انتفض الفلسطينيون في كافة الأراضي المحتلة أمس؛ رفضًا وغضبًا للمشاريع التي من شأنها تصفية القضية الفلسطينية، والتي كان آخرها قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، الذي اعتبرته فصائل المقاومة الفلسطينية تكرارًا لوعد بلفور، داعين لتصعيد الانتفاضة للرد على هذا القرار وكسره. خرج الفلسطينيون في غالبية الأراضي المحتلة، في اشتباكات مباشرة مع قوات الاحتلال، بكل أدوات المقاومة التي يمتلكونها، في مناطق القدس والضفة الغربيةوغزة، واستشهد عدد منهم، وأصيب المئات بجروح متفاوتة. على الحدود الشرقية لقطاع غزة ارتقى شهيدان من منطقة حي الشجاعية، حين استهدفهم جنود الاحتلال بطلقات نارية في الرأس، فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن هناك أكثر من 90 إصابة في قطاع غزة، وما يزيد على 140 في الضفة الغربية. وفي القدس التي تشهد أشد الاشتباكات وأقربها مع جنود الاحتلال، اعتدى الجنود على المصليين في المدينة عند حاجز قلنديا، كما هاجموا مسيرة انطلقت من المسجد الأقصى، دون أن ينالوا من عزيمة المتظاهرين، الذين استمروا في احتجاجهم واشتباكاتهم مع قوات الاحتلال. الفصائل تنتفض بالوحدة توافقت نداءات حركتي حماس وفتح على أن الوحدة الفلسطينية أول وأهم الخطوات التي يجب اتخاذها لمواجهة قرارات الولاياتالمتحدة، التي تعزز احتلال إسرائيل لفلسطين، في دعوة للأمة العربية والإسلامية لمقاطعة ومحاصرة الولاياتالمتحدة عالميًّا في سفاراتها وقنصلياتها، وأورد خليل الحية، القيادي البارز في حركة حماس، رسالة للأمة الإسلامية، أن يهددوا مصالحها؛ باعتبار هذا القرار يمس جميع المسلمين. وقال الحية إن هذا الوقت أوان الثورة والمقاومة، والوقت الذي يجب ألا نجعل المحتل فيه يستهين بالفلسطينيين وثورتهم، مؤكدًا ضرورة البقاء في الميادين، وتوجيه البنادق للمحتل. حركة الجهاد الإسلامي أكدت من جهتها أن الفلسطينيين سوف يسقطون قرار الولاياتالمتحدة بانتفاضتهم وثورتهم، وقال نافذ عزام، القيادي بالحركة، إن الفلسطينيين لن يتراجعوا أو ينحنوا في وجه الطغيان، وسيسقطون الاحتلال وقراراته. وفي المسيرات التي جابت شوارع قطاع غزة، وتقدمها قادة الفصائل، أكدت الجبهة الشعبية على ضرورة تفعيل كافة أشكال المقاومة والنضال ضد الاحتلال على كافة الأصعدة، مشددين على أن هذا الاستفزاز الأمريكي يجب أن يكون تحفيزًا لتصعيد الانتفاضة الفلسطينية، داعية السلطة الفلسطينية إلى إلغاء كافة أشكال الارتباطات والاتفاقيات مع إسرائيل. شبان يدافعون عن الأمة في الوقت الذي تحاول فيه إسرائيل خلع الأحداث في الأراضي الفلسطينية من ثوبها النضالي، ومحاولة توجيه البوصلة لما يجري في المنطقة العربية، لتشتيت الأنظار عن سرقتها للأرض الفلسطينية ومقدساتها، يتصدى شبان في مقتبل أعمارهم لهذا المحتل بصدورهم العارية، ويخرجون للساحات؛ لأن القدس تنادي، وما للقدس إلا أهلها. الشاب (م.ح) المرابط على حدود غزة، متصديًا بالحجارة لجنود الاحتلال، يقول ل"البديل" إنه لبى دعوة الجبهة الشعبية للنفير العام دفاعًا عن الأقصى، مؤكدًا أنه لن يتأخر في أن يفتدي القدس بروحه على أن يرى المحتل يستولي عليها. ومئات من الشبان في مناطق متفرقة على حدود قطاع غزة، حاملين نفس الفكرة والعزيمة، يتصدون للمحتل بصدورهم وحجارتهم، ليقولوا إن القدس خط أحمر لا يمكن القبول بتجاوزه، وهم أنفسهم من يرون أنهم مشاريع التحرير الكامل لفلسطين.