بعد مرور أيام قليلة على إعلان زعيم أنصارالله مرحلة التصعيد التي قال إنها ستستمر حتى نهاية العام الجاري، وبالتزامن مع الذكرى الأولى لتوقيع الاتفاق السياسي، وجهت قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية ضربات وصفت بالموجعة للسعودية والإمارات والقوات الموالية للتحالف، منها ضربات صاروخية استهدفت قاعدة جوية سعودية ومواقع عمليات إماراتية في تعز، إضافة إلى تصعيد هجومي بحري تمثل في إصابة سفينة إماراتية، ورافق كل ذلك اقتحامات لمواقع سعودية هامة في جيزان، بينما جاء رد الفعل السعودي متمثلا في العودة إلى الحديث عن استهداف مكة بالصواريخ. حزمة صواريخ بركان 1 نحو قاعدة الملك فهد بالطائف: وفي عملية فريدة من نوعها في تاريخ الحروب، أطلقت القوة الصاروخية اليمنية حزمة من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى من نوع بركان 1 على قاعدة الملك فهد الجوية بالطائف مساء الخميس، وقالت القوة الصاروخية في بيان أولي أنها أطلقت كمية من الصوارخي الباليستية متوسطة المدى من نوع بركان1 على قاعدة الملك فهد الجوية بالطائف، مؤكدة أنها أصابت هدفها بدقة. وفيما لم تحدد القوة الصاروخية بشكل رسمي، عدد الصواريخ التي أمطرت بها القاعدة الجوية السعودية، قالت مصادر مقربة من أنصارالله لموقع "المراسل نت" أن عدد الصواريخ التي أطلقت على قاعدة الملك فهد بالطائف يقع ما بين 5 إلى 10 صواريخ أطلقت دفعة واحدة، وحول أسباب استهداف قاعدة الملك فهد تحديدا، أوضحت المصادر أن ذلك يرجع إلى كونها القاعدة الجوية الرئيسية التي تنطلق منها العمليات الجوية التي تستهدف اليمن وتضم غرف عمليات وتخطيط لتلك الطلعات الجوية المستمرة. من جهته؛ أكد الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد الركن "شرف غالب لقمان" أن رد اليمن على تصعيد تحالف العدوان السعودي الأمريكي خلال الساعات الماضية كان قويا وموجعا سواء في العمق السعودي أو على مستوى الجبهات الداخلية. العميد "لقمان" وفي تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) لفت إلى أن ضربات القوة الصاروخية على المناطق الحيوية والعسكرية في ينبع أو الطائف واستهداف القوات البحرية اليمنية للبوارج العسكرية في البحر كانت مسددة، متوعدا بأنها لن تتوقف إلا بتوقف العدوان. السعودية تهرب من الفشل إلى "مكة".. والإعلام الإسرائيلي يتضامن: وبرغم تأكيدات استخباراتية بأن النيران اشتعلت في القاعدة الجوية بحسب ما ذكره مصدر عسكري عشية الضربة، وما أكدته تغريدات المواطنين السعوديين من سكان الطائف عن سماعهم انفجارات غير مسبوقة من داخل القاعدة الجوية، أصر الإعلام السعودي على إنكار الضربة، وتناقضت الأنباء في وسائل الإعلام السعودي بين القول بأنها أسقطت بالباتريوت صاروخا فوق الطائف وبين آخر يقول إنه تم إسقاط عدة صواريخ. وقال مراقبون وإعلاميون إن الإدعاء بأن هذه الصواريخ كانت موجهة نحو "مكة"، يسقط أمام حقيقة جغرافية هندسية تؤكد استحالة أن يمر صاروخ يمني من أجواء الطائف وهو في طريقه إلى "مكة". وفي هذا السياق؛ أعلنت قيادة التحالف عن تمكن قوات الدفاع الجوي في التحالف مساء الخميس من اعتراض صاروخ باليستي أطلقته جماعة الحوثي باتجاه منطقة مكةالمكرمة، حيث جرى اعتراضه فوق منطقة الواصلية بمحافظة الطائف التي تبعد 69 كيلومتر عن مكةالمكرمة، معللة ذلك بأن غياب الرقابة على ميناء الحديدة هو السبب في تهريب الصواريخ؛بحسب البيان. واعتبر محللون أن عودة السعودية للحديث عن استهداف الجيش واللجان الشعبية لمكةالمكرمة للمرة الثانية هو محاولة سعودية لحرف بوصلة الاهتمام بعيداعن الإخفاقات العسكرية التي تتجلى في تجدد تعرضها للقصف الصاروخي الباليستي الذي وصل إلى ما بعد الرياض واستهدف مصافي النفط في مدينة ينبع وأخيرا سقوط حزمة صواريخ باليستية على قاعدة الملك فهد في الطائف. وفي أول حضور للصحافة الإسرائيلية في هكذا قضايا، نشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" خبرا عن