تعاني مصر من فجوة غذائية في محصول الفول البلدي حيث انخفضت إنتاجيته خلال الفترة بين 2006 و2015 من 338 ألف طن إلى 267 ألف طن، أي بنسبة 21%، وانخفضت نسبة الوفاء باحتياجات السوق المحلية من 43% إلى 31% وانخفض متوسط نصيب الفرد من 6,5 كجم إلى 3.6 كجم في السنة أي بنسبة 44,6%. وفقا لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. ووفقا لبيانات شعبة البقوليات بالغرفة التجارية فإن استهلاك المصريين من الفول يصل إلى 500 ألف طن سنويا، وأن 85% منه يتم استيراده من الخارج، فى حين أن ال 15% المتبقية تتم زراعتها في مصر. وأعلنت وزارة الزراعة أن المساحة المزروعة بالفول تراجعت من 250 ألف فدان عام 2006 إلى 100 ألف فدان عام 2016، بإنتاجية تبلغ 9.5 أردب للفدان، وهي أعلى إنتاجية على مستوى العالم، وأن المشكلة هي في محدودية المساحة الزراعية وتنافس العديد من المحاصيل الشتوية الأخرى عليها كالقمح والعدس. يعد الفول هو "بروتين الغلابة" ومن أهم المحاصيل الغذائية في مصر حيث يعتمد عليه معظم السكان في الحصول على البروتين النباتي والذي تصل نسبته إلى 30% من وزن الحبة، ولذا فإنه يمكن أن يعتبر بديلاً نسبيا للبروتين الحيواني خاصة بسبب انخفاض أسعاره مقارنة بأسعار المنتجات الحيوانية، إضافة إلى أنه لا يحتوى على الدهون المشبعة أو الكولسترول، ومصدر جيد لبعض الفيتامينات "سي"، والبوتاسيوم، والكالسيوم، وحامض الفوليك، والفوسفور، والحديد، والزنك، والمنجنيز، والماغنسيوم، هذا بجانب أهميته في زيادة خصوبة التربة الزراعية من خلال قدرته العالية على تثبيت الآزوت في التربة، كما يستخدم قشر الفول البلدي "التبن" كأعلاف لتغذية الماشية والدواجن. وأكدت الدكتورة صباح عطية، رئيس بحوث معهد المحاصيل الحقلية، أن الفول لا يقل أهمية عن رغيف الخبز، فهو مصدر رخيص للبروتين عالي الجودة حيث تحتوى البذور على 24% بروتين، فضلا عن مساهمة الفول في خصوبة التربة فهو يترك من 20 إلى 30 وحدة آزوت للفدان بعد الحصاد مما يسهم في التقليل من استخدام الأسمدة الآزوتية في المحاصيل التي تزرع تاليا. وأضافت عطية ل"البديل" أن المساحة المزروعة بالفول البلدي تمثل 85% من إجمالي مساحة المحاصيل البقولية، حيث تراجعت المساحة المزروعة من 360 ألف فدان فى الثمانينيات إلى 100 ألف فدان في السنوات الأخيرة، بما يعني انخفاض نسبة الاكتفاء الذاتي من 100% إلى 35%، وبلغ حجم الاستيراد السنوي من الفول 290 ألف طن عام 2015 بتكلفة 223 مليون دولار إذ إن الاستهلاك الكلي بلغ 450 ألف طن، وبالتالي فهناك فجوة كبيرة بين الإنتاج والاستهلاك، بالرغم من زيادة متوسط إنتاجية الفدان والتي تعد من أعلى الإنتاجيات على مستوى العالم، ويرجع ذلك للجهود البحثية خلال السنوات الماضية، والتي أسفرت عن استنباط 12 صنف فول بلدي عالي الإنتاجية ومقاوم للأمراض، مما أدى لارتفاع متوسط الإنتاجية للمحصول من 0.868 طن للفدان عام 1980 إلى 1.46 طن للفدان عام 2015. وأوضحت أن هناك معوقات تقف حائلا أمام التوسع في زراعة الفول البلدي في مصر تتمثل في محدودية المساحة القابلة للزراعة في الوادي، والمنافسة الشديدة مع المحاصيل الشتوية الأخرى، مثل القمح والذي يعتبر المصدر الرئيسي لرغيف الخبز، وكذلك البرسيم المصدر الرئيسي لتغذية الحيوان، مما يؤدي لنقص حاد في المساحة المزروعة من موسم لآخر، فضلاً عن وجود مشاكل تسويقية، وعدم وجود سعر ضمان للمزارع حيث تتضارب الأسعار من موسم لآخر مما يجبر المزارع على البيع بأقل الأسعار، هذا بجانب عدم تطبيق مبدأ الزراعة التعاقدية، مؤكدة على أنه للتغلب على هذه المعوقات لابد من زراعة الفول محملاً على محاصيل أخرى مثل القصب الغرس الخريفي في الوجه القبلي، والطماطم والبنجر في الوجه البحري وبين الأشجار حديثة العمر بالأراضي الجديدة، والتوسع الرأسي عن طريق استنباط أصناف جديدة ذات إنتاجية عالية ومبكرة النضج ومقاومة لأمراض "التبقع البني والصدأ"، وأصناف تتحمل الهالوك ذات احتياجات مائية قليلة. وكشف الدكتور خالد عبد المنعم، رئيس قسم البقوليات بمعهد المحاصيل الحقلية، أن كمية التقاوى المعتمدة من وزارة الزراعة لا تغطي أكثر من 30% من المساحة المنزرعة بالفول، والتي بلغت العام الماضي 220 طنا من المعهد بعد أن كانت 170 طنا في الأعوام السابقة، مشيرا إلى أن الاكتفاء الذاتي من الفول البلدي يحتاج إلى زراعة 400 ألف فدان، بينما المساحة المنزرعة حاليا تتراوح بين 100 و120 ألف فدان، حيث تبلغ إنتاجية الفدان من الفول البلدي في مصر 9.5 أردب أى حوالى 1.5 طن، إلا أنها تواجه مشكلة في محدودية المساحة الزراعية، وتنافس العديد من المحاصيل الشتوية الأخرى عليها كالقمح والعدس. وأشار عبدالمنعم، إلى أن المعهد ينتج 12 صنفا من الفول البلدي حاليا، وهى أصناف عالية الإنتاجية "جيزة 716″، وأصناف مقاومة للهالوك "جيزة 843، مصر 1، مصر 3″، والأصناف المبكرة "سخا 4″، والأصناف المقاومة للأمراض "سخا 1، سخا 3، سخا 4″، وتتميز بمقاومتها لأمراض التبقع البني والصدأ، وأصناف قليلة الاحتياجات المائية "النوبارية 1،2،3″، وتتميز بحجم البذرة العريض والتي يمكن زراعتها في المناطق الصحراوية.