منذ تولى شريف إسماعيل منصبه كرئيس لمجلس الوزراء والمعاناة تزداد على كاهل الشعب المصرى دون مبرر واضح للسياسات العامة التى تنتهجها هذه الحكومة، التى تبنت كل ما يمكن إفقار متعمد (فيما يبدو) للشعب المصرى وتعجيزه عن ممارسة حياته الطبيعية بشكل، من خلال إجراءات اقتصادية صعبة وتخفيض لقيمة الجنيه المصرى بنسبة تاريخية تجاوزت المائة وخمسين بالمائة فى أقل من سنتين، وزيادة نسبة التضخم ل 40 بالمائة طبقا للتقارير الحكومية، مما أُثر على السوق المصرى ككل وأدى الى انهيار وإغلاق الكثير من الشركات و المؤسسات الصغيرة ومتناهية الصغر بدلا من دعمها. هناك قرى ومناطق كاملة فى مصر كانت تعيش على المشاريع الصغيرة التى توفر فرص عمل ودخل جيد لأبناء هذه المناطق مثل قرية دفرة التابعة لمركز طنطا إذ هى أكبر بلد فى مصر فى تصنيع الباب والشباك، وقرية كتامه المشهورة بالأثاث ومدن مثل دمياط المشهورة أيضا بالأثاث وغيرها من القرى والمدن والمناطق المتخصصة فى صناعات صغيرة، وبدلا من أن تجد دعما حكومية فى تطوير صناعتها وتسويقها محليا وعالميا، اصطدمت بالواقع المرير واتجهت إلى إغلاق عدد ضخم من هذه الشركات بسبب حالة الركود التى حدثت فى السوق المحلى مع ارتفاع تكلفة عملية الإنتاج بسبب انخفاض قيمة العملة وزيادة معدل التضخم. الشركات المتوسطة أيضا اتجهت إلى تخفيض عدد العمال بها نتيجة لنفس الإجراءات الحكومية، ولم تكتف الحكومة بهذا لكنها عملت على التضييق على هذه الشركات بكل الطرق لتجد الشركات نفسها عاجزة عن العمل، وبالتالى يؤدي ذلك لزيادة معدل البطالة وانخفاض الدخل وانهيار طبقات اجتماعية كاملة. ويأتى السؤال: من يحمى حكومة شريف إسماعيل رغم هذه الحقائق طبقا للتقارير الرسمية وغير الرسمية؟ فى الحقيقة الإجابة ليست صعبة أو بعيدة؛ لأن السيد الرئيس أعلنها صراحة أنه يرفض نقد هذه الحكومة واتهامها بالفشل وأنه يعرفها أكبر من غيره، ومبرره الوحيد فى هذا أنه يلتقى الحكومة أسبوعيا، ويعرف أنها تبذل مجهود كبير. سيادة الرئيس ليس كل جهد مثمر ومنتج، فكم من المجهودات التى تضيع هباء و سدى إذا كانت بدون رؤية حقيقية وخطة عمل متماشية مع الظروف والواقع حتى يمكن تطبيقها، لو تحرك سائق القطار من القاهرة متجها نحو أسوان بدلا من المسار الأصلى للإسكندرية فأنه يبذل مجهودا ووقتا لكن فى الاتجاه الخاطئ، أنظر إلى حال المواطنين لتتعرف على أداء الحكومة، لن يستطيع الشعب المصرى الاستمرار فى الحياة بهذه الطريقة طالما شريف اسماعيل وحكومته وسياساته باقية.