«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسرار المراسل الحربي على خط النار
نشر في محيط يوم 08 - 07 - 2014

المراسل الصحفى الحربى على خط النار هو الجندى المجهول الذى يسطر بحروف من نور البطولات والأمجاد التى قام بها الجنود فى المعارك والحروب، وقد لمعت العديد من اسماء المراسلين الحربيين خلال حرب أكتوبر، حيث لعبوا دورا بارزا فى تقوية الروح المعنوية للجنود فضلا عن حالة الزعزعة التى تخللت صفوف العدو الاسرائيلى بفضل نجاحهم الباهر فى رسم صورة حية لكل ما يجرى على ارض المعركة وعن الخسائر الفادحة التى تكبدها العدو والتى كشفت عن زيف مقولة رئيسة الوزراء جولد مائير عن الجيش الاسرائيلى بأنه الجيش الذى لا يقهر.
حمدي الكنيسى
هو رئيس الإذاعة الأسبق وكان أحد أبرز المراسلين الحربيين اثناء حرب اكتوبر ومن أشهر البرامج التي عرف بها برنامج صوت المعركة، وبرنامج يوميات مراسل حربى تلك البرامج التى ذاع صيتها حتى وصل الى اسرائيل ذاتها، ويحكى الكنيسى عن ذكرياته اثناء الحرب قائلا: « كدت أفقد حياتى أثناء عبورى للقناة لولا شجاعة أحد أبطال الصاعقة الذى دفعنى داخل المياه ليبعدنى عن حقل ألغام زرعه».
وسرد الكنيسى بعض الأسرار عن شجاعة وبسالة الجنود المصريين بكافة تخصصاتهم، حتى المشاة منهم مؤكدا أنهم حققوا انتصارات قوية بإسقاط الدبابات بسلاح النبالم المحمول على الأكتاف وسيرا على الأقدام، وذكر أن محمد المصرى دمر27 دبابة، كما دمر عبد العاطى 23 دبابة، وأضاف أن هناك عددا من الأبطال المسكوت عنهم والذين لم يأخذوا حقهم مثل فريق أركان حرب سعد الشاذلى.
وعن شعور الجنود عقب العبور قال: «رأيت أناس قبلوا أرض سيناء بمجرد عبورهم القناة، وأذكر أنه في أول يوم السابع من أكتوبر وأثناء عبورنا قال ضابط بالشئون المعنوية الذي كان متواجد وقتها «يا جماعة من الأفضل أن لا تعبروا الآن لأن إسرائيل في حالة جنون والمدفعية لا تهدأ على القناة وعلى الكباري التي قامت بإنشائها هيئة المهندسين القوات المسلحة المصرية»، والتي عبرت من خلالها الدبابات والمعدات المصرية، ولكن بعد فترة وجدنا أن الموضوع طال فاتفقت مع أحد المراسلين أصدقائي أن نتحرك نحن ولا يوجد داع لأن نعبر من خلال الكباري ولكن يمكننا العبور من خلال قارب مطاطي وبدأنا ننزل ونزل معنا أحد الجنود و غامرنا في مانع مياه السويس، وأنا وقتها شعرت بالخطر لأن دانات المدفعية كانت حولنا من كل مكان.
وأكمل: «لكن الهدف الأكبر غلب على مشاعر الخوف فالوصول للبر الشرقى وعبور الساتر الترابي كان هدفنا من أجل تغطية الحرب الحقيقية وبالفعل دخلنا وكان معي جهاز الإذاعة، ووصلنا إلى أحد النقاط الحصينة التي سيطر عليها جنودنا وطهروها وبدأت في عمل التسجيلات أخيرا وهذه اللحظة من اللحظات التي لا يمكن أن أنساها».
وعن أول تقرير قام باذاعته عن الحرب قال: «للأسف لم تكن معى كاميرا ولكنى نقلت الصورة الموجودة للمستمعين من خلال قراءة كتابات الجنود على الصخور، إذا حضرت الملائكة ذهبت الشياطين وانتهى الشوط الأول لمصر 2-0، و هذا يدل على خفة دم الشعب المصري في أصعب المواقف، ويدل أيضا على أخذهم الأمور بأعصاب هادئة وبمنتهى الشجاعة».
ولفت إلى أنه احتفظ بتذكار خاص بالحرب لا يزال معه حتى اليوم قائلا: «أنا عندي جزء من "كم بدلة" طيار إسرائيلي يحمل الجنسية الأمريكية من الجيش الجوي الأمريكي الذي شارك في الحرب وأذكر أن دفاعنا الجوى أسقط طائرة فجريت أنا وأحد المراسلين أصدقائي ومسكنا أحد الطيارين وعلمنا أن جنسيته أمريكية وكان أيضا من علماء أبحاث الفضاء وكان قمة اللياقة البدنية والذهنية، واكتشفنا في بدلته بعض الأزرار التي تعطي إشارات للهليكوبتر تعلمهم أين هو، وبالطيع أخذ نصيبه منا وأخذت جزء من البدلة كتذكار وإسورة يده وأعطيتها هدية ل "بابا شارو"، وكانت هذه الواقعة مثار فخر للعاملين فى قطاع الإذاعة والتليفزيون".
وأشار الكنيسي إلي ان السادات كرمه وطلب مقابلته مقدرا جهوده التي قدمها كمراسل حرب يحارب من خلال أدواته، وأشار إلي أن البرامج لعبت دوراً مهماً في رفع الروح المعنويه للجنود، إضافة إلي خلق حاله من الالتفاف والتواصل بين الجبهه والشعب مما اعطي شعوراً بان الكل يحارب، واوضح الكنيسي ان البرنامج ساهم في توتر اسرائيل لما كان يقدمه من اقوال علي لسان القاده الاسرائليين حيث اهتمامهم بالإذاعة المصرية ومايدور في مصر. وذكر أن المخابرات المصرية قد أبلغته أن إسرائيل قد شكلت لجنة لبحث أسباب إنتشار البرنامج المصري المعادي "صوت المعركة" بين الإسرائيليين الذين يعرفون اللغة العربية.
وأجرى الكنيسى مقارنة بين فريق العقول المصرية، والعقول الإسرائيلية، موضحا أن الفريق المصري نجح في التخطيط لهذه الحرب من كل جوانبها وأنه لم يغفل أي شيء خاصة فيما يتعلق بعملية الخداع والتضليل للعدو والذي أبتلع الطعم المصري كاملاً ولم يفهم النوايا، وتصوره أن كل ما يقوم به الجيش من تحركات عسكرية تحت بصره هي مجرد مشروع تدريبي، مضيفاً: «إن كراسة الفريق "الجمسي" التي ضمت خطة الخداع والتضليل للعدو تعد مثلاً رائعاً لانتصار فريق العقول المصرية».
وعن رأيه في شخصية الرئيس السادات أكد دوره الحاسم فى المعركة قائلا: «لقد أعطي الرجل انطباعاً لإسرائيل والغرب بأنه لا يملك الجرأة علي إتخاذ قرار الحرب، بل إنه قد تم تسريب إحدي الصور الخاصة به وهو يرتدي المايوه علي شاطئ البحر وبجواره كلب يداعبه مما أعطي انطباعاً للعدو بأنه يريد أن يمارس حياته كالملوك ولا يشغله التفكير في القيام بحرب لتحرير الأرض والكرامة العربية وبذلك لعب السادات شخصياً دوراً أساسياً في خطة الخداع والتضليل كما أنه تحمل الكثير من الانتقادات التي توجه له في الداخل بأنه ليس الزعيم الذي يتخذ قرار الحرب».
وتابع: «بالنسبة لقرار طرد الخبراء الروس من مصر فقد أوضح أنه كان من أخطر القرارات التي اتخذها الرئيس السادات قبل حرب أكتوبر الا أنه يرى أنه كان قراراً صائباً %100 لأنه لو كان الخبراء الروس ما زالوا في مصر أثناء الحرب لنسب إليهم الفضل في الانتصار، كما أن وجودهم في المواقع القيادية كان من الممكن أن يربك حسابات القيادات العسكرية المصرية، بل لقد ظهر فيما بعد أن من بين الخبراء الروس من كانوا يهوداً ويدينون بالولاء لإسرائيل». وتطرق للحديث عن التغرة قائلا: «كشاهد عيان أؤكد أن الثغرة ما هي الا عملية تليفزيونية بحتة وأن الجنود الإسرائيلين كانوا في حالة رعب تماماً حتي بدا أنهم هم الذين يتعرضون للحصار»، وذكر أن العميد "عادل سوكة" وكان القائد الذي تم تكليفه بإعداد قوة لتصفية الثغرة قد أبلغ القيادة العسكرية، والسياسية بأنه أصبح مستعدا تماماً للقضاء علي تلك "الثغرة" نهائيا ولكن "كسينجر" وزير الخارجية الأمريكي حينها كان قد أبلغ الرئيس "السادات" بأن الأمريكان لن تسمح للجيش المصري بتصفية الثغرة نهائياً وذلك بعدما علم وتأكد من ضعف موقف الجنود الإسرائيليين في الثغرة، ومن قوة الاستعداد للقوات المصرية للقضاء علي الثغرة.
جمال الغيطانى
الكاتب جمال الغيطانى هو المراسل الصحفى الحربى لمؤسسة اخبار اليوم اثناء حرب اكتوبر، وقد أكد أن ذكرى أكتوبر وأمجادها ستظل خالدة الى الابد خاصة وأنها كانت وسط أجواء الصيام، ورفض الجنود الإفطار بناء على أوامر القيادة لدرجة انهم كانوا يظلوا لآخر الليل لا يتذوقون أى طعام وبرغم ذلك لم يشعروا بالجوع أو العطش.
وشدد الغيطانى على أن الفريق الشاذلى كان هوالقائد والمخطط العسكرى الحقيقى لحرب أكتوبر، مؤكدا أن الخلاف الذى نشب بينه وبين السادات فى الحرب كان السبب وراءه هو عبقرية الفريق الشاذلي.
وأضاف أن الفريق الشاذلى كان معنيا بالإنسان، حيث كان يركز على العلاقة بين القائد والجندى، واستطاع أن يلغى المسافة بينهما، بالإضافة إلى أنه كان ملما بالثقافة المصرية، وكذلك قام بوضع عدد من الكتيبات لجنوده ليتعلموا منها وتكون دليلا لهم فى صعوبة الحياة العسكرية.
وتحدث الغيطانى عن الدور البارز الذى لعبه الطيارون المصريون بداية من يونيو 1967 وحرب الاستنزاف وحتى العبور وانتصار القوات المسلحة المصرية فى 1973، موضحا أن ظهور الطيار المصرى كان له دور مهم فى رفع الروح المعنوية لدى المصريين وخاصة فى حالة عبوره ناحية الشرق أثناء حرب الاستنزاف.
مشيرا إلى أنه رغم عدم كفاية الاستعدادات قبل خوض الحرب ورغم التدريبات الشاقة فقد نجحت قوات الدفاع الجوي في إسقاط طائرة استطلاع متقدمة بمقاييس الوقت، كان اسمها «ستراتو كورز» وكان إسقاطها صعباً لما تحمله من إمكانيات متقدمة، موضحا أنه كان موجوداً بقاعدة أبو صوير عندما تم إسقاطها واعتبر هذه اللحظة محطة فارقة في تاريخ الحرب، ولفت الى موقف اخرعندما تم تضليل صاروخ مضاد لقواعد الصواريخ الموجودة بين القوات المصرية وكان اسمه «سترايك» وتم إطلاقه لرصد الإشارات المنبعثة من قواعد الصواريخ المصرية ويحفظها، هكذا يظل متجهاً إليها حتي إذا التزمت القواعد بالصمت الراداري.
إلا أنه يرى من ناحية أخرى أن اختزال الحرب في الضربة الجوية أضر بسلاح الطيران الذي كان مستهدفًا من إسرائيل، مشيرًا إلى أن الشعب كله شارك في الحرب.
وفى سياق اخر تحدث عن حصار منطقة «كبريت» والتي أظهرت بسالة وجدية المقاتل المصري أثناء حرب أكتوبر، وظهر ذلك في صمودهم أمام الحصار والذي كان أطول حصار خلال الحرب، حيث استمر 134 يومًا مات خلالها الناس جوعًا، ورغم ذلك لم يسقط علم مصر عنها، كما ذكر أن أحد الجنود ظل على جبل عتاقة طوال هذه الفترة، وكان يتغذى على ورق الشجر.
عبده مباشر
هو كاتب وصحفي من أبطال حرب أكتوبر وكان من الأصدقاء المقربين للزعيم الراحل أنور السادات، ومن أحد المواقف الطريفة التى يحكيها مباشر أنه عندما كان السادات لا يرغب في الإعلان عن قرار الحرب حتى يجعله سريًا ومفاجئًا، كانت فى تلك الاثناء هناك مظاهرة متجهة لمنزل الرئيس السادات تضم مئات المتظاهرين الغاضبين، وكان عبده مباشر مشاركاً في تلك المسيرة وعلم أن المسيرة ستتجه إلى فيللا السادات، فأخبر أسرته حتى يتمكنوا من مغادرة الفيللا، وقام مباشر بقيادة المسيرة بنفسه، الا أنه قادها لمكان آخر بعيد تمامًا عن منزل السادات في حركة تمويه يبدو أنه تعلمها من تجاربه في ساحات المعارك.
ويرى مباشر أن قرار الحرب هو أصعب قرار اتخذه الرئيس السادات والذى كان يلقبه ب "رجل الأقدار" حيث أنه الذى الحرب وتحمل مسئولية القرارلايمانه بقواته المسلحة وبعظمة رجالها الأشداء.
وأعتبر انتصار أكتوبر هو الابن الشرعى لقرار الرئيس السادات مبررا ذلك بأنه دخل الحرب بدون قوة عظمى تقف بجواره، وأًضاف قائلا: «مخطئ من يظن أن روسيا كانت حليفاً استراتيجياً فى حرب أكتوبر، لأنها لم تنس أن الرئيس السادات طرد الخبراء السوفييت، ولم تنس أيضاً خطوط الاتصالات السرية بين السادات وهنرى كيسنجر قبل الحرب»، وأستطرد: «كانت روسيا تدرك أن السادات سيعطيها ظهره، أو بالعربى «سيبيعها» على عكس بعض الرؤساء العرب الذين يبحثون عن مصالحهم بصرف النظر عن مصلحة شعوبهم».
ودلل الكاتب الصحفى على أن روسيا لم تكن حليفاً استراتيجياً بموقف بسيط وهو أن القوات المسلحة احتاجت أيام الحرب إطارات كاوتش «عجلات» للمقاتلات القاذفة، لتآكل الإطارات لكثرة الطلعات، لكن القيادة العسكرية الروسية رفضت بشكل دبلوماسى فأرسلت لنا أحذية كاوتش رجالى، كلها «شمال»، بدلاً من إرسالها إطارات المقاتلات القاذفة.
وأجرى الكاتب مفارقة بين قرارات الرئيس عبد الناصر والرئيس السادات، موضحا أن هزيمة 67 ترجع إلى انسياق الرئيس عبد الناصر وراء مجلس السوفييت الأعلى والمخابرات الروسية عندما أدعوا على غير الحقيقة وجود حشود عسكرية إسرائيلية مع سوريا، وذلك لجر عبد الناصر والجيش المصرى لحرب مع إسرائيل، ومن ثم أمر بحشد القوات فى سيناء، وإغلاق خليج العقبة فى وجه الملاحة الإسرائيلية، وطلب سحب قوات الأمم المتحدة على الحدود مما يعنى فتح الطريق أمام القوات المسلحة المصرية لتهاجم إسرائيل، مع أن مصر لم تكن مستعدة للهجوم، وكان كل ما لديها هو الخطة «قاهر» للدفاع عن أراضيها.
أما الرئيس السادات فقد أصدر فى 16 أكتوبر عام 1970 - أى فور توليه المسئولية مباشرة - قراراً للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بالتخطيط لعبور قناة السويس واقتحام خط بارليف، وتحرير أرض سيناء أو جزء منها بالقوة فى ضوء الإمكانات المتاحة.
وعن بداية انضمامه كمراسل حربى للجيش اشار الى أن هذا الامر تم وقت حرب الاستنزاف حينما التحق بالجنود على الجبهة وانضم للمجموعة 39 قتال بقيادة البطل الشهيد إبراهيم الرفاعى كفدائى عمليات خلف خطوط العدو.
وفيما يتعلق بذكرياته فى حرب أكتوبر يقول: «فى يوم 6 أكتوبر كنت فى الأهرام، ولم أكن على الجبهة كما كنت أيام حرب الاستنزاف وسبب عدم وجودى أن وزير الدفاع المشير أحمد إسماعيل كان قد أصدر قرارًا بمنع الصحفيين والإعلاميين من العبور فى الموجات الأولى خوفًا على حياتهم إلا أنه بعد العبور ، وبعد اقتحام خط بارليف فى 6 ساعات وسيطرة الجيش على طول خط القناة تمت الموافقة الشفهية لبعض الصحفيين والإعلاميين».
ومن المواقف العصيبة، التى رآها الفدائى عبده مباشرأنه أثناء وجوده مع الفريق فؤاد عزيز غالى قائد الغرفة 18 مشاه بالجيش الثانى الميدانى حدث هجوم مدرع على مركز العمليات الذى يدير منه المعركة فى موقع متقدم، وكان عبارة عن ثلاث دبابات إسرائيلية وبحركة غير إرادية، وحتى دون أخذ الأوامر تحرك جنديان أحدهما «لف» لغماً على صدره، ونام تحت الدبابة الإسرائيلية، فانفجرت بمن فيها، وقدم روحه فداءً للوطن.
والثاني جلس في وضع قتالي، وأصاب الدبابة الثانية فتوقفت، إلا أن قذيفة أحد الجنود الإسرائيلية أردته قتيلاً، قبل أن يلاحقه جندى مصرى لقتله، أما الدبابة الثالثة فولت هاربة إلى أن تعقبها مقاتل مصرى وأصابها من الخلف، ثم ألقى عليها قنبلة فاحترقت بمن فيها.
ويحكى موقف آخر عصيب مر به وهو أنع عندما وصل لقطاع الفرقة 16 في منطقة بين الجيش الثاني والثالث، وهي منطقة واسعة ومفروشة بالألغام، وكان وقتها يمارس عمله كمراسل حربى فوجئ بلواء إسرائيلي يضغط على القوات وتم حصارهم جميعا وقتها حيث بدأت القوات الإسرائيلية هجوماً مضاداً من هذه المنطقة، ووقتها تخلى مباشر عن عمله كمراسل حربي، وأمسك بالسلاح وحارب مع القوات.
وأضاف أنه وقتها كان أمامه أن يحصل على سلاح جندي شهيد على الأرض، وهو عبارة عن بندقية روسي، وأمامي أيضا رشاش إسرائيلي مقتول، ولكنه أخذ السلاح المصري من الشهيد، وبدأ الاشتباك، وبعدها تحرك مع مجموعة الإخلاء عندما كان هناك إخلاء للجرحى، وأكمل مهمته كمراسل حربي حتى وقف إطلاق النار.
ويحكى مباشر أنه فى عام 77 كلفه الرئيس السادات بمرافقة عيزرا وايزمان الرئيس الإسرائيلى فيما بعد فى رحلة سياحية بالإسكندرية وقلت له: «ما هي مفاجأة حربي 67 و73 فقال عنصر المفاجأة كان المقاتل المصرى ففى الحرب الأولى رأينا جندياً تقليدياً لا يعبأ كثيراً بالسلاح الذى يملكه فيما كان المقاتل المصرى فى 73 أشبه بمعجزة القرن، وأننا لأول مرة كقادة إسرائيليين نرى جنوداً مصريين يواجهون مدرعة ومجنزرة بصاروخ محمول على الكتف، ورأينا جنديًا آخر يسقط طائرة بصاروخ سام 6 وسام 7 يا عزيزى والكلام على لسان الجنرال الإسرائيلى للأستاذ عبده مباشر إن الجندى المصرى فى 73 لم يكن من فصيلة البشر».
