باتت مياه محطات الغسيل الكلوي داخل المستشفيات الحكومية غير صالحة لإجراء العمليات الأسبوعية للمرضى؛ لعدم فلترة المحطات من خلال التقنية المتبعة، وحاجة بعضها للتطوير والإحلال وتغيير بعض الماكينات، ما يجعل المياه مصدرًا للتلوث وزيادة الرواسب الضارة. وكشف تقرير أعده المعمل المركزي في وزارة الصحة، عدم صلاحية مياه محطة وحده الغسيل الكلوي بمستشفى العدوة المركزي؛ لحاجة المحطة لتنقية المرحلة الأخيرة للمياه عبر «فلترة or»، بصفة مؤقتة لحين تطوير المحطة، ونقلها إلى موقع آخر نظرًا لتهالك أسقف الغرفة المقامة داخلها، وأوضح التقرير أن المياه بها معادن ثقيلة وبكتيريا ضارة تهدد صحة المرضى، وأن تكلفة الفلترة تقدر بنحو ألف و500 جنيه. رئيس مركز العدوة، إبراهيم نصير، قال إنه شكل لجنة للانتقال ومتابعة وفحص المشكلة داخل وحدة الغسيل الكلوي للمستشفى، كما أجرى اتصالاته بمسؤولي الصحة لعرض المشكلة وحلها في أسرع وقت ممكن. وقال مينا سمير، مؤسس حملة «امسك فساد»، إن المشكلة ليست جديدة؛ فالحركة كشفت عبر مستند رسمي عدم صلاحية المياه، وأن التقرير الصادر من إدارة صحة البيئة أوضح من خلال تحليل عينات وحدة معالجة المياه المستخدمة في الغسيل الكلوي بوحدة المستشفى العام بالمنيا، عدم مطابقة العينات «بكتريولوجيًّا»؛ لارتفاع «المد البكتيري» عن الحد المسموح به، حيث وصل إلى النقطة «35,22»، ونتيجة وجود مجاميع «ستر بتوفيكالس»، ووجود بكتيريا المجموعة «القولونية». وأضاف سمير ل«البديل»، أنه تقدم وقتها ببلاغ يحمل الرقم 9868 إداري قسم المنيا ضد وزير الصحة ووكيل وزارة الصحة، اتهمهما فيه بالإهمال وتعريض حياة المرضى للخطر، مع احتمالية تعرضهم للوفاة عن طريق استخدام مياه غير صالحة للغسيل الكلوي. حسام بهي الدين، طبيب أمراض الكلى، قال إن نوعية المياه المستخدمة في أنظمة الغسيل الكلوي ذات أهمية بالغة ليس فقط لدم المريض فنوعية المياه وجودتها شرط أساسي لنجاح العملية، فهي المكون الرئيسي لسائل غسيل الكلى، لأن المرضى يحتاجون خلال جلسة غسيل واحدة مدتها 4 ساعات 192 لترا، و576 لترا من الماء أسبوعيًا، في حين يقدر استهلاك المياه للشخص السليم 2 لتر يوميًا، و14 لترا في الأسبوع، كما أن الشخص المعافى عندما يشرب المياه، تتم إزالة بعض الملوثات السامة منها عن طريق الكلى، أما مريض الكلى ليس لديه حواجز لعزل الملوثات. وأوضح بهي الدين ل«البديل»، أن نوعية المياه المستخدمة في أنظمة الغسيل تختلف في تكوينها ونوعيتها، لكن مصدرها مياه الشرب التي تمر بسلسلة تنقية في وحدة معالجة الغسيل الكلوي خلال مراحل مختلفة؛ تشمل إزالة الأيونات ورشيح الكربونات والتناضح العكسي، إضافة إلى عمليات تنقية متطورة مثل الرقائق والمرشحات، وفي بعض الأحيان، يتطلب تكرار إحدى مراحل التنقية، بهدف سحب الأملاح وحجز الميكروبات والملوثات، لأن عدم التنقية يتسبب في تعرض المريض إلى مواد مثل الحديد والألمونيوم والكلور والمركبات العضوية. وتابع الطبيب أن عدم تنقية المياه يعرض مرضى الغسيل الكلوي لأمراض الالتهاب المزمن والتلوث الميكروبي والتسمم الداخلي، وبالتالي يجب التقيد بجميع الإجراءات السائدة الخاصة بتنقية المياه، مع مراجعة القائمين على عمليات الغسيل نتائج المعالجة قبل وبعد إجراء العمليات. وطالب عدد من المرضى ومنهم المهندس أحمد محروس بتزويد عدد وحدات الغسيل الكلوي، لعدم استيعاب ماكينات الغسيل الأعداد الكبيرة، ويلجأ الأطباء والمسؤولون إلى وضع المرضى قيد الانتظار في قوائم طويلة، وأحيانًا يتم إبلاغهم بعدم توافر أماكن.