أعلنت روسيا اليوم الثلاثاء مقاطعتها لاجتماع دولي بشأن سوريا من المقرر عقده في تونس الجمعة ويضم ممثلين من المعارضة السورية، رافضة بذلك التخلي عن دعمها العلني للرئيس السوري بشار الأسد. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أن اجتماع “أصدقاء سوريا” الذي سيعقد في تونس تمت الدعوة إلى عقده “بهدف دعم طرف ضد آخر في نزاع داخلي”. وقال البيان “لا يمكننا أن نقبل العرض لحضور هذا الاجتماع”. وقال وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام إن الاجتماع سيضم ممثلين عن المجلس الوطني السوري وغيره من جماعات المعارضة السورية إلى جانب عدد من الدبلوماسيين العرب والغربيين. ويسعى المؤتمر، الذي ياتي بناء على اقتراح من باريس وواشنطن، إلى التوصل إلى “توافق ورسالة موحدة” لأعضاء المجموعة الدولية الذين سيشاركون فيه، كما ذكرت وزارة الخارجية التونسية. إلا أن روسيا تشكك في نوايا المؤتمر بعد أن تم استغلال ائتلاف مماثل بشأن ليبيا لتوفير الدعم الجوي للمعارضة في مواجهة قوات الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. وقالت روسيا إنها تخشى أن يخطط اجتماع “أصدقاء سوريا” لفرض عقوبات مشددة جديدة على سوريا وإمداد المعارضة بالأسلحة “مما يرقى إلى مستوى الهجوم المباشر على نظام الأسد”. وصرح ممثل روسيا في الأممالمتحدة فيتالي تشوركين للتلفزيون الروسي الرسمي إنه “إذا تم تنفيذ هذا السيناريو، فسيحدث حتما سفك دماء أكثر بكثير، وحرب أهلية وربما تفكك سوريا مما سيكون له عواقب وخيمة على المنطقة”. وقالت روسيا إن غياب وجود تمثيل للنظام السوري في اجتماع تونس سيجعل من هذا الاجتماع منبرا لأحزاب متشابهة في التفكير مما سيكون له أثر ضعيف على الوضع على الأرض. وقال البيان “دعيت إلى تونس جماعات مختلفة من المعارضة فيما لم يتلق ممثلو الحكومة السورية أي دعوة .. مما يعني أن مصالح غالبية الشعب السوري الذي يؤيد السلطات، لن تكون ممثلة”. ويتهم الغرب روسيا بغض الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها نظام الأسد بعد أن صوتت موسكو وحليفتها الصين هذا الشهر بالنقض للمرة الثانية على قرار لمجلس الأمن يدين النظام السوري. ويقول محللون إن روسيا أصبحت أكثر ثقة حول موقفها من سوريا وسط تزايد المخاوف في الغرب من اختراق فرع تنظيم القاعدة في المنطقة وغيره من الجماعات المتطرفة المسلحة لمجموعات المسلحين السوريين. ويرى فيودور لوكيانوف المحرر في مجلة “روسيا في الشئون العالمية” أنه “رغم أن الغرب لا يزال يقول الشيء نفسه، إلا أنه توجد مؤشرات على وجود شكوك”. ويضيف “هناك المزيد من المخاوف من أن تؤدي الإطاحة بالأسد إلى الفوضى”. وأضاف أن بعض المسئولين في موسكو يعتقدون أن الغرب يستخدم انتقاداته لروسيا “كحجة” لتجنب التدخل العسكري الذي لا يحظى بقبول مطلقا في العديد من الدول الغربية. ورفضت الصين اليوم الثلاثاء الالتزام بالمشاركة في المؤتمر وقالت إنها تدرس حاليا “دور وآلية عمل المؤتمر وجوانب أخرى منه”. إلا أن روسيا قالت إنها ستعلن قريبا عن مبادرة كبرى في الأممالمتحدة تهدف إلى توفير الإمدادات الإنسانية للمتضررين من أعمال العنف المستمرة منذ 11 شهرا في سوريا والتي يقول ناشطون إنها أودت بحياة أكثر من 6000 شخص.