فى مراسم تشييع الجنازة .. السادات يتوسط نجل المشير ونجل شاه إيران في الذكري ال 23 علي استشهاد المشير أحمد بدوي وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة.. تقدم آخر ساعة ملفا عن البطل الذي ولد في الإسكندرية في 3 أبريل 1927 وتخرج في الكلية الحربية 1948 ليشترك في حرب فلسطين 48 ويقاتل في مناطق المجدل ورفح وغزة والعسلوج ثم عقب الحرب عمل مدرسا بالكلية الحربية حيث وصل إلي مساعد لكبير معلمي الكلية عام 1958 وسافر في بعثة دراسية إلي الاتحاد السوفيتي لمدة 3 سنوات في أكاديمية فرونز العسكرية العليا تخرج بعدها بدرجة " أركان حرب"عام 1961. بعد حرب يونيو 1967 صدر قرار بإحالته للتقاعد والتحق خلال تلك الفترة بكلية تجارة عين شمس وحصل علي البكالوريوس شعبة إدارة الأعمال وفي عام 1971 أعاده الرئيس السادات للقوات المسلحة والتحق بأكاديمية ناصر العسكرية العليا في عام 1972 وحصل علي درجة الزمالة ثم تولي منصب قيادة الفرقة السابعة مشاة بالجيش الثالث الميداني واستطاع اللواء بدوي مع فرقته عبور القناة إلي سيناء وصد هجوم إسرائيلي استهدف مدينة السويس وعندما قامت القوات الإسرائيلية بعملية الثغرة علي المحور الأوسط اندفع بقواته إلي عمق سيناء لخلخلة جيش العدو واكتسب أرضا جديدة من بينها مواقع العدو في منطقة "عيون موسي " جنوبسيناء وصمد مع رجاله شرق القناة في مواجهة السويس وفي 13 ديسمبر 1973 عين قائدا للجيش الثالث الميداني ومنحه الرئيس السادات نجمة الشرف العسكرية ثم عين رئيسا لهيئة التدريب ثم رئيسا للأركان وفي 14 مايو 1980 عين وزيرا للدفاع وفي 2مارس 1981 استشهد مع 13 من كبار القادة عندما سقطت بهم طائرة مروحية بسيوة بالمنطقة الغربية العسكرية. الوزير المفوض إيهاب أحمد بدوي ل" آخر ساعة" : نال ثقة وتقديرالشعب .. واحترام الإسرائيليين بعد النصر وتحت قبة مجلس الشعب دار حوار بين الرئيس السادات والفريق أحمد بدوي عن العناية بالجنود والصمود ونزولهم بعد النصر لزيارة أهاليهم وكان حوار الرجال الذي نذكره حتي الآن وقد سجل المؤرخ الأمريكي " ديبوي" أن المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية يثق في بدوي ثقة كبيرة وأن الإسرائيليين كانوا يرونه أحد أقدر وأكفأ القادة العسكريين الذين واجهوهم ..وفي ذكراه تحدث معنا نجله إيهاب بدوي (دبلوماسي .. وزير مفوض بوزارة الخارجية ).. قال كنت وقت حادثة الطائرة في سن 15 سنة وقبل سفره إلي سيوة اتصل هاتفيا ليقول لي .. يا إيهاب حاول أن تنتهي من مذاكرة دروسك قبل الليل لأني مش راجع علي المكتب وهرجع إلي البيت بعد انتهاء المهمة لأتناول العشاء معكم ... لكن تنتصر الأقدار وتقع الحادثة وكانت صدمة لي فقد كان لي الأب الحنون والصديق والقدوة الحسنة ومصدر الفخر وتحمل المسئولية ..كما كان نموذجا للقائد العسكري رمز الحماية والكرامة للوطن وخاصة أن مصر جرحت بعد نكسة 67وجاءت بانتصار أذهل العالم وكان والدي أحد أفراده الذين أزالوا الهزيمة وفي ظهر يوم 2 مارس 1981 دق جرس تليفون البيت بالصدفة كنت أول من سارع بالرد وكان مدير مكتب المشير علي الخط قال " عايزين رقم تليفون جدك.. خير يا افندم في حاجة أقدر أعملها ؟ لا أبدا أعطيته الرقم وعلي الفور سارعت إلي بيت جدي لإحساسي بأن أمرا خطيرا قد حدث وكانت الصدمة واستشهد والدي في حادث الطائرة المروحية في المنطقة الغربية العسكرية وأضاف تعلمت من والدي أخلاقه ..وتواضعه وتواصله مع المحيطين به فعلي مستوي العمل علمت من زملائه أنه كان حريصا علي التواجد مع جنوده يتحاور معهم ويستمع إلي شكاواهم ومشاكلهم ويسعي إلي حلها وتغليب العمل الميداني عن العمل المكتبي وكان جريئا ومعاندا في الحق أما علي المستوي الاجتماعي كان متواصلا مع الأهل والأقارب وتعلمت منه الانضباط والالتزام لأنه شارك في جميع الحروب 48 و56 واليمن و67 والاستنزاف وآخرها حرب أكتوبر المجيدة وقد كان مقاتلا شرسا وخصما عنيدا تنحصر اختيارته ما بين النصر أو الشهادة. ومازلت أتذكره في حفل التكريم بمجلس الشعب يوم 20 فبراير 1974 وشاهدته علي التليفزيون مع أقاربنا وكنت فخورا ومزهوا به كقائد عسكري يكرمه برلمان الشعب والحكومة والرئيس السادات " رحمه الله" بصفته بطلا من أبطال النصر ودمعت عيناي عندما دار الحديث بينه وبين الرئيس السادات الذي جاء تلقائيا وبدون إعداد مسبق له شعرت وقتها بأن الدول تقدر أبناءها المخلصين وكان من ضمنهم الوالد. ❊ في كتاب" الحروب الإسرائيلية " قال مؤرخه إن المشير أحمد إسماعيل علي وزير الحربية وقتها كان يثق ثقة عالية في المشير بدوي واعتراف قادة إسرائيل بأنه أصعب قائد فرقة واجهتهم فما تعليقك؟ أجاب ما سمعته من زملائه يؤكد أن ثقة المشير أحمد إسماعيل كانت في محلها فالمشير إسماعيل اتصل بالوالد هاتفيا وقت الحصار وأوضح له أنه جاري التفاوض مع الجانب الإسرائيلي علي تفاصيل إجلاء موقع كبريت نظرا لمعاناته من نقص الأسلحة والذخائر والطعام والماء وتعرضه لهجمات شرسة ولكن والدي طلب من المشير إسماعيل مهلة 48 ساعة ليدلي برأيه و قبل انتهاء المدة بساعات اتصل والدي به يبلغه بأنه تم تزويد ودعم الموقع بالاحتياجات اللازمة وأنه مستعد للقتال وكرر والدي رحمه الله أكثر من مرة" أيوه يا افندم تم الإمداد " وذلك ردا علي أسئلة المشير إسماعيل المتكررة في هذا الشأن وبالفعل اشتبكت قوة موقع كبريت مع العدو وضرب قائده الشهيد إبراهيم عبدالتواب أروع الأمثلة في البطولة والتضحية بمشاركة جنوده فضلا عن خسارة إسرائيل أكبر قائد عسكري لها الجنرال ابراهام مندل عندما حاولت قواته اختراق دفاعات الفرقة السابعة مشاة فضلا عن القوات المصرية في شرق القناة " بدر" صمدت بل واكتسبت أرضا جديدة من العدو. ❊ شاءت الأقدار أن تكون المسافة الزمنية بين استشهاد المشير بدوي واستشهاد الرئيس السادات 6 شهور فقط هل لديك فكرة عن طبيعة العلاقة التي كانت بين بدوي والسادات ؟ كانت علاقة تقدير من السادات حيث استدعاه للخدمة في صفوف القوات المسلحة في إطار إعداده وتحضيره لحرب أكتوبر وتم ترقيته من عميد إلي لواء وفريق أول ومشير ووزير دفاع والقائد العام للقوات المسلحة. والرئيس السادات استدعاه مع آخرين وأعاده للخدمة وخاصة أنه في ذلك الوقت كان يعد للحرب ويختار قيادات موضع كفاءة وثقة لخوض الحرب بهم .. فموقف السادات من والدي معروف فهو الذي قام بتكريمه ومنحه وسام نجمة الشرف العسكرية في جلسة تاريخية ببرلمان الشعب وخاطب الشعب وأعضاءه وقتها قائلا " للجيش الثالث الذي ضرب أروع المثل في البطولة والتضحية والفداء ولقائده أحمد بدوي تقديري وتقديركم جميعا تعبيرا عن تقدير الوطن كله " ❊ قال كاتب أمريكي " إن رحيل بدوي والسادات كان من شأنه صعود نجمي أبوغزالة ومبارك هل تعلم ذلك ؟ من الطبيعي وقت استشهاده أن يخلفه رئيس الأركان وكان المشير أبوغزالة لأن لديه من الخبرات المتعددة من مشاركته في حرب أكتوبر كما أن الرئيس مبارك كان طبيعبا أن يخلف الرئيس السادات بصفته نائبه. ❊ الرئيس السادات كان محبا للمشير بدوي وواثقا فيه .. وهذا يجعل الرئيس الراحل بعيدا عن اي شبهات حول الحادث .. ففيمن تشك؟ الشك من صفات الإنسانية بطبيعة الأحوال إلا أنه يلزمك الأدلة فالاتهامات لا تلقي جزافا وتوجد لديّ من الأسباب المقنعة بأن الحادث قضاء وقدر لكن أيضا لدي الأسباب المقنعة بأن الحادث مدبر فمثلا الرئيس السادات باستدعائه وتقليده أرفع المناصب وثقته فيه وثانيا من المؤكد وقوف أحمد بدوي في وجه عدد من الممارسات في صفقات السلاح قد يدفع بنا إلي الشكوك من المستفيدين لعرقلة نشاطهم ولكن الحادثة كانت نتيجة للحمولة الزائدة من علي الطائرة ويكون الحادث قضاءً وقدراً ومنذ أن وقعت الحادثة مهما تدافعت في ذهني نظريات المؤامرة يفرض علي العقل أنه لا يمكن لقيادات وطن أن تقتل أحد أبطالها بعد كل ما قدم لهذا البلد مهما كانت الأسباب. هل تعلم لماذا جاء الرئيس الراحل السادات بالمشير بدوي قائدا عاما وزيرا للدفاع بعد حرب أكتوبر ؟ قرأت في أحد الكتب الغربية لأحد المؤرخين العسكريين أن الرئيس السادات جاء بالمشير أحمد بدوي وزيرا للدفاع لانه وجد فيه قائدا لحرب أكتوبر ووطنيته حتي النخاع بما لديه من كاريزما عسكرية داخل صفوف القوات المسلحة والرئيس السادات قال عن استشهاده " كان بطلا ومصر لن تنساه " كيف يحيي السفير إيهاب الابن الوحيد للمشير ذكري وفاته ؟ دمعت عيناه وصمت برهة من الوقت وعاد بشريط الذكريات قائلا إذا لم أكن مسافرا لمهمة بالخارج أذهب أنا وأولادي الثلاثة إلي مقابر الأسرة وأقرأ الفاتحة علي روحه الطاهرة وأحكي لإحفاده عن فخري بوالدي المشير بدوي كيف أجبر قادة إسرائيل علي احترامه كشخصية عسكرية ونال ثقة قادته وشعبه حتي كرمته مصر ومنحته أرفع الأوسمة وأصبح وزيرا للدفاع وهذا فخر وشرف كبيرلي أن أحمل هذا الاسم ويفرض علي مسئولية كبيرة أتمني أن يقدرني الله علي حملها تكريما لذكري هذا القائد العظيم. عماد النجدي ... أحد أفراد حراسة المشير بدوي : رفضت الاستمرار في العمل بعده التحق بالعمل مع المشير بدوي عقب اختياره ضمن قوات الشرطة العسكرية بالفرقة السابعة مشاة قبل حرب أكتوبر واستمر معه في كل ترقياته من اللواء إلي الفريق وكان معه قبل استشهاده بدقائق عندما طلب منه السفر للقاهرة بسيارة أحد القادة الذين استشهدوا مع المشير بدوي وشاهد الطائرة وهي كتلة من اللهب عقب الحادث ورافق المشير بدوي إلي مثواه الأخير ورفض العمل من بعده " عماد النجدي إسماعيل " أحد أفراد الحراسة الخاصة بالمشير كان معه الحوار. فقال التحقت بالخدمة داخل صفوف القوات المسلحة ضمن وحدات الشرطة العسكرية ثم انضممت للفرقة السابعة مشاة بالجيش الثالث الميداني التي كان قائدها وقتها العميد أركان حرب أحمد بدوي وانتقلت معه إلي أن أصبح قائدا عاما للقوات المسلحة وزير الدفاع وحتي الثواني الأخيرة قبل إقلاع الطائرة التي تحطمت بالمنطقة الغربية واستشهد بها. وكان رحمه الله الناحية الإنسانية تطغي علي كل سلوكياته فقد كان يجلس مع الجنود ويستمع إلي شكاواهم ويعمل علي حلها فضلا عن انضباطه العسكري أما قراراته فقد كان يأخذها بعد تفكير عميق وبدون تردد ولا يرجع فيها لأنها تكون صائبة في كل الأحوال ومنها قراره بمنحه 48ساعة للرد علي القيادة العامة في موقعة كبريت وكان مقاتلا شرسا وخصما عنيدا تنحصر اختياراته ما بين النصر والشهادة مشهود له بالكفاءة والاحترام المتبادل بين زملائه من رفقاء الأسلحة وأتذكر عندما قال له أحد الجنود يا" أفندم القوات الإسرائيلية تعرف أن السيارة التي تأتي لنا بها يوجد بها شخصية قيادية " فرد عليه قائلا: عشان يعرفوا إننا بنستولي علي سيارتهم الخاصة بهم اللي أسرناها منهم " كان جسورا لا يخاف ولايرجع في قراراته التي أخذها مهما كانت الشخصية التي أمامه. كان لا ينام الليل ويفضل العمل الميداني عن المكتبي وفي الحرب عندما عبرت القوات إلي شرق القناة كان في المقدمة مع الجنود ويوم تكريمه في مجلس الشعب يوم لا أنساه ومازلت أردده علي أولادي حيث ذهب إلي المجلس شامخا وتم منحه وسام نجمة الشرف وعندما جاء حواره مع الرئيس السادات الذي كان بدون ترتيب شعرت بأنني أخدم مع أعظم جنرالات العالم "اللواء أحمد بدوي " وكنت فخورا وأتباهي وسط أهلي وقريتي بأبو كبير. كما أن يوم استشهاده 2 مارس 1981 لا أنساه كنت قبل ذلك اليوم في إجازة وتم استدعائي بناء علي طلبه، سافر المشير إلي سيدي براني بمطروح وتم المبيت بها قبل يوم الحادث، ويوم الحادث صباحاً استيقظ الساعة السابعة صباحا وطلب أن يتحدث إلي نجله " إيهاب "وتحدث معه قائلا " خلي بالك من والدتك وعمك يا إيهاب " ثم طلب شقيقه حسن وبعدها طلب تجهيز الفطار ولكنه أراد ان يتناوله مع ضباط وصف الضباط بالمنطقة الغربية العسكرية فأبلغت قائد المنطقة فرد قائلا " لم نكن نعلم في الحسبان أن الفريق بدوي سيتناول الإفطار مع ضباط المنطقة " بسيوة وتناول إفطاره مع الضباط وصف الضباط ثم تفقد بعض الوحدات وعقد لقاء بالمنطقة الغربية واستمع إلي طلبات الضباط حتي تدخل قائد المنطقة وطلب منهم الكف عن الطلبات فقال له المشير " سيبهم يطلبوا اللي هما عاوزينه " ثم توجه إلي الطائرة. وكان كل القادة قد أخذوا أماكنهم إلا اللواء حشمت جادو رئيس هيئة التدريب الذي تأخر لأنه كان يأخذ طلبات من بعض الضباط وكنت أجلس مكانه وكان المشير بدوي بجوار سكرتيره وأطقم الطائرة في وضع استعداد للطيران وعندما وصل اللواء حشمت طلب مني المشير النزول وأن ألحقه إلي القاهرة في سيارة اللواء حشمت وبعدها أقلعت الطائرة واصطدمت بعمود الإنارة فأصبحت مثل كرة من اللهب ووقتها كانت لم توجد وحدات إطفاء واستشهد الفريق أحمد بدوي، ومعه ثلاثة عشر من كبار قادة القوات المسلحة، الذين لقوا مصرعهم، وذلك بعد ظهر الاثنين الثاني من مارس سنة 1981والناجون من الحادث هم : طاقم الطائرة (أربعة ) وسكرتير وزير الدفاع ووصلت إلي القاهرة مساء مع الشهداء ونقلنا جثمان المشير بدوي إلي منزله حتي وقت خروج الجنازة من أمام مسجد الرئيس جمال عبدالناصر بكوبري القبة وتقدمها الرئيس السادات وكبار رجال الدولة وعقب اقترابنا من جامعة عين شمس خرج الطلبة يهتفون باسم الشهيد بدوي ورفاقه وأنهيت خدمتي العسكرية عقب استشهاد المشير بدوي والآن أعمل بالخارجية. اللواء عبد اللطيف مبروك ل"اخر ساعة": حرم العدو من المياه العذبة في ترعة الإسماعيلية اللواء ا.ح متقاعد عبد اللطيف مبروك رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة الأسبق رفيق العميد أ.ح أحمد بدوي قائد الفرقة السابعة مشاة ميكانيكي في حرب اكتوبر73، كان شاهدا علي العديد من الأحداث التي مر بها المشير بدوي من بداية الحرب حتي استشهاده والاستماع اليه يضيف الكثير بداية وصفه بالقدوة والمثل لجيل أكتوبر من الضباط المقاتلين وقد قضي علي قوات العدو خلف الفرقة السابعة وحرمهم من المياه العذبة في ترعة الإسماعيلية.. التقيته عام 1956وكان برتبة النقيب ومدرسا بالكلية الحربية واتخذته قدوة لتميزه بالخلق الرفيع والانضباط والمظهر المثالي وذكائه المعهود فضلا عن وسامته وأناقته . وبعد 16عاما من اللقاء الأول بالكلية الحربية.. وبالتحديد في أكتوبر 1972 كان لقائي الثاني به بالجيش الثالث الميداني .. وعلاقتنا عادت مباشرة للرابط الوثيق بين عمليات الفرقة وقائدها فضلا عن أن الفرقة السابعة كانت هي المجهود الرئيسي للجيش الثالث الميداني في مرحلة الدفاع والهجوم والعمليات ومنذ حضوره الفرقة بدأنا فورا فترة الإعداد للحرب التي أبلي فيها بشهادات الجنود قبل القيادات وكان المشير بدوي لا يجلس في مكتبه فطوال اليوم بين جنوده يحصر عدد المدافع ويتأكد من كفاءة القوات وقدرتها علي الدفاع والتصدي للعدو الإسرائيلي وقد استمرت عملية الإعداد للحرب بداية من أكتوبر1972 وحتي اغسطس 1973 وتم البدء في إرسال عناصر إلي سيناء لتصوير كل صغيرة وكبيرة بمواقع العدو ومصاطب دباباته مع تدريب الأفراد من القوات المسلحة علي الاقتحام والعبور في مناطق تشبه مسرح العمليات التي تقوم عليها المعركة المصيرية« ..وكان العميد بدوي لا يعرف الراحة والاسترخاء ولا يفرض مواقف تكتيكية مخططة علي القوات أثناء التدريب ولكن مواقف طارئة علي الطبيعة ويناقش القادة في كيفية الخروج منها ويضع بحكم خبرته الحلول لهم . .وكنا نصنع جانبين أحدهما يمثل قواتنا والآخر قوات العدو يفكر مثلما يفكرون ..