كلما تقاربت حركة حماس مع القاهرة من خلال لقاءات واتفاقيات بين الطرفين، يخرج عمل إرهابي هنا أو هناك يُعيد الفتور والمقاطعة لحركة حماس في قطاع غزة، التي بدورها تقوم على قدمٍ وساق، لحماية الحدود الفلسطينية المصرية الممتدة على قطاع غزة، فحماية الأمن المصري بالنسبة لحركة حماس، أصبح يشكل أمنا واستقرارا لقطاع غزة، خصوصا بعد تسهيلات أجرتها القاهرة للقطاع في الآونة الأخيرة. منذ مطلع الشهر الجاري، كانت هناك آمال كثيرة تطرأ في الأفق لعلاقة حركة حماس بالقاهرة، وقد بدأت بالفعل هذه التفاهمات بالوضوح بشكل أكبر من خلال تسهيل حركة الأفراد عبر معبر رفح البري، لكن بالفعل انفتاح بعض الجهات على القطاع، وتفاهمها مع حركة حماس، يعد أمرا خارجا عن المألوف لبعض الجهات الأخرى، التي ترغب في اعتصار قطاع غزة، وخنق مواطنيه، فما أن بدأ عمل معبر رفح في اليومين الأخيرين، كبداية لانفراجة في عمل المعبر كما أدلى مسؤولون فلسطينيون ومصريون، جاءت عملية تفجيرية دموية بحق عناصر من حركة حماس على الحدود. نضال الجعفري، الذي نعته كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، أحد الشهداء الذين ارتقوا خلال تصديهم لمحاولات الاختراق الأمنية على الحدود، في محاولته لمنع التسسلات التي تمس الأمن المصري، حيث في بيانها نعت كتائب القسام الشهيد، القائد الميداني في قوة "حماية الثغور". وأكدت القسام في بيانها: "إننا نزف شهيدنا المجاهد لنؤكد بأننا لن نتوانى عن الدفاع عن شعبنا وأرضنا وحماية مشروع المقاومة من كافة التهديدات ومواجهة الفكر المنحرف الدخيل بالفكر الجهادي المقاوم الأصيل. وفي هذا السياق، أكدت وزارة الداخلية بغزة، أن الحادث وقع في ساعات مبكرة من فجر الخميس، في منطقة الحدود شرق معبر رفح، عندما أوقفت قوة أمنية تابعة لقوات حماية الثغور، شخصين عند اقترابهما من الحدود، فقام أحدهما بتفجير نفسه، قاتلا نفسه مع أحد أفراد الأمن الفلسطيني، مؤديا لإصابة عدد آخر من الجنود. منفذ التفجير، وهو أحد سكان قطاع غزة، كان ينوي التسلل عبر الحدود المصرية إلى سيناء، وجزء من مسؤولية الأمن الفلسطيني، حماية هذه الحدود تحديدا من أمثال هذا الرجل الذين يحملون الفكر المتطرف، ويسعون إلى نشر الإرهاب داخل جمهورية مصر. المحللون على الساحة الفلسطينية يشيرون إلى أن هذا الأمر قد يوقظ أي خلايا نائمة لتنظيم داعش داخل قطاع غزة، رغم أن عددا منهم استبعد أن تكون هذه الخلايا كبيرة، نظرا لبسط حركة حماس سيطرتها على القطاع، مؤكدين أن هذه العملية الإرهابية، تعزز من قدرة حماس على حماية الحدود المصرية، ومنع أي محاولات للتسلل من خلالها إلى سيناء. وعلى الرغم من قلة الأعداد التابعة لتنظيم داعش في قطاع غزة، بحسب مراقبون، فإن حركة حماس لم تغفل لحظة واحدة في ملاحقتهم وكبح جماحهم المتطرفة التي يحاولون نشرها، فما بين الفينة والأخرى، تقوم الحركة بحملات اعتقال لعناصر جماعات متطرفة داخل القطاع.