"المدارس الحكومية محتاجة وقفة، حرام دي تكون المكان اللي ولاد مصر بيتعلموا فيها"، "لازم نواجه مشاكلنا بدل ما نحط راسنا في الرمل زي النعام، الدور الأكبر على المسؤولين"، "مدرسة فيها 300 طالب في 6 فصول، يرضي مين؟".. عبارات رددها بعض أولياء الأمور؛ تعليقًا على ما وصلت إليه بعض المدارس الحكومية من انهيار في مبانيها وإهمال في صيانة وإحلال وتجديد أغلبها، مما يجعلها عرضة للسقوط فوق رؤوس التلاميذ في أي وقت. مدارس تعاني من كثافة الأعداد داخل الفصول، رغم تقديم عدد كبير من الشكاوى لبناء مبانٍ أخرى لاستيعاب الطلاب، حيث عللت ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم بالبرلمان، أن أغلب تلك المشكلات بسبب الإهمال والاختلافات الإدارية بين إدارات بعض الوزارات. وأضافت: لذلك هناك مشكلات كثيرة يتعرض لها عدد كبير من المدارس بمختلف المناطق في المحافظات، مما يعرض حياة الطلاب للخطر، بسبب عدم تجديدها منذ سنوات، ورغم ذلك لم يهتم المسؤولون بوزارة التربية والتعليم ووزارة التخطيط بحل تلك المشكلات قبل وقوع الكارثة. وفي إطار الشكاوى والاستغاثات المستمرة، تلقى ما يسمى "اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم"، من خلال صفحته على"فيسبوك"، شكوى قدمها أولياء أمور مدرسة السمان بنات المشتركة بالهرم، قائلين:"منذ إنشائها لم تتم أعمال الصيانة فيها، وعرضنا المساعدة في الصيانة على نفقتنا الخاصة، ولكن إدارة الهرم التعليمية تجاهلت الشكاوى". وتلقى الاتحاد شكاوى من بعض أولياء أمور مدرسة أبو الهول الابتدائية المشتركة، بسبب وجود 300 طالب في 6 فصول فقط، رغم أن مساحتها كبيرة، مطالبين ببناء مبنى آخر حتى يستوعب الطلاب، مشيرين إلى أنهم عندما اقترحوا بناء مبنى جديد، كان رد المديرية أن "المدرسة ممنوع الحفر بها؛ لأن هيئة الآثار مانعة ده، رغم أنه تم الحفر في المسجد المجاور لها وإنشاء دار مناسبات، وكذلك بناء فندق في نفس المنطقة، فلماذا لا يتم بناء مبنى إضافي جديد للمدرسة وتحت إشراف هيئة الآثار؟". واستغاث أهالي منطقة الصف البلد التابعة لمركز الصف، بمحافظ الجيزة، بوزير التربية والتعليم، مطالبين بسرعة إنقاذ أرواح أبنائهم من الموت المحقق الذي قد يتعرضون له لو انهارت مدرسة أبو بكر الصديق؛ لوجود مبانٍ بها آيلة للسقوط؛ بسبب ما تعانيه من تصدعات وشروخ. وفي مدرسة «طهما للتعليم الأساسي»، يوجد فناء كبير مخصص للمرحلتين الابتدائية والإعدادية، امتلأ بالحشائش الخضراء المتناثرة، التي ظهرت على وجه الأرض؛ بسبب المياه التي تغرق المدرسة في فصل الشتاء، ونتج عنها تهالك السور الداخلي للمدرسة وتساقط طلاء جدران الطابق الأرضي لمبنى المرحلة الابتدائية، ليبدو المبنى في وضع يرثى له من الداخل والخارج. وقالت الدكتورة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب: هناك مشكلات كبيرة في صيانة وإحلال وتجديد عدد من المدارس والمبالغ المخصصة للصيانة، مشيرة إلى أن اللجنة اجتمعت مع ممثلي وزارة التخطيط والمالية والتربية والتعليم قبل العطلة البرلمانية، لحل بعض المشكلات المتعلقة بالمصروفات التي تخصص للصيانة. وأوضحت أن المصروفات الخاصة بالصيانات والإحلال والتجديد تتأخر في الوصول لوزارة التخطيط؛ بسبب خروجها في ميعاد محدد حسب جدول صرف المخصصات، مؤكدة أنه لا بد من وجود حل لصرف مخصصات صيانة وإحلال المدارس مبكرًا؛ حتى تستطيع الجهات المعنية بالصيانة العمل سريعًا على تجديد المدارس الآيلة للسقوط على الطلاب. وعن سبب وصول حالة بعض المباني في المدارس للانهيار، قالت عضو لجنة التعليم إن الإهمال من بعض المسؤولين في جهات مختلفة وعدم توفير موازنات وعدم وجود أماكن مخصصة في بعض المناطق لإنشاء مدارس جديدة سبب تحول عدد من المدارس إلى مبانٍ آيلة للسقوط وغير صالحة لتعليم الطلاب، وذلك أجبر العديد من أولياء الأمور في عدة مناطق على نقل الطلاب لمدارس أخرى؛ حرصًا على سلامتهم.