استهداف من اسمتهم المتمردين الحوثيين مكةالمكرمة بالتزامن مع بدء موسم الحج، وقالت الصحيفة: أعلن التحالف العسكري العربي في اليمن أن صاروخا باليستيا أطلقه المتمردون اليمنيون تم إسقاطه مساء يوم الخميس بالقرب من مدينة مكةالمكرمة في المملكة العربية السعودية قبل شهر من موسم الحج، ونقلت الصحيفة عن التحالف أن استهداف مكة يعد محاولة يائسة من جانب المتمردين الحوثيين لعرقلة الحج الذي يبدأ في نهاية أغسطس المقبل. وفيما تعتقد الصحيفة أن الهجوم الجديد يشكل تهديدا خصوصا قبل موسم الحج، عندما يقوم حوالي مليوني حاج من جميع أنحاء العالم بزيارة مكة، قرأ إعلاميون وسياسيون هذا التعاطي الإعلامي الإسرائيلي الذي يشبه التضامن الإسرائيلي مع مكة ومع موسم الحج بكونه مؤشرا على دخول إسرائيل علنيا في دائرة التنسيق الإعلامي مع السعودية وحلفائها، معتبرين هذا التعاطي بمثابة تلميع للوجه الإسرائيلي وتقديمه بأنه حريص على مقدسات الأمة الإسلامية بينما يجري تقديم أنصارالله واليمنيين بأنهم يستهدفون تلك المقدسات. البنتاجون الأمريكي يفضح تكتم السعودية على صاروخ "ينبع": الضربة الباليستية التي استهدفت قاعدة الملك فهد بالطائف جاءت بعد أقل من أسبوع على استهداف باليستي طويل المدى لمصافي النفط في مدينة ينبع السعودية الساحلية، وبعد أن تعمدت السعودية التكتم على خبر صاروخ ينبع وعدم الإعلان عن إسقاطه كالعادة، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن الصاروخ الباليستي الذي استهدف أمس السبت مصفاة ينبع السعودية لم يتم اعتراضه وأصاب هدفه بعدما طار لقرابة 1000 كيلومتر، وبحسب ما نشره موقع قناة "سي إن إن" الأمريكية الخميس، فإن تصريحات مسؤولين بوزارة الدفاع الأمريكية أكدت أن الدفاعات الجوية فشلت في اعتراض صاروخ بركان 2 يوم السبت الماضي، وأن الحوثيين قصفوا أعمق منطقة سعودية. وبحسب تقرير القناة؛ فإن مسؤولين بالبنتاغون الأمريكي من جهتهم أكدوا أن جماعة الحوثيين تمكنت السبت من إطلاق صاروخ بعيد المدى حلق لمسافة تصل إلى 930 كيلومتر داخل السعودية قبل أن يسقط في منطقة ساحلية غرب المملكة. وفي تطابق مع ما أعلنت عنه القوات الصاروخية اليمنية فإن المسؤولين في البنتاغون أكدوا أن الصاروخ الذي هو من طراز سكود قد أطلق من داخل اليمن مستهدفا مصفاة للنفط بالقرب من ميناء ينبع السعودي بعد أن حلق لمئات الكيلومترات رغم امتلاك الرياض لتكنولوجيا مضادة للصواريخ ابتاعتها بصفقات سلاح ضخمة، شملت صواريخ باتريوت الاعتراضية، معتبرين أن هذه العملية مثيرة للقلق باعتبار أن الصاروخ حلق لمسافة قد تكون هي الأبعد بالنسبة لمقذوف حوثي منذ بدء تدخل قوات التحالف في اليمن. وفي سياق التعليقات على الحدث، سخر القيادي في حزب الإصلاح اليمني المقيم في تركيا ياسين التميمي من عدم تحقق أهداف عاصفة الحزم، متسائلا في حديثه لبرنامج في قناة الجزيرة يناقش الحدث عن مدى إنجاز التحالف مهمته بعد الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون مؤخرا، وقال "التميمي": صاروخ الحوثيين تجاوز أبعد مدى في السعودية وضرب ميناء المدينةالمنورة، في إشارة إلى استهداف ينبع. ضربة باليستية إلى تعز تودي بحياة إماراتيين وسعوديين: وفي نفس اليوم الذي استهدفت الصواريخ الباليستية قاعدة الملك فهد بالطائف أطلقت القوة الصاروخية اليمنية صاروخا باليستيا آخر استهدف غرفة عمليات للقوات الإماراتية والسودانية بمديرية موزع بمحافظة تعز، وأفاد مصدر بالقوة الصاروخية اليمنية لوسائل إعلامية يمنية أن الصاروخ الباليستي الذي أطلق عصر الخميس على مديرية موزع بمحافظة تعز غربي اليمن استهدف غرفة العمليات العامة لقيادة التحالف التي تسيطر عليها القوات الإماراتية، وبحسب المصدر فإن قرار إطلاق الصاروخ جاء بناء على معلومات باجتماع عدد من الضباط الإماراتيين والسودانيين والقيادات العسكرية اليمنية في مقر العمليات العامة للتحالف في موزع، مشيرا إلى أن الصاروخ أصاب هدفه وأدى لمقتل ضباط إماراتيين وسودانيين.