صلاح قبضايا
لفت الكاتب الصحفى الراحل صلاح قبضايا الى أن بداية علاقته كمراسل صحفى بالعسكرية جاءت من كتاباته عن صمود مدينته الباسلة بورسعيد والتى من خلالها تم اختياره كمراسل عسكرى لجريدة الأخبار، ولفت إلى أن عظمة حرب اكتوبر تتجلى فى انها ابرزت مدى صمود المقاتل المصرى وقدرته على صناعة المستحيل عند احساسه بالمهانة والظلم، مؤكدا أن الإنسان وراء السلاح، وقبل السلاح، وأهم من السلاح.
وأوضح أن إرادة الإنسان المصرى تغلبت على كل المعوقات والصعوبات التى واجهته وأهمها أن الأسلحة التى كان يمتلكها الجيش المصرى لم تكن على نفس القدرة والكفاءة مقارنة بما يملكه العدو من سلاح، بالإضافة إلى عبور ثانى أكبر مانع مائى فى العالم بعد قناة بنما، وهى قناة السويس، فضلا عن اقتحام حاجز ترابى يزيد ارتفاعه فى بعض المواقع على 20 متراً، وبه أكثر من 22 موقعاً حصيناً أطلقوا عليه خط بارليف نسبة إلى رئيس الأركان الإسرائيلي في 67.
وقال: «أدعوا أنه لم يتم تدميره إلا إذا امتلكت مصر قنبلة ذرية بالإضافة إلى عشرات الدشم وخطوط الألغام، والأسلاك الشائكة، وأنابيب النابالم والتي كان في مقدورها حرق أكثر من 30 ألف جندي مصري في طلعات العبور الأولى، كل هذا تغلبت عليه القوات المسلحة المصرية بفضل الإرادة والتخطيط والتنفيذ. وفى سياق حديث حول الضابط الذي ابتكر خراطيم المياه لفتح السواتر الترابية في خط بارليف الحصين، ذكر أنه الضابط عبد الباقي، والذي كان منتدباً للعمل في توربينات السد العالي، وأكد أنه يمكن فتح ثغرات بواسطة طلمبات أو ماكينات ضخ للمياه، وقد نجح هذا الضابط المهندس في أن تعمل تلك الطلمبات بالمازوت بدلاً من الكهرباء بالإضافة إلى رفعها عن الأرض باستخدام قواعد عائمة.
وتحدث قبضايا خلال كتابه «مشاهد الضربة الجوية» وتناول المشهد الأول الاجتماع الثلاثي الذي جمع الرئيس أنور السادات واللواء طيار حسني مبارك قائد القوات الجوية، ‬واللواء محمد علي فهمي قائد قوات الدفاع الجوي علي طائرة الرئاسة كما يتناول الاجتماع السري الذي جمع بين مبارك والسادات في ميت أبوالكوم‮، لسؤاله حول مدى جهازيه قوات الدفاع الجوى لخوض الحرب والذي أجاب مبارك عليه وقتها بأن القوات على أتم الاستعداد لخوض الحرب. ‬كما تحدث عما قام به العقيد طيار حسني مبارك من تخريج ‮6 ‬دفعات من الطيارين في ‮91 ‬شهرا عندما تولي منصب مدير الكلية الجوية في فترة مؤثرة بعد ما حدث في يونية ‮76، وتناول عملية العبور، ‬وما يتضمنه البر الشرقي لقناة السويس من معوقات في مقدمتها الساتر الترابي وتحصينات خط بارليف، ‬وكيف خالف قائد القوات الجوية كل المعارضين للعمليات الهجومية‮.
وتحدث عن كيفية تكليف مجموعات الخداع الاستراتيجي بوضع خطط التعمية والخداع بحيث يرسخ لدي العدو استحالة تفكير مصر في الحل العسكري‮.
حمدي لطفي
يعتبر المرحوم حمدي لطفي المراسل العسكري لدار الهلال، والذي كان يوصف بأنه عميد الصحفيين المصريين المتخصصين في الشؤون العسكرية، وتحدث عن الدور البارز الذي قامت به الدبابات المصرية في حرب أكتوبر علي المستوي التكتيكي العسكري، الأمر الذي دفع بعض المعلقين العسكريين في أنحاء العالم لدراسة وتحليل نتائج حرب أكتوبر إلى القول: «بأن جندي المدفعية المصرية قد قضي نهائياً علي الدبابة في هذه الحرب، وأكد أن دور الدبابات سيتواري كثيراً في المعارك القادمة.