وكان نتيجة ذلك أن القوات لم تفاجأ بأي رد فعل للقوات الإسرائيلية خلال هجومها عليها في سيناء أثناء وقت قيام الحرب ..ومع نهاية شهر سبتمبر وكان أحد الألوية الميكانيكية التابعة للفرقة قد انتهي من مشروع تدريبي .تصادف أنني كنت منوب العمليات في ذلك اليوم وجاءني تليفون من القيادة العامة للقوات المسلحة باستدعاء العميد بدوي ..وكان وقتها في إجازة سريعة فأبلغته بطريقة متفق عليها وعندما عاد العميد أخبرنا برفع درجة استعداد الفرقة ..وأن هناك عمليات ولكن لا نعرف متي ..وبدت الفرقة في ذلك الوقت كخلية نحل الكل يعمل انتظارا ليوم استرداد الكرامة..وكان العميد بدوي يتفقد جميع المواقع ويصل إلي مستوي الجندي في خندقه ليتأكد من صحة نيرانه ودقة إصابته في يوم 4 أكتوبر قبل يومين من الحرب صمم العميد بدوي علي أن تقوم إحدي كتائب الصواريخ المضادة للدبابات بتنفيذ رماية بالذخيرة الحية ..وحصلت الكتيبة علي تقدير امتياز ..وقد ظهرت كفاءتها فدمرت العديد من دبابات العدو بمهارة قائد شجاع وحدث ليلة 6/5 أكتوبر 73 أن تم استدعاء العميد بدوي لقيادة الجيش الثالث لحضور مؤتمر ومن القيادة اتصل بي وأمر بجمع قادة الألوية والكتائب لمؤتمر في الحادية عشرة مساء ولم يستغرق المؤتمر سوي 5 دقائق بشرنا فيه ببدء الهجوم علي قوات العدو في سيناء وأخذنا موقعنا استعدادا للهجوم وبالانتقال إلي مراكز العمليات والقيادة المتقدمة فورا.. وكان مركز القيادة الرئيسي يقع في منطقة مرتفعة تعلو الساتر الترابي للعدو شرق القناة. وفي الثانية من بعد ظهر السادس من أكتوبر عبرت المقاتلات علي ارتفاع منخفض لا يزيد علي 50 مترا بمحاذاة جبل عتاقة .. ثم انطلقت المدافع تسقط دانتها علي حصون العدو وانفجر البركان وسارع الجنود إلي القوارب للعبور ..وفوجئت بأن العميد بدوي يقف بجواري ومع الجنود في الصف الأول ..وصمم علي العبور مع الموجات الأولي .. وكانت سعادة بالغة للجنود أن يجدوا قائدهم معهم ..واتصل العميد بدوي بقائد وحدات المركبات البرمائية وطلب مركبتين حتي لا يجهد سائقي القوارب بعد تجديفهم لعبور 4 موجات من الجنود وكنا في سيناء في الثالثة عصرا بعد أقل من ساعة من بداية العبور للقناة وقمنا بحفر الحفر البرميلية. . وتلقي بلاغات القتال ونجاح الوحدات في مهاجمة قوات العدو وقتالها بشراسة وتدمير دباباتها وأسر جنودها .. وكان من المفترض الانتهاء من فتح الممر بالساتر الترابي في التاسعة مساء ولكن لطبيعة الارض "الطفلة" تم تأخير ذلك حتي الثانية من صباح 7 أكتوبر ..ثم تلقينا بلاغا من قادة أحد الألوية بتقدم كتيبة دبابات إسرائيلية في اتجاه قواتنا العابرة ..وبسرعة أصدر العميد بدوي أوامره بمعاقبة العدو بقيام 5 كتائب مدفعية بقصفة نيران مركزة علي كتيبة العدو لمدة 5 دقائق فدمرت معظم دباباته وتراجع الباقون من هول النيران..ولم تمض الليلة بسهولة فأرتال العدو تهاجم قوات الفرقة السابعة العابرة ..ويتم الاشتباك معها وإحداث خسائر شديدة بها كما تم إسقاط طائرة وأصدر العميد بدوي أوامره لتشجيع الجنود والضباط علي أقتناص العدو بان من يمسك بأسير من حقه الحصول علي سلاحه الشخصي. في يوم 13 أكتوبر كان المخطط تطوير الهجوم وهو ما قمنا به بالفعل ..ثم جاءت تعليمات قائد الجيش بأن التطوير سيكون في اليوم التالي ..وفي ذلك الوقت كان بجوارنا لواء مقاتل احتياطي القيادة العامة وكانت من مهامه الاستيلاء علي نقطة كبريت الحصينة ..وطلب العميد بدوي أن يكون اللواء تحت قيادته .. وكلف ضباط الغوص باختيار أفضل الأماكن لعبوره ونجحت إحدي كتائبه في الاستيلاء علي النقطة الحصينة كبريت ..ثم تم محاصرة أبطالها 134 يوما وللعميد بدوي موقف في صمودها وإفشال مخطط العدو في استردادها .. فقبل ذلك بأيام نجحت مجموعة من مجموعات استطلاع الفرقة خلف خطوط العدو بقيادة ملازم أول احتياط في الاستيلاء علي خريطة ضخمة للعدو الإسرائيلي حدد عليها الضربات المضادة .. وشاهدنا فيها أن موقع كبريت أحد الاتجاهات الإسرائيلية لعبور القناة والتقدم خلف قواتنا ومحاصرتها..