لا يكاد يمر شهر، إلا وتظهر حالة اعتداء جديدة على مواطن يعمل بالخارج، ودائما ما يكون تحرك المسؤولين؛ سواء من جانب وزارة الهجرة أو الخارجية، متأخرا، كما الحال في واقعة الاعتداء على الطالبة مريم عبد السلام، التي تدرس في إحدى الجامعات بمدينة نوتنجهام البريطانية من جانب بعض زملائها في الجامعة. وبعدما تحولت القضية إلى رأي عام في مصر، خرجت وزيرة الهجرة، السفيرة نبيلة مكرم، لتؤكد أن الوزارة تتابع الواقعة، كما قال وزير التعليم العالي، الدكتور خالد عبد الغفار، إن الوزارة تتابع الحادث عن طريق الأجهزة المعنية؛ كون الطالبة الضحية مازالت في مرحلة التعليم الجامعي. وعن الحالة الصحية لمريم بعد تعرضها للاعتداء، أكد عدد من أعضاء مجلس النواب، أن الطالبة تلقت العلاج في أحد المستشفيات البريطانية، وعادت إلى منزلها، لكن تدهورت صحتها مرة أخرى، وعادت إلى المستشفى خلال الساعات الماضية، مؤكدين أنها ليست المرة الأولى التي يتم الاعتداء على مريم خلال تواجدها في بريطانيا؛ بل سبقها واقعة مشابهة من جانب الفتيات أنفسهن، وذهبت إلى المستشفى منذ 4 أشهر. وتقدم عدد من النواب باستجوابات ضد وزارتي الهجرة والخارجية عقب الحادث، حيث تقدم علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، والنائب طارق الخولي، وكيل لجنة العلاقات الخارجية، باستجوابات للوزارتين، وتساءل الخولي عن آخر تطورات التحقيق في حادث الاعتداء الوحشي من جانب عشر فتيات بريطانيات على الطالبة المصرية مريم عبد السلام في مدينة نوتنجهام البريطانية؟ وتزايد عدد المصريين المعتدى عليهم، خلال الفترة الأخيرة، لاسيما في دول الخليج، حيث تم الاعتداء على عشرات المصريين؛ كان آخرهم الفيديو الذي تم تداوله لسحل مواطن مصري بالكويت في شهر ديسمبر الماضي، وبعد أيام، تكرر المشهد نفسه لشاب يدعى علي السيد مرسي، لكن في الأردن، وكان الوضع أصعب؛ حيث توفى بعد أيام من الاعتداء عليه متأثرا بإصابته، وخلال الشهر ذاته، كانت هناك واقعة طعن لمواطن آخر بالسعودية من جانب 4 أشخاص. وقال ولاء مرسي، المتحدث باسم اتحاد المصريين في أوروبا، إن دور وزيرة الهجرة والمصريين في الخارج، لا يذكر، وهناك عشرات الوقائع التي كشفت غياب الوزيرة المختصة عن مشاكل المواطنين، لذا فإن غياب الوزيرة عن متابعة قضية الطالبة مريم عبد السلام، لم يكن مفاجئا، مضيفا ل"البديل"، أن الجاليات المصرية الجهة الوحيدة التي تتابع مشاكل المغتربين، وأن و90% من المشاكل التي يتعرض لها المصريون في الخارج سواء في أوروبا أو أمريكا، تحل بعيدا عن الدور الرسمي الذي دائما ما يصعب الأمور ويكون غائبا.