معاناة كبيرة يواجهها مزارعو وتجار المانجو بمحافظة الفيوم، في ري محاصيلهم نتيجة قلة الحصص والمناوبات، في ظل ارتفاع درجات الحرارة، الأمر الذي يهدد المحصول بالتلف، وسط تجاهل من مديرية الري بالمحافظة. وبات أكثر من 20 ألف فدان من المانجو بقرى محافظة الفيوم، مهددة، وتعرض آلاف الأسر بقرى "فيديمن، سنرو، سنهور، السليين، نقاليفة، ابوكسا، النصارية" لخسائر فادحة؛ بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض منسوب مياه الري، ما أدى إلى إصابة أشجار المانجو بالذبول. "المانجة خربت بيتي".. عبارة استهل بها حسين عثمان، صاحب مزرعة مؤجرة، قائلا إن المشكلة الحقيقية تكمن في مياه الري التي تصل إلى مزارعهم عن طريق بحر سنرو، الذي انخفض منسوب المياه فيه، ولم تعد تصل إليهم إلا باستخدام رافعات مياه، خاصة أن درجات الحرارة هذا العام مرتفعة جدا، ما يؤثر على كمية وجودة الثمار، بالإضافة إلى ارتفاع يوميات العمال "الجميعة". واتهم طارق البنا، أحد المزارعين، بعض مسؤولي الري بالتواطؤ مع بعض أصحاب الصوت العالي، بحسب وصفه، ممن تصل إليهم مياه الري ويحتجزونها أياما، كما أن ارتفاع درجات الحرارة أصاب الأشجار بمرض ظهر مؤخرا في بعض حدائق المانجو بقرية فيديمين، يبدأ بظهور بقع بيضاء على الأوراق، ثم تمتد للسيقان، ما يتسبب في جفافها وتساقطها، مؤكدا أنه لم ير يوما مرشدا زراعيا يأتي إليهم لتوعيتهم بكيفية التعامل مع أشجار المانجو، في حالة ارتفاع درجة الحرارة وقلة مياه الري. وأكد عويس المعلم، تاجر، أنه يعمل في تجارة المانجو منذ عشرات السنين، وكل عام المحصول يقل عما قبل، والأسعار في تزايد مستمر، مستطردًا: "مبقاش في خير زي زمان، بعدما وقفوا تصدير محصول المانجو إلى إيطاليا والسعودية وليبيا وسوريا والإمارات في عهد يوسف والي وزير الزراعة الأسبق"، متابعا: "اشتريت هذا العام محصول 7 أفدنة بقرية السليين مزروعة بصنفي العويسي والتيمور بمبلغ 200 ألف جنيه، وبسبب ارتفاع الأسعار وكثرة المعروض، المحصول بيخسر، خصوصا أن نسبة الإقبال على الشراء محدودة، وربنا يقدرنا ونلم فلوس الناس، كل اللي عايزه إني أسدد باقي قيمة المبلغ لصاحب المزرعة". وأضاف أن المانجو مطلوب للتصدير وعليه نسبة إقبال عالية، لكن زراعته لا تجد اهتماما من الدولة، في الوقت الذي تبحث فيه عن العملة الصعبة "الدولار"، مطالبًا بدعم الفلاح من وزارة الزراعة بالشتلات والمبيدات والتوعية، وأيضا وزارة الري بتوفير المياه اللازمة للري، وكذلك وزارة التجارة بترويج المنتج ودعم عمليات التصدير وخفض "النيلون" في عمليات الشحن. وعن ارتفاع الأسعار مقارنة بالعام الماضي، قال مصطفى عبدالسلام، تاجر: "الأسواق تشهد ركودا في حركة البيع والشراء بشكل كبير، ويمكن أن تكون الحالة الاقتصادية وارتفاع الأسعار بالتزامن مع مواسم عيد الأضحى والمدارس، السبب"، موضحا أن زيادة الأسعار تتراوح ما بين 3:4 جنيهات في سعر الكيلو عن العام الماضي؛ بسبب ارتفاع الوقود وعمليات الشحن والنقل. وأرجع الدكتور حسين طرفاية، أستاذ أمراض الفاكهة بمعهد أمراض النباتات بمركز البحوث الزراعية، أن المانجو أكثر محاصيل الفاكهة التي تأثرت بموجة الحر هذا العام، خاصة مع نقص مياه الري الذي تعاني منه منطقة تمركز زراعات المانجو بالفيوم، مؤكدا أن نقص المياه والموجة الحارة تسببا في توقف نمو الثمرات وسقوطها، مناشدا مسؤولو الري بسرعة توفير المياه اللازمة ببحر سنرو لإنقاذ زراعة المانجو بالفيوم.