لجان الإخوان الإلكترونية تهاجمنا وتحملنا أزمة الصحة في مصر لا توجد قوائم انتظار.. ووصلنا ل 340 سريرًا بعد 10 سنوات أنا مستعد لتحمل تكاليف علاج جنى على حسابي.. ولكن يستحيل قبولها بالمستشفى بعد إجرائها 3 عمليات خارجها بعد ما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية رفض مستشفى سرطان الأطفال 57357 استقبال الطفلة جنى جمال صبحي، المصابة بسرطان في قاع المخ، وخضوعها ل 3 عمليات جراحية داخل مستشفى أبو الريش الياباني، لاستئصال الورم دون جدوى، وانتظار والدها على أبواب المستشفى، بعد عدم قبولها لإجراء جلسات العلاج الكيميائي والذري، بعد تدهور الحالة الصحية للطفلة ذات الأعوام الستة، ما تسبب في تصاعد حدة الهجوم على إدارة المستشفى التي تعد بمثابة الملاذ الأخير للأطفال من مرضى الأورام في مصر.. أصدرت مؤسسة مستشفى 57357 بيانًا الأربعاء الماضي عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، تكشف فيه عن حالة جنى، وجاء فيه أن الطفلة دخلت إلى المعهد القومي للأورام يوم 16 مايو الماضي ضمن بروتوكول علاج تحت رقم 1348، بعد أن فقدت السمع والبصر، ويتم علاجها هناك تحت إشراف أطباء 57357، رغم استغلال بعض الجهات لحالتها وصورتها لشن حملات الهجوم على المستشفى بحسب البيان. "البديل" التقت الدكتور شريف أبو النجا، مدير المستشفى؛ لتوضيح حقيقة الأمر، وأسباب عدم قبول حالة الطفلة جنى وغيرها من الحالات المترددة على أبواب المستشفى يوميًّا، بالتزامن مع الاحتفالية بمرور 10 سنوات على افتتاحها. أبو النجا بدا غاضبًا خلال حديثنا معه؛ بسبب ما وصفه بالحملة الإلكترونية الشرسة التي يتعرض لها المستشفى على مدار الأيام الماضية دون مبرر، حتى أصبح مستشفى 57357 المتهم الأول في أزمة تردي الصحة بمصر. لجان إخوانية مضادة أكثر من 50 ألف تعليق مسيء للمستشفى وإدارتها خلال 3 ساعات فقط، يحملهم المسؤولية الكاملة عن تدهور حالة الطفلة "جنى"، التي أكد أبو النجا أن من يقف وراءها اللجان الإلكترونية التي يقوم عليها الإخوان "اللي بيضربوا فينا في الجزيرة وغيرها"، فضلًا عن الاستجواب البرلماني الذي قُدم ضد إدارة المستشفى منتصف شهر رمضان الماضي؛ بسبب الحالات التي يرفضها المستشفى، وتدخل الوساطة في قبول الأطفال المرضى، مُعترضًا: "للبيت رب يحميه، وليست عندنا وساطة، ونقبل كل الحالات المريضة"، متسائلاً "ما الذي يجعلني أتحمل كل الضغط والشتيمة إلا للحفاظ على المستشفى وتحقيق هدفنا الرئيسي في الوصول إلى طفولة بلا سرطان؟". حالة الطفلة جنى رفضها المستشفى بسبب ما وصفه "أبو النجا" بأنهم لا يستقبلون أي حالات يتم علاجها خارج المستشفى، قائلًا: "كل واحد يشيل شيلته"، بعد أن تتعرض الحالة إلى تدخلات جراحية خاطئة، تأتي إلينا قبل أن تموت"، موضحًا أن تلك الطفلة أجرت 3 عمليات جراحية داخل مستشفى أبو الريش الياباني "الأولى طيَّرت العصب السمعي، والثانية طيرت العصب البصري، والثالثة أدخلتها في غيبوبة". على قوائم الانتظار بعد تحويلها إلى المعهد القومي للأورام، أكد جمال درويش، والد الطفلة جنى، أنه اتجه بابنته الأربعاء الماضي إلى مستشفى الدمرداش عقب وضعها على قوائم الانتظار بمعهد الأورام، الأمر الذي استنكره مدير مستشفى 57357، الذي أوضح أنه لا توجد قوائم انتظار هنا أو داخل المعهد القومي، وأن نصف الأسِرّة هناك "فاضية"، قائلًا: "أنا لسه مدخل 7 عيانين النهارده". وأضاف "يوجد في مصر 17 مستشفى أخرى تعالج الأورام والسرