابة درست في إحدى الجامعات الأمريكية، أنهما توجهتا لدمشق لنصح الأسد بشكل شخصي، وفي أمريكا كشفتا عن اتصالاتهما وسربتا تفاصيل المحادثات مع مديرين تنفيذيين من نيويورك تايمز، وإن بي سي و إيه بي سي وكل هؤلاء أبدوا اهتماما بإجراء مقابلة مع الرئيس السوري. في هذا الوقت بدأت السيداتان تراسلان الديكتاتور السوري وظهرت رسائلهما على إنبوكس بشار “صندوق البريد الوارد” لإيميل [email protected] وذلك من خلال عناوين بريد الكتروني اعتادت كل منهما استخدامه للاتصال بالصحفيين والمحررين.. ليتاكد من يتابعون الايميل إنه يخص بشار وزوجته. في هذا الاثناء وبينما كثف النشطاء جهودهم للإطلاع على ما يجري كان الأسد يقمع ويراقب حسابات البريد الإلكتروني على مدار أربعة وعشرين ساعة من غرفة المعيشة المريحة على الجانب الأخر في سوريا – طبقا للصحيفة -. توالت الأيام بعد ذلك ببطء لكن النشطاء ظلوا على حماسهم علهم يصلوا لطرف خيط قد يستفيدوا منه استخباراتيا في الإطاحة بأكثر الأنظمة حصانة في الشرق الأوسط. وبدأ النشطاء – طبقا للصحيفة – يلاحظون الاختلافات في طريقة استخدام البريدين الالكترونيين، فبشار الأسد كان يحذف معظم الرسائل الإلكترونية بمجرد وصولها، فيما كانت زوجته على النقيض منه تماما. وتقول ” الجارديان” أن حذف بشار للرسائل الإلكترونية بمجرد وصولها يشير إلى درجة من الوعي بالأمان على شبكة الانترنت ملاحظة أخرى لاحظها النشطاء وهي أن الأسد لم يكتب اسمه أو حروفه الأولى في أي من الرسائل التي أرسلها، فيما كانت الرسائل التي تصل إليه معنونة بالرئيس وتحوي تفاصيل حميمة من الاحداث والمناقشات التي لم تكن معروفة خارج سوريا، وتقول الصحيفة أنه من الصعب التلاعب بها. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أن حدثا شهده شهر يناير الماضي جاء ليحسم كل شك حول نسب الإيميلات للأسد فخلال هذا الشهر تمكن مجموعة من الهاكرز من اختراق موقع وزارة الشئون العامة السورية وحازوا على أكثر من 80 بريد إلكتروني مخزن في سيرفر الوزارة وجاء في هذه التسريبات هذين البريديين مع عناوين الكترونية أخرى لمجموعة من الناشطين يراقبونها باستمرار. وتقول الصحيفة مؤكدة أن شخص ما بحث في إيميلات الوزارة وكان قادرا على إثبات أن إيميل سام sam هو للرئيس. وفي السابع من فبراير وجهت رسالة تهديد إلى البريد الإلكتروني سام باللغة العربية، ولم يدخل أحد إلى هذا الإيميل في نفس اليوم، وأصبح من الصعب مراقبة ما يحدث داخل الإيميل. وحول تسريب محتوى الايميلات قال أحد الناشطين ل” الجارديان” أردنا أن نظهر للعالم حقيقة هذا النظام، وكل ما نريده فقط أن يرحل”