كما ذكر أن قائداً عسكرياً أمريكياً كان في زيارة للقوات المسلحة المصرية قال: «إن المصريين هم الذين اخترعوا أول مركبة قتال في عهد رمسيس الثاني، وهم الذين أنهوا دورها في القرن العشرين»، وأوضح أن رد الفريق أول محمد الجمسي وكان وقتها يشغل رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية أن الدبابات ستظل بتأثيرها القوي في المعارك القادمة من حيث قوة نيرانها وخفة حركتها، كما ستظل الدبابة هي القوة الضاربة للقوات البرية في أي مكان بالعالم، غير أنه بالضرورة سيدخل علي أنواع الدبابات وتسليحها تطور كبير فرضته نتائج حرب أكتوبر 73 ومقاتل المشاة العملاق حامل المدفع الصغير المضاد للدروع.
وقد تطرق للحديث حول تفاصيل قتال وحدة مدرعة صغيرة من وحدات الدبابات المصرية والتي التقى بمقاتليها مع بداية عام 1976، وذكر لطفي أن هؤلاء الرجال هم أبناء المقاتل البطل تحسين شنن والمقاتل عبد الرحيم وهم من مقاتلي الدبابات الذين تم دفعهم إلي الضفة الشرقية مع بداية الحرب للقيام بمهمة تطوير القتال علي المحور الشمالي في سيناء ولقد واجهت هذه الوحدة قوة لواء إسرائيلي مدرع، وبدأ الاشتباك ولم تكن المسافة بين الدبابات المصرية والإسرائيلية تزيد عن 3 كيلو مترات، 36 دبابة إسرائيلية في المقدمة وأمامها 7 دبابات مصرية.
وفي اللحظة الأولي للقتال دمر المصريون دبابتين للعدو الذي تراجع سريعاً في محاولة للالتفاف حول الدبابات المصرية، وقهرت 4 أبراج دبابات عدوة، واستطاع المقاتلون المصريون تدمير دبابتين جديدتين، وعلي الفور أسرع جنود المشاة بالتقدم نحو مواقع الدبابات الإسرائيلية، إذ شاهدا أطقم 4 دبابات إسرائيلية أخري يغادرون مكان دباباتهم طالبين التسليم، وتم اسر 4 دبابات جديدة في حين لم تصب أطقم الدبابات المصرية بأي خدش.
كما تحدث لطفي عن لجوء العدو إلي طيرانه وغارته الجوية المكثفة والعربات المزودة بالصواريخ «أرض– أرض»، واشتعلت الرمال بالنيران نتيجة طلقات المدفعية الإسرائيلية، إلا أن القوات المصرية استمرت في تقدمها، ولفت إلى حدوث معارك ليلية حين حاول العدو اقتحام القوات المصرية مستعملاً أجهزة الأشعة الحديثة لديه.
وأكد عدم نجاحه في أي محاولة وذلك بسبب إصرار المقاتلين المصريين الذين قاتلوا لمدة 48 ساعة في بداية الحرب دون أن يتناولوا وجبة طعام واحدة أو شربة ماء أو فكر أحدهم في تدخين سيجارة، بل أن أكثرهم قضي في هذه الحرب مائة ساعة متصلة بلا نوم.
اقرأ فى هذا الملف "العاشر من رمضان .. يوم لن تنساه إسرائيل"
إبراز الدور العربي في نصر أكتوبر
حرب أكتوبر.. في عيون الفن والأدب
العمليات العسكرية من النكسة إلي حرب الاستنزاف
جولات الصراع العربي الإسرائيلي منذ حرب 1948 حتى اتفاقية السلام 1979
المجتمع المصري أثناء حرب أكتوبر .. اللصوص والمجرمون في «أجازة»
حرب أكتوبر درس إسرائيل الذي لن تنساه
الحالة النفسية للمجتمع المصري بعد نكسة 1967
العمليات العسكرية في حرب أكتوبر 73
يوميات الصحافة المصرية لحرب أكتوبر
** بداية الملف


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.