حالة من الحزن والغضب تسود بين أهالي جزر بحيرة المنزلة التي تلامس حدود 3 محافظات هي الدقهلية ودمياط وبورسعيد، وتعد أكبر البحيرات الطبيعية بمساحة إجمالية تبلغ 168 ألف فدان منها 125 ألف فدان مسطح مائي و43 ألف فدان جزر ومراحات يعيش بها عشرات الآلاف، وذلك بعد إعلان رئاسة الوزراء خطة تطوير بحيرة المنزلة والبدء الفعلي في هدم بيوت سكانها الذين يقطنون أعلى 43 جزيرة، وفسخ عقود تمليك وإيجار المزارع السمكية دون سابق إنذار أو تعويض أصحابها، مما جعل الأهالي والصيادين يستغيثون برئاسة الجمهورية. زكي محمود زكي، أحد سكان جزيرة الكنيسة، أكد أن خطة تطوير وتنمية البحيرة التي أعلن عنها الرئيس السيسي، أثناء افتتاحه مدينة الأثاث بدمياط، تتضمن هدم آلاف من المنازل المقامة على الجزر الموجودة بالبحيرة والتي تشكل نسبة كبيرة من إجمالي مساحتها إذ تبلغ 43 ألف فدان من 168 ألف فدان هي المساحة الكلية للبحيرة، ويعيش بهذه الجزر عشرات الآلاف يسكنون منازل ومراحات، وأصبح مصيرهم مجهولا بعد هدم منازلهم، وكثير منهم باتوا مشردين بلا مأوى بعد هجر مهنتهم التي نشأوا فيها، مشيرا إلى أن خطة التطوير افتقدت إلى رؤية واقعية لحماية المشتغلين بالصيد، مما يهدد بتخريج جيل جديد من العاطلين والبلطجية وقاطعي الطرق. وأضاف زكي ل"البديل": ورثنا نحن سكان الجزر منازلنا أبا عن جد، ولدينا أوراق رسمية، فبطاقتي الشخصية مدون بها عنواني بالجزيرة "جزر ومراحات جنوب بورسعيد"، ولي رقم انتخابي بمقر مدرسة بجزيرة الباقوم، ولدينا جمعية زراعية ووحدة بيطرية ووحدة طبية ومدارس، وكل تلك الخدمات الحكومية إثبات رسمي بتواجد أفراد منتجين داخل البحيرة منذ عشرات السنين، ولكننا فوجئنا بهدم منازلنا بالقوة بحجة أننا معتدون على الجزر. وتابع زكي: كيف يتم هدم المنازل وتشريد الأسر والتلاميذ رغم وجود 9 مدارس ابتدائي وإعدادي داخل جزر بحيرة المنزلة بها 4 آلاف تلميذ، ورغم الانتهاء من إحلال وتجديد مدرستي وادي النيل وجزيرة العرب بمعرفة هيئة الأبنية التعليمة مع بداية العام الدراسي الحالي بتكلفة 9.5 مليون جنيه، وكيف تهدم الجمعية الزراعية المشهرة برقم 1 عام 1986على جزيرة الكنيسة ومقيد بها 1702 عضو يمتلكون حيازة زراعية وتشرف على تربية 7 ملايين رأس ماشية. وقال ممدوح عطا، أحد سكان جزيرة كساب، إنه تم هدم 300 منزل بجزيرتي كساب والجميل، واضطر الأهالي للنزوح والإقامة بقرى المطرية والنسايمة والعزيزية داخل أكشاك خشبية وخيم وداخل المقابر، وأضاف: ذهبنا إلى نادر بخيت، رئيس مجلس مدينة المطرية، وقال لنا إنه لا يوجد مساكن إيواء ولم يتم إبلاغه بحصر أي أعداد لتوفير مساكن بديلة لهم. وتابع عطا: نحن لا نمتهن أي مهنة سوى الصيد وزراعة السمك، ومستأجرون عدة أفدنة من هيئة الثروة السمكية لإقامة مزارع سمكية، والكثير من الأهالي ممن أقاموا مزارع سمكية بعدة أفدنة بالبحيرة بوضع اليد طالبوا هيئة الثروة السمكية والجهات العديدة بتقنين أوضاعهم وتم تشكيل عدة لجان مازالت تباشر عملها إلى الآن. وقال عمرو الغباري، أحد العاملين بالاستزراع السمكي ببحيرة المنزلة: بعد فسخ عقودنا من قبل هيئة الثروة السمكية علمنا أنه سيتم إسناد استزراع الأسماك بكافة المناطق التي ستُخلى هنا إلى مستثمر إماراتي، وأرسلنا خطابا لرئيس الجمهورية يتضمن رؤية أبناء البحيرة لتطويرها بأقل جهد وأكبر استفادة للدولة ولأبناء البحيرة. وأضاف ل"البديل": تشمل خطتنا للتطوير تقسيم شواطئ البحيرة (240) كيلو متر مربع إلى أمتار معلومة ثم نأخذ من داخل البحيرة عرض 2 كيلو لاستخدامها مزارع سمكية، ويأخذ كل من يبادر بإزالة ما بناه أجداده بنفسه وبماله الخاص 10 أفدنة استزراع سمكي في شواطئ البحيرة، ويأخذ بجانبه أحد شباب الخرجين 5 أفدنة لكل خريج ويكون المالك مسؤولا أمام الدولة عن تدريب الشاب، وبذلك يكون كل ساكن داخل البحيرة تحت رعاية الجيش وتكون تنمية البحيرة من خلال الثروة السمكية. الدويني محمود السيد، مسؤول بحيرة المنزلة بمحافظة الدقهلية، أكد أن القوات المسلحة تقوم بإزالة التعديات على المراحات وهي جزر تكونت بفعل أشخاص وليست جزرا طبيعية، كما تقوم بأعمال التكريك والتطهير لتعميق منسوب المياه في البحيرة الذي ارتفع بسبب الصرف الذي يغرق البحيرة نتيجة وجود 11 مصرفا أهمها مصرف بحر البقر، وأضاف: وجود المزارع السمكية بالشكل الحالي يؤثر بالسلب على إنتاج البحيرة ويقلل الصيد الحر، وأيضا يتم محاربة كافة أشكال الصيد المحرمة كالصيد بالكهرباء أو بالمواد الكيماوية السامة وغيرها، ومحاربة سرقة السمك الصغير"الزريعة" وبيعة لأصحاب المزارع بعد تجفيفه لاستخدامه كعلف. من جانبه، أكد محافظ الدقهلية أحمد الشعراوي، أن ما يحدث داخل بحيرة المنزلة هو استعادة أراضي الدولة من المعتدين وفقا لتعليمات الرئيس، إلى جانب عملية تطهير وتنمية تمثل طفرة كبيرة، إذ سيتم عمل أول بورصة للأسماك بمدينتي المطرية أو جمصة لقربهما من الطريق الدولي، وستفتح فرص عمل كثيرة للشباب وتحد من تلاعب كبار التجار بأسعار الأسماك، مشيرا إلى أن العديد من المعتدين على جزر البحيرة تقدموا بطلبات لتقنين أوضاعهم هى الآن قيد الدراسة.