فتحي عبد الجواد، ابن قرية مير بمركز القوصية بأسيوط، أحد أبطال حرب أكتوبر، مجند بسلاح الإشارة (استطلاع) خلف خطوط العدو، حضر حرب الاستنزاف عام 1969. بعد الانتهاء من فرقة مدرسة الإشارة، تم ترحيل المجند فتحي إلى جبهة الإسماعيلية في قيادة اللواء 147 مدفعية ثقيلة. ويوم 6 أكتوبر الموافق العاشر من رمضان في الساعة العاشرة صباحًا، تم الاجتماع بجنود اللواء، وصرف تعيين أسبوع من الطعام وتغيير السلاح والذخيرة، وفي الساعة 11 ونصف حضر مدير السلاح لاختيار المجندين، والساعة الواحدة والنصف تم ترحيل المجندين إلى قناة السويس، وتداولت الأقاويل بين المجندين بأن هناك عبورًا للقناة، وفي انتظار ساعة الصفر. جاءت الإشارة بجميع الوحدات بخط "أ" أن الإفطار بأوامر من القائد الأعلى، ورفض الجميع الإفطار واستكمال الصيام حتى الشهادة في حالة الموت، وحشدت كتيبة فتحي إلى المراكب، وبدأ عبور القناة، وقامت المدفعية والدبابات بالقضاء على كافة حصون العدو وسط حماية الطيران المصري، وكانت مهام فتحي استطلاع كافة خطوط العدو والتعامل المباشر معه في الخطوط الأمامية. وبعد ملحمة تاريخية تم محاصرة فتحي داخل ثغرة الدفرسوار. وقامت القوات الجزائرية بعمل حيل مع القوات الإسرائيلية في الحصار، من خلال التعامل باللغة العبرية والفرنسية، وأسر عدد كبير من الدبابات والمجندين، وتم تسليمها للقيادة المصرية، وحوصر فتحي 14 يومًا داخل الخندق وسط جوع وعطش والبحث عن أوراق الشجر للطعام، وحمل المجندين إلى الأبيار الموجودة عن طريق البيادة، حتى وإن كانت الأبيار ملوثة. فترة عصبية داخل حصار الثغرة لقله جعلت فتحي ينتظر الليل للخروج في الظلام، بعد التمشيط الإسرائيلي للمنطقة، والبحث عن أي شيء يستيطع من خلاله سد جوعه وتجميع رقاقات الحديد ووضعها فوق الخنادق؛ لجمع قطرات الندى في الصباح وشرب بعضها لسد العطش. وبعد ستة أشهر من الحرب والحصار، عاد فتحي إلى أسرته والتي ظنت أنه استشهد، بعد انقطاع كافة أخباره وقيام أهله بتحضير جنازة خاصة به، حيث فوجئ أهالي القريه بعودته وسط حاله من الفرح والتكبير.