حصولنا على قطعة من أسلاك بارليف بداية النهاية للحصن المنيع قمت بعمليات استطلاع خلف خطوط العدو ورصد نهاري بمنطقة القنطرة دمر قاعدة العدو مشاركتى فى معركة الدبابات الكبرى أبرز محطة فى حياتى العسكرية جهودنا فى حصار القوات الإسرائيلية فى الثغرة وراء تكريمى كأحسن رئيس استطلاع لواء حصلت على ترقية فى ميدان المعركة.. وشجاعة وثبات المقاتلين المصريين أذهلنى عرف كثير من المصريين، عبود الزمر، عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، كأحد أبرز المشاركين في عملية اغتيال الرئيس أنور السادات، والقليل فقط هو من يعرف أنه كان أحد رجال القوات المسلحة الذين شاركوا في حرب أكتوبر 1973، قبل أن يترك القوات المسلحة في سبتمبر 1981 عندما ترك الخدمة في سلاح المخابرات الحربية، إثر اكتشاف الأجهزة الأمنية أمر انخراطه في جماعة "الجهاد"، وما تلا ذلك من اتهامه بالتورط في عملية اغتيال الرئيس الأسبق، وهي العملية التي أثبتت التحقيقات أنه لم يكن موافقًا عليها في هذا التوقيت بل كان يفضل ثورة شعبية على غرار ثورة 2011. وتخرج الزمر في الكلية الحربية عام 1967، حيث مكنه ترتيبه المتقدم في دفعته من الانضمام لسلاح المخابرات الحربية والاستطلاع وهو السلاح الذي استمر به حتى حصل على رتبة المقدم، حيث لعب دورًا مهمًا في سلاح الاستطلاع خلال حرب الاستنزاف وصولاً إلى عمليات نوعية في صفوف القوات الإسرائيلية. ويسرد الزمر سجل خدمته في القوات المسلحة طوال ما يقرب من أربعة عشر عامًا قضاها كانت أخطرها السنوات الست التي قضاها على الجبهة بين عامي 1967 و1937 ليسطر صفحة مجيدة في تاريخ العسكرية المصرية، وهو ما سنعرضه بالتفصيل في السطور القادمة. *هل لكم أن تشرح لنا عن دورك داخل القوات المسلحة منذ تخرجك من الكلية الحربية وخلال حرب الاستنزاف ؟ - منذ تخرجي في الكلية الحربية عام 1967التحقت بسلاح المخابرات الحربية والاستطلاع وشاركت بقوة في حرب الاستنزاف، حيث قمت بتنفيذ عدة عمليات عبور شرق القناة بزرع الألغام فى خطوط إمداد العدو, ونفذت عمليات استطلاع لجمع المعلومات من خلف خطوط القوات الإسرائيلية, وتمكنت من إحضار عينة من مانع الأسلاك الأمر الذى يعتبر أول وأخطر عملية من نوعها فى ذلك الوقت, ومانع الأسلاك هذا وضعه اليهود على طول المواجهة وزعموا أنه يصعق من يقترب منه لكونه مكهربًا ولقد هدأت نفوس المقاتلين المصريين واطمأنت قلوبهم بعد أن أحضر هذا السلك المانع الأمر الذي اعتبرته القيادة أول معول هدم فى خط بارليف المنيع. * ما طبيعة هذا السلك المانع وأهميته وكيف أحضرته من خلف خطوط العدو؟ - هذا السلك كان قطعة كاملة من هذا المانع تم نزعها من مكانها بعد التعامل معها بحذر ومهارة وجسارة وحملتها أنا ورفاقي من الجنود البواسل على السواعد وعبروا بها القنال فى القوارب المطاطية إلي أن وصل إلي رئاسة الأركان وهيئة العمليات للبحث في سبل التعامل معه، بل إنني لا أبالغ إذا قلت إن السلك كان أول حلقة في تدمير خط بارليف. *يشتهر ضباط الاستطلاع بتقديم معلومات غاية في الأهمية قد تسهم في إلحاق خسائر فادحة بالعدو، فما الدور الذي قمت به؟ - قمت بعملية رصد نهاري من داخل سيناء لأحد مواقع العدو فى منطقة القنطرة شرق, وحدد أماكن قيادة وتجمعات العدو ومخازنه السرية, وهذه العملية لا يدرك مدى خطورتها إلا القادة العسكريون, وطبقًا لمعلومات هذا الرصد قامت مدفعية الصواريخ بضرب هذه المواقع ودمرتها بالكامل. *ماذا إذن عن المحطة الأهم في مسيرتك العسكرية وبالتحديد خلال حرب أكتوبر العظيمة؟ - شاركت فى حرب السادس من أكتوبر العاشر من رمضان ضمن إحدى الفرق المدرعة وبالتحديد فى معركة التطوير والمعروفة إعلاميًا بمعركة الدبابات الكبرى, وكنت وقتها برتبة النقيب ولما وقعت أحداث الثغرة صدرت الأوامر إلى فرقتى المدرعة بالعبور غربًا للمشاركة فى حصار الثغرة، فكان من ضمن أول وحدة استطلاع تتقدم لهذا الحصار ونتيجة للجهد الذي قمت به حصلت على شهادات تقدير عديدة؛ منها شهادة أحسن رئيس استطلاع لواء على مستوى المنطقة المركزية, وشهادة أحسن قائد سرية على مستوى الجيش المصرى, وتمت ترقيتي إلى رتبة المقدم فى عام1977م ونقلى إلى إدارة المخابرات فرع التدريب القتالى وشغلت بها وظيفة رئيس قسم الرماية والتدريب. *ما طبيعة الدور الذي قمت به في هذه الحرب بشيء من التفاصيل؟ وهل تحتفظ بذكريات عنها ؟ - شاركت فى حرب 1973، ضمن إحدى فرق المدرعات فى الجيش الثانى بالسويس، وكان سلاحي الأساسى المخابرات الحربية، كانت أسعد اللحظات عندما عادت طائراتنا بأقل نسبة خسائر بعد دك حصون العدو في اليوم الأول، وعادت سالمة بعد تحقيق أهدافها فى قصف أهداف بشكل أزال وهن مرارة الهزيمة التى عشنا فيها جراء نكسة 1967، ومع أننا كنّا صائمين إلا أننا لم نشعر بالجوع أو العطش، وعندما بدأت القوات البرية فى الاقتحام نادت مكبرات الصوت "الله أكبر" لتحث الجيش على المضى قدمًا لتحرير سيناء، وبالفعل عبرت القوات المسلحة بالقوارب المطاطية تحت وابل من المدفعية، وتمكنت من اقتحام القناة على طول الجبهة- 130 كيلو- وذلك بعد أن قامت القوات المسلحة بعمل الكبارى ليلًا ليستخدمها الجنود فى العبور، وكنا نتناول إفطارنا فى مراكز القيادة. * ما طبيعة العمليات التي قمت بها خلف خطوط العدو خلال حرب الاستنزاف ومعركة العبور؟ - شاركت في عمليات خلف خطوط العدو في حرب الاستنزاف ثم في حرب أكتوبر 1973 وقد حصلت على ترقية استثنائية في ميدان القتال أثناء حرب أكتوبر 1973 حيث ترقيت من رتبة نقيب لرتبة رائد بسبب جهودي في العمليات الحربية, وحصلت على العديد من الدورات المتخصصة منها فرقة الصاعقة و فرقة المظلات وفرقة رؤساء استطلاع اللواءات و فرقة استطلاع الفرق, كما شاركت في العديد من عمليات التخطيط والتدريب لجهاز المخابرات الحربية على مستوى القوات المسلحة كلها, وفي عام 1978 حصلت على درع القوات المسلحة والمركز الأول في تدريبات الجيش المصري وشهادة تقدير من إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع وكنت وقتها برتبة رائد. *تحدثت بشكل عام دون التطرق لدورك شخصيًا في هذه الحرب المفصلية ؟ - كانت أبرز المحطات في الحرب مشاركتي فى المعركة يوم 12 أكتوبر فيما سمى "معركة الدبابات الكبرى" عندما بدأت الدبابات فى عبور القناة، بعد أن كانت الدبابات فى بداية الحرب فى الخلف. وبعد أن أنهى الطيران مهمته اندفعنا فى اتجاه "المحور الأوسط" وألحقنا خسائر فادحة بصفوف العدو. *تعد الثغرة من أهم المعارك خلال حرب أكتوبر حيث راهنت إسرائيل عليها لتطويق آثار الهزيمة التي لحقت بها في الأيام الأولى للحرب؟ - تقدمنا لعمق 15 كيلو فى عمق سيناء لكن جاءت الأوامر من القيادة بالعودة بعد اختراق الثغرة فعدنا مرة أخرى لتأمين الجبهة الداخلية بعد تمكن القوات الإسرائيلية من العبور من جانبنا الأيمن، وطُلب منّا محاصرة الثغرة من الجانب الآخر، وبالفعل نجحنا فى ذلك حتى قرار وقف إطلاق النار، وبدء المفاوضات لعودة بقية سيناءالمحتلة. * لك أدوار متميزة يبدو أنك حزت تقديرًا ما على هذه الأدوار؟ - حصلت على ترقية استثنائية في ميدان القتال أثناء حرب أكتوبر 1973 إلى رتبة رائد بسبب جهودي في العمليات الحربية, وقد حصلت على العديد من الدورات المتخصصة منها فرقة الصاعقة وفرقة المظلات و فرقة رؤساء استطلاع اللواءات و فرقة استطلاع الفرق, كما شاركت في العديد من عمليات التخطيط والتدريب لجهاز المخابرات الحربية على مستوى القوات المسلحة كلها, و في عام 1978 حصلت على درع القوات المسلحة والمركز الأول في تدريبات الجيش المصري وشهادة تقدير من إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع وكان وقتها برتبة رائد. *ماذا عن المشهد الذي لم يغب عن بالك بعد هذه السنوات الأربعين على الحرب؟ - المشهد الذي لم يغب عن بالي تمثل في هجوم الطيران الإسرائيلي على الدبابات المضادة للطائرات، حيث ثبت المقاتل المصرى على الدبابة أمام الطيارين الإسرائيليين بجرأة منقطعة النظير وكأنه لا يهاب الموت، حتى إن العشرات من جنودنا البواسل لفظوا الشهادة وهم يرددون "الله أكبر" حتى كتب الله لنا النصر فى النهاية.