تتوقع الأرصاد الجوية والزراعية حدوث موجات صقيع خلال الأيام المقبلة، والتي من شأنها الإضرار بالخضراوات الورقية، إلا أن خسائره غالبًا ما تكون قليلة على المحاصيل الشتوية، حيث يحدث تجدد للنباتات مرة أخرى وخاصة فى الزراعات التى ما زالت فى بداية النمو حتى عمر 50 يومًا تقريبًا، وتتجاوز مخاطر الصقيع. فيما يقوم معهد الإرشاد الزراعى بإعداد تقارير موجات الصقيع قبل حدوثها بثلاثة أيام على الأقل؛ وذلك لإبلاغ المزارعين بعمل الاحتياطات اللازمة وعمل نظام وقاية للمحاصيل الزراعية، هذا بالإضافة إلى ما يرصده الجهاز من الأمراض المتوقع حدوثها للنباتات. ويعرف الصقيع بأنه الحالة التي تنتج عن انخفاض درجة حرارة الهواء إلى صفر درجة مئوية أو أقل، يتحول بخار الماء الموجود في الجو من الحالة الغازية إلى الحالة الصلبة مباشرة. ومن جانبه قال عمرو محمد، مهندس إرشاد زراعي، إن موجات الصقيع لن تضر بالمحاصيل الشتوية، التي لا تزال في مراحل النمو الأولى؛ حيث إن النباتات لها القدرة على تجديد الأوراق المتضررة في أغلب الأحيان ومواصلة نموها بشكل طبيعي، إلا أن التأثير الضار سيقتصر على الخضراوات الورقية، كالخس والكرنب، بالإضافة إلى انخفاض إنتاجية باقي الخضراوات، كالفلفل والباذنجان؛ لتساقط أزهارها قبل مرحلة العقد. وأكد مهندس الإرشاد الزراعي على دور عملية التسميد؛ للتخفيف من الآثار الضارة للصقيع، حيث يجب الانتهاء من عملية التسميد بعنصري الفوسفات والبوتاسيوم قبل حلول الصقيع، مع عدم الإسراف في التسميد الآزوتى؛ لأن الإسهاب فيه يؤدي إلى كبر حجم الخلايا ورقة جدارها، مما يسهل تهتكها عند تحول السائل المتواجد بالخلايا الى ثلج، لافتًا إلى أن استخدام عنصر الكالسيوم بديلاً عن الآزوت يكون مفضلاً في ذلك الوقت من العام؛ لزيادة سمك جدار الخلايا، بالإضافة إلى ضرورة تحميل بعض المحاصيل الشتوية، مثل الفول والشعير على الريشة البطالة، كنوع من السياج؛ لكسر حدة الرياح الباردة وتدفئة الخضر، بجانب عمل ساتر هواء من سيقان الذرة الجافة أو البوص من الجهة البحرية، مع تغطية المزروعات بالبلاستيك، بديلاً عن قش الأرز؛ لمنع انتشار الأمراض الفطرية، والتدخين بحرق الأعشاب. ومن جانبه قال الدكتور صفوت محمد أستاذ المحاصيل بزراعة مشتهر إنه يمكن مقاومة الصقيع للحد من الضرر الواقعة على المحاصيل بالتحكم في نوع المحصول، وذلك من خلال اختيار الأنواع والأصناف التي تزهر متأخرًا، وتكون مقاومة للحرارة المنخفضة، هذا بجانب اتباع الري بالرذاذ؛ لأنه الطريقة المثلى للري في ضبط مواعيد الري وعدم تأخيرها، الأمر الذي يعمل على تقليل تأثير موجات الصقيع على زراعة المحاصيل، ويرفع نسبيًّا درجة حرارة التربة. وأكد الدكتور محمد ضرورة إقامة مصدات لحماية النباتات من أضرار الهواء الميكانيكية، على أن تكون ذات نمو قوي وسريع وأوراقها كثيفة ومستديمة، وجذورها قوية ضاربة في الأرض، فتزيد من قوة الشجرة، وأن تكون مقاومة للحشرات والأمراض، ويعد "السرو الصنوبر" من أشهر الأشجار التي تستعمل كمصدات للرياح، هذا بجانب تغطية النباتات القصيرة باستخدام القش، أو البلاستيك، وتستخدم آلات خاصة للتغطية، وهي قليلة التكاليف، ولا تحتاج إلى أيدٍ عاملة كثيرة، لافتًا إلى أن استخدام الرغوة في حماية المحاصيل هو أحدث الطرق المستخدمة، حيث إنها تكون طبقة عازلة تتكون من 3% من هايدوليزيد ألبومين المركزة في ماء يحوي جيلاتين بنسبة 1%، إلا أن هذه الطريقة مرتفعة التكلفة، فينصح بها في المساحات الكبيرة، مطالبًا بضرورة اختيار التقاوي التي تتحمل درجات الحرارة المنخفضة، في ظل توقع استمرار الانخفاض في درجات الحرارة خلال مواسم الشتاء القادمة؛ نتيجة لتأثيرات التغير المناخي، من بينها أصناف الطماطم «هجين أجياد 7»، والخيار «هجين صفا»، والباذنجان «هجين لالى أبيض»، والكوسة «هجين تبارك»، والكنتالوب «هجين يثرب 22»، وجميعها تنتج في مركز البحوث الزراعية.