رسائل سياسية مبطنة جديدة بعثت بها قطر إلى دول المقاطعة العربية، وعلى رأسها السعودية والإمارات، مفادها أن الدوحة ماضية في تعزيز أمنها واستقرارها السياسي مع إيران، وذلك في ظل تعثر كافة المحاولات العربية والدولية لإحداث أي تقدم يذكر في الأزمة الخليجية، التي تدخل شهرها الخامس بعد أيام قليلة. "ظريف" في عمان وصل وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اليوم الاثنين، إلى العاصمة العمانيةمسقط، في جولة خليجية مصغرة، تستمر يومين فقط، حيث تأتي زيارة "ظريف" لسلطنة عمان بعد أشهر من زيارة مماثلة قام بها الرئيس الإيراني، حسن روحاني لمسقط ثم الكويت في فبراير الماضي، فيما زار وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، طهران في منتصف يوليو الماضي، وأجرى مشاورات مع الرئيس الإيراني ووزير الخارجية "جواد ظريف" حينها. وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، كان في استقبال ضيفه الإيراني، حيث عقد المسؤولان جلسة ثنائية تباحثا خلالها في الملفات ذات الاهتمام المشترك آخر التطورات الإقليمية، وبحسب وسائل الإعلام العمانية فإن زيارة ظريف لسلطنة عمان تستغرق يومًا واحدًا، وسيلتقي خلالها كبار المسؤولين العمانيين ليبحث معهم آخر التطورات الإقليمية، وخصوصًا الوضع في العراق وسوريا وتطورات اليمن والأزمة الخليجية، كما من المفترض أن تتطرق المحادثات إلى سُبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الطاقة ونقل الغاز إلى عُمان والهند، وذلك بعد أن اجتمع وزراء خارجية البلدان الثلاثة، إيرانوعمان والهند، قبل أسبوع على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث بحثوا سبل التعاون في مجال الطاقة. قطر.. المحطة الثانية على جانب آخر من المقرر أن يتوجه "ظريف" إلى قطر لتكون هذه الزيارة هي الأولى له بعد عودة السفير القطري إلى طهران، ومنذ بداية الحصار المفروض على الدوحة، والثانية خلال أشهر من مسؤول إيراني إلى الدوحة منذ اندلاع الأزمة الخليجية، حيث سبق أن زار مساعد الوزير للشؤون العربية والإفريقية، حسين جابري أنصار، قطر في يونيو الماضي، لنقل رسالة شفهية من الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إلى أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، تؤكد تعاطف الحكومة مع موقف الدوحة. زيارة "ظريف" لقطر تأتي بعد أيام من تصريحات أطلقها وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لوَّح فيها بأن قطر لديها حلفاء يمكنهم الوقوف بوجه تعرضها لأي عمل غير مسؤول، في إشارة إلى خطوات عسكرية يمكن أن تستهدف بلاده، واعتبر الوزير، خلال ندوة نظمها المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية مطلع الأسبوع الماضي، أن سبب الحصار هو محاولة فرض سياسات على قطر تتناقض مع قيمها ومبادئها، مضيفًا أن الصراع في المنطقة لا علاقة له بالسنة والشيعة، بل هو صراع سياسي، مؤكدًا: نحن لا ننظر إلى العلاقة على أننا دولة سنية وإيران دولة شيعية، بل نؤسس العلاقة على أساس تقييم المبادئ وحق وجود جميع الدول وحل النزاعات بالسبل السلمية. رسائل سياسية زيارة وزير الخارجية الإيراني في هذا التوقيت، الذي لا يبدو فيه أي بوادر لانفراج الأزمة الخليجية، لعمانوقطر من شأنها أن توسع الهوة السياسية الموجودة منذ أشهر بين قطر وجيرانها، سواء السعودية أو الإمارات والبحرين ومصر، حيث تنطوي هذه الزيارة على رسائل سياسية ستكون حتمًا مثيرة لغضب المملكة وحلفائها، خاصة أن قطر تستغل أزمتها مع جيرانها في المنطقة الخليجية لتعميق علاقاتها مع إيران وتركيا، اللتين تربطهما علاقات متوترة مع السعودية والإمارات على وجه التحديد، حيث أجرى أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، مساء السبت الماضي، اتصالًا هاتفيًّا مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لتنسيق المواقف الإقليمية ودراسة آخر المستجدات واستعراض العلاقات الثنائية بين البلدين.