وبعد أن تأكدنا من المعلومات أرسلنا الخريطة للقيادة العامة .. وبعد وقف إطلاق النار اتصل الفريق أحمد إسماعيل وزير الحربية بالعميد بدوي وطلب منه إخلاء القوات المحاصرة في كبريت عن طريق البوليس الدولي لأنها تعاني الجوع والعطش ونقص الذخيرة ..فطلب العميد بدوي فرصة لدراسة الأمر وهو يفكر في الخريطة التي حصلنا عليها .. بالإضافة إلي أن انسحاب القوات سيؤثر علي القوات الصامدة شرق القناة ..فجمع مجلس الحرب الذي كونه من ضباط الفرقة وطرح الأمر علينا واستمع للآراء أولا من الضباط الأصاغر حتي لا يتأثروا برأي الأكبر واستقر الرأي علي أن وجود القوات في كبريت هو بمثابة شوكة في ظهر العدو تمنعه من تنفيذ مخططه وأن علينا توفير مياه الشرب لهم بتقطير مياه القناة المالحة عن طريق التكثيف باستخدام مواسير العربات المدمرة وبقايا أخشاب السكة الحديدية ..واستخدام ألغام العدو في الحصول علي الأسماك من البحيرات.. بالإضافة الي إمدادهم بالاكل والذخائر فيما عرف بيننا برحلات الموت مستغلين فيها اتجاه التيار في القناة كما تم تعديل شكمان أحد اللنشات ليكون لأعلي حتي لا يصدر صوتا في المياه فيعرف العدو أننا نفعل ذلك بالإضافة إلي صدور أوامر بضرب العدو بالمدفعية إذا اعترض طريقنا.. كما أصدر العميد بدوي اوامره للفرقة بتقسيم تعيين الفرد علي ثلاثة حتي لا يشعر أبطالنا في كبريت بأن هناك اختلافا بينهم وبين باقي أفراد الفرقة السابعة وكان هو أول من التزم بذلك ..واتصل العميد بدوي بالفريق أحمد إسماعيل ليخبره بأنه لا داعي لسحب القوات لقيامنا بتوفير الطعام والذخيرة لهم.. وأن القوات في الموقع ترفض الانسحاب. مواقف المشير بدوي كثيرة تدل علي عبقرية وشجاعة منها في يوم 22 أكتوبر وصلت معلومات بأن العدو يحاول التواجد خلف الفرقة بالبر الغربي للقناة فكلفني العميد بدوي باستطلاع الغرب وبالفعل عرفت أن هناك عددا من مدرعات العدو متواجدة في مركز قيادة الفرقة ثم عدت للشرق واطمأنت علي قواتنا في كبريت ..وبعد أن عبرت الكوبري تم تدميره من طائرات العدو حتي أن اللواء مصطفي شاهين اضطر إلي السير من عتاقة حتي قيادة الجيش سيرا علي الأقدام.. وقدمت تقريري للعميد بدوي فجمع مجلس الحرب وقال إن قائد الجيش أخبره بوجود 7 دبابات إسرائيلية خلف الفرقة ..وأننا علي وشك وقف إطلاق النار وسيأتي البوليس الدولي فسيجد الدبابات السبعة للعدو وتحسب الأرض لصالحه .. وأنه سيرسل بقرار شخصي منه مجموعات اقتناص الدبابات لتدمير الدبابات الإسرائيلية حتي لا يجد البوليس الدولي لهم أي وجود ..وكلف المقدم عبدالوهاب الحريري قائد كتيبة اقتناص الدبابات بتنفيذ المهمة ..وقامت القوات بالعبور إلي غرب القناة سيرا فوق براميل خطوط الإمداد بالمياه والوقود في القناة وقامت بتدمير دبابات العدو وعاد أبطالنا البواسل محملين بالأسلحة والملابس الإسرائيلية.. وعندما علم العدو بذلك كثف طلعاته الجوية والتي وصلت لأكثر من 600 طلعة في أقل من 24 ساعة . استولينا علي خريطة للعدو عرفنا منها مواقع قواته ودمرناها وبعد 16عاما من اللقاء الأول بالكلية الحربية.. وبالتحديد في أكتوبر 1972 كان لقائي الثاني به بالجيش الثالث الميداني .. وعلاقتنا عادت مباشرة للرابط الوثيق بين عمليات الفرقة وقائدها فضلا عن أن الفرقة السابعة كانت هي المجهود الرئيسي للجيش الثالث الميداني في مرحلة الدفاع والهجوم والعمليات ومنذ حضوره الفرقة بدأنا فورا فترة الإعداد للحرب التي أبلي فيها بشهادات الجنود قبل القيادات وكان المشير بدوي لا يجلس في مكتبه فطوال اليوم بين جنوده يحصر عدد المدافع ويتأكد من كفاءة القوات وقدرتها علي الدفاع والتصدي للعدو الإسرائيلي وقد استمرت عملية الإعداد للحرب بداية من أكتوبر1972 وحتي اغسطس 1973 وتم البدء في إرسال عناصر إلي سيناء لتصوير كل صغيرة وكبيرة بمواقع العدو ومصاطب دباباته مع تدريب الأفراد من القوات المسلحة علي الاقتحام والعبور في مناطق تشبه مسرح العمليات التي تقوم عليها المعركة المصيرية« ..