خلال ساعات قليلة ستعلن الهيئة الوطنية للانتخابات عن غلق باب تلقي طلبات الترشح لرئاسة الجمهورية، المزمع عقدها في مارس المقبل، وسط حالة من ترقب الرأي العام، خاصة بعد التطورات الأخيرة، بعدما رفض حزب الوفد ترشح رئيسه السيد البدوي، وبعد أن تم استبعاد مرشح وانسحاب اثنين آخرين من الجادين في خوض السباق الرئاسي؛ ليبقى الرئيس عبد الفتاح السيسي المرشح الوحيد حتى الآن على قائمة الترشح. إيجاد منافس أم الخوض منفردًا؟ توقع بعض السياسيين سيناريوهات قد تحدث خلال تلك الساعات المتبقية، منها الدفع بمرشح رئاسي جديد وغير متوقع من أجهزة الدولة؛ لخوض السباق مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، يحصل على تزكية النواب فى غضون ساعات، أو أن يترشح الرئيس منفردًا. الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة السويس، قال إنه يوجد سيناريو متوقع حدوثه، وهو أن تبحث أجهزة الدولة عن مرشح "ديكور" خلال تلك الساعات؛ لوضعه على قائمة الترشح؛ كي يظهر منافسًا للرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك قبل أن يتم غلق باب الترشح للانتخابات الرئاسية غدًا الاثنين. وعن سرعة التحرك لجمع تزكية النواب في هذا السيناريو، أضاف زهران ل"البديل" أنه ليس صعبًا على مرشح تدعمه الدولة أن يجمع 20 استمارة تزكية من داخل مجلس النواب خلال ساعة واحدة، مشيرًا إلى أنه عُرض على أكثر من شخص من قيادات في الدولة أن يخوضوا الانتخابات الرئاسية، ولكن رفضوا أن يقوم بتمثيل هذا الدور، ولم يقبلوا به. وأوضح الدكتور شوقي السيد، الفقيه الدستوري، أن المادة رقم 36 من قانون الانتخابات الرئاسية رقم 22 لسنة 2014 تنص على أنه في حال تقدم مرشح وحيد في الانتخابات الرئاسية، يتم الاقتراع لانتخاب رئيس الجمهورية، حتى لو تقدم للترشح شخص وحيد كالرئيس السيسي، أو لم يبقَ سواه بسبب تنازل باقي المرشحين. وتابع: وفي هذه الحالة يعلن فوزه بحصوله على 5% من إجمالي عدد الناخبين المقيدة أسماؤهم بقاعدة بيانات الناخبين، والمقدرة بنحو 57 مليونًا، ما يعني وجوب حصول المرشح على ما يقرب من 3 ملايين صوت. وأشار الفقيه الدستوري إلى أنه في حال عدم حصول المرشح على نسبة ال5%، تعلن الهيئة الوطنية للانتخابات فتح باب الترشح للانتخابات مرة ثانية خلال 15 يومًا على الأكثر من تاريخ إعلان نتيجة الانتخابات، ويجري الانتخاب في هذه الحالة وفقًا لأحكام هذا القانون. مأزق انتخابي خلال الساعات الماضية أجمع أعضاء الهيئة العليا لحزب الوفد على رفض ترشح السيد البدوي رئيس الحزب للانتخابات الرئاسية، مؤكدين دعمهم للرئيس عبد الفتاح السيسي، وقال أغلبهم إن الحزب لا يقبل أن يكون مرشحه ك"محلل"، معتبرين ذلك إساءة لتاريخ الحزب الذي حكم مصر لأكثر من 15 عامًا في القرن الماضي. ويوم الأربعاء الماضي قدم الرئيس عبد الفتاح السيسي، أوراق ترشحه رسميًّا إلى الهيئة الوطنية للانتخابات برئاسة المستشار علاء فؤاد، وحتى اليوم لم يتقدم أي مرشح آخر لمنافسته، بعد أن تم استبعاد المرشح المحتمل سامي عنان، رئيس الأركان الأسبق بالقوات المسلحة. وفي يوم 24 يناير 2018 أعلن الحقوقي المرشح الرئاسي السابق خالد علي انسحابه من سباق الرئاسة؛ اعتراضًا على ما أسماه بالتضييق والانتهاكات وانعدام المناخ الذي يوفر الحد الأدنى للاستحقاق، قائلاً إنه لن يخوض السباق بعد ما تأكد من إصرار النظام على انتخابات أحادية أشبه بالبيعة. وذلك على حد قوله. وفي ديسمبر الماضي كان أحمد شفيق، رئيس الوزراء الأسبق، قد أعلن أنه يخطط لخوض الانتخابات الرئاسية، وعاد لمصر بعد سنوات من بقائه في المنفى بالإمارات، لكنه قوبل بأجهزة أمنية لدى وصوله القاهرة، واختفى في الحال من المشهد العام، وعاد للظهور بعد أيام، ليقول إنه لم يعد منافسًا في السباق الانتخابي.