وكان العميد بدوي لا يعرف الراحة والاسترخاء ولا يفرض مواقف تكتيكية مخططة علي القوات أثناء التدريب ولكن مواقف طارئة علي الطبيعة ويناقش القادة في كيفية الخروج منها ويضع بحكم خبرته الحلول لهم . .وكنا نصنع جانبين أحدهما يمثل قواتنا والآخر قوات العدو يفكر مثلما يفكرون ..وكان نتيجة ذلك أن القوات لم تفاجأ بأي رد فعل للقوات الإسرائيلية خلال هجومها عليها في سيناء أثناء وقت قيام الحرب ..ومع نهاية شهر سبتمبر وكان أحد الألوية الميكانيكية التابعة للفرقة قد انتهي من مشروع تدريبي .تصادف أنني كنت منوب العمليات في ذلك اليوم وجاءني تليفون من القيادة العامة للقوات المسلحة باستدعاء العميد بدوي ..وكان وقتها في إجازة سريعة فأبلغته بطريقة متفق عليها وعندما عاد العميد أخبرنا برفع درجة استعداد الفرقة ..وأن هناك عمليات ولكن لا نعرف متي ..وبدت الفرقة في ذلك الوقت كخلية نحل الكل يعمل انتظارا ليوم استرداد الكرامة..وكان العميد بدوي يتفقد جميع المواقع ويصل إلي مستوي الجندي في خندقه ليتأكد من صحة نيرانه ودقة إصابته في يوم 4 أكتوبر قبل يومين من الحرب صمم العميد بدوي علي أن تقوم إحدي كتائب الصواريخ المضادة للدبابات بتنفيذ رماية بالذخيرة الحية ..وحصلت الكتيبة علي تقدير امتياز ..وقد ظهرت كفاءتها فدمرت العديد من دبابات العدو بمهارة قائد شجاع وحدث ليلة 6/5 أكتوبر 73 أن تم استدعاء العميد بدوي لقيادة الجيش الثالث لحضور مؤتمر ومن القيادة اتصل بي وأمر بجمع قادة الألوية والكتائب لمؤتمر في الحادية عشرة مساء ولم يستغرق المؤتمر سوي 5 دقائق بشرنا فيه ببدء الهجوم علي قوات العدو في سيناء وأخذنا موقعنا استعدادا للهجوم وبالانتقال إلي مراكز العمليات والقيادة المتقدمة فورا.. وكان مركز القيادة الرئيسي يقع في منطقة مرتفعة تعلو الساتر الترابي للعدو شرق القناة. وفي الثانية من بعد ظهر السادس من أكتوبر عبرت المقاتلات علي ارتفاع منخفض لا يزيد علي 50 مترا بمحاذاة جبل عتاقة .. ثم انطلقت المدافع تسقط دانتها علي حصون العدو وانفجر البركان وسارع الجنود إلي القوارب للعبور ..وفوجئت بأن العميد بدوي يقف بجواري ومع الجنود في الصف الأول ..وصمم علي العبور مع الموجات الأولي .. وكانت سعادة بالغة للجنود أن يجدوا قائدهم معهم ..واتصل العميد بدوي بقائد وحدات المركبات البرمائية وطلب مركبتين حتي لا يجهد سائقي القوارب بعد تجديفهم لعبور 4 موجات من الجنود وكنا في سيناء في الثالثة عصرا بعد أقل من ساعة من بداية العبور للقناة وقمنا بحفر الحفر البرميلية. . وتلقي بلاغات القتال ونجاح الوحدات في مهاجمة قوات العدو وقتالها بشراسة وتدمير دباباتها وأسر جنودها .. وكان من المفترض الانتهاء من فتح الممر بالساتر الترابي في التاسعة مساء ولكن لطبيعة الارض "الطفلة" تم تأخير ذلك حتي الثانية من صباح 7 أكتوبر ..ثم تلقينا بلاغا من قادة أحد الألوية بتقدم كتيبة دبابات إسرائيلية في اتجاه قواتنا العابرة ..وبسرعة أصدر العميد بدوي أوامره بمعاقبة العدو بقيام 5 كتائب مدفعية بقصفة نيران مركزة علي كتيبة العدو لمدة 5 دقائق فدمرت معظم دباباته وتراجع الباقون من هول النيران..ولم تمض الليلة بسهولة فأرتال العدو تهاجم قوات الفرقة السابعة العابرة ..ويتم الاشتباك معها وإحداث خسائر شديدة بها كما تم إسقاط طائرة وأصدر العميد بدوي أوامره لتشجيع الجنود والضباط علي أقتناص العدو بان من يمسك بأسير من حقه الحصول علي سلاحه الشخصي. في يوم 13 أكتوبر كان المخطط تطوير الهجوم وهو ما قمنا به بالفعل ..ثم جاءت تعليمات قائد الجيش بأن التطوير سيكون في اليوم التالي ..وفي ذلك الوقت كان بجوارنا لواء مقاتل احتياطي القيادة العامة وكانت من مهامه الاستيلاء علي نقطة كبريت الحصينة ..وطلب العميد بدوي أن يكون اللواء تحت قيادته .. وكلف ضباط الغوص باختيار أفضل الأماكن لعبوره ونجحت إحدي كتائبه في الاستيلاء علي النقطة الحصينة كبريت ..ثم تم محاصرة أبطالها 134 يوما وللعميد بدوي موقف في صمودها وإفشال مخطط العدو في استردادها .. فقبل ذلك بأيام نجحت مجموعة من مجموعات استطلاع الفرقة خلف خطوط العدو بقيادة ملازم أول احتياط في الاستيلاء علي خريطة ضخمة للعدو الإسرائيلي حدد عليها الضربات المضادة .. وشاهدنا فيها أن موقع كبريت أحد الاتجاهات الإسرائيلية لعبور القناة والتقدم خلف قواتنا ومحاصرتها..وبعد أن تأكدنا من المعلومات أرسلنا الخريطة للقيادة العامة .. وبعد وقف إطلاق النار اتصل الفريق أحمد إسماعيل وزير الحربية بالعميد بدوي وطلب منه إخلاء القوات المحاصرة في كبريت عن طريق البوليس الدولي لأنها تعاني الجوع والعطش ونقص الذخيرة ..فطلب العميد بدوي فرصة لدراسة الأمر وهو يفكر في الخريطة التي حصلنا عليها .. بالإضافة إلي أن انسحاب القوات سيؤثر علي القوات الصامدة شرق القناة ..فجمع مجلس الحرب الذي كونه من ضباط الفرقة وطرح الأمر علينا واستمع للآراء أولا من الضباط الأصاغر حتي لا يتأثروا برأي الأكبر واستقر الرأي علي أن وجود القوات في كبريت هو بمثابة شوكة في ظهر العدو تمنعه من تنفيذ مخططه وأن علينا توفير مياه الشرب لهم بتقطير مياه القناة المالحة عن طريق التكثيف باستخدام مواسير العربات المدمرة وبقايا أخشاب السكة الحديدية ..واستخدام ألغام العدو في الحصول علي الأسماك من البحيرات.. بالإضافة الي إمدادهم بالاكل والذخائر فيما عرف بيننا برحلات الموت مستغلين فيها اتجاه التيار في القناة كما تم تعديل شكمان أحد اللنشات ليكون لأعلي حتي لا يصدر صوتا في المياه فيعرف العدو أننا نفعل ذلك بالإضافة إلي صدور أوامر بضرب العدو بالمدفعية إذا اعترض طريقنا.. كما أصدر العميد بدوي اوامره للفرقة بتقسيم تعيين الفرد علي ثلاثة حتي لا يشعر أبطالنا في كبريت بأن هناك اختلافا بينهم وبين باقي أفراد الفرقة السابعة وكان هو أول من التزم بذلك ..واتصل العميد بدوي بالفريق أحمد إسماعيل ليخبره بأنه لا داعي لسحب القوات لقيامنا بتوفير الطعام والذخيرة لهم.. وأن القوات في الموقع ترفض الانسحاب. مواقف المشير بدوي كثيرة تدل علي عبقرية وشجاعة منها في يوم 22 أكتوبر وصلت معلومات بأن العدو يحاول التواجد خلف الفرقة بالبر الغربي للقناة فكلفني العميد بدوي باستطلاع الغرب وبالفعل عرفت أن هناك عددا من مدرعات العدو متواجدة في مركز قيادة الفرقة ثم عدت للشرق واطمأنت علي قواتنا في كبريت ..وبعد أن عبرت الكوبري تم تدميره من طائرات العدو حتي أن اللواء مصطفي شاهين اضطر إلي السير من عتاقة حتي قيادة الجيش سيرا علي الأقدام.. وقدمت تقريري للعميد بدوي فجمع مجلس الحرب وقال إن قائد الجيش أخبره بوجود 7 دبابات إسرائيلية خلف الفرقة ..وأننا علي وشك وقف إطلاق النار وسيأتي البوليس الدولي فسيجد الدبابات السبعة للعدو وتحسب الأرض لصالحه .. وأنه سيرسل بقرار شخصي منه مجموعات اقتناص الدبابات لتدمير الدبابات الإسرائيلية حتي لا يجد البوليس الدولي لهم أي وجود ..وكلف المقدم عبدالوهاب الحريري قائد كتيبة اقتناص الدبابات بتنفيذ المهمة ..وقامت القوات بالعبور إلي غرب القناة سيرا فوق براميل خطوط الإمداد بالمياه والوقود في القناة وقامت بتدمير دبابات العدو وعاد أبطالنا البواسل محملين بالأسلحة والملابس الإسرائيلية.. وعندما علم العدو بذلك كثف طلعاته الجوية والتي وصلت لأكثر من 600 طلعة في أقل من 24 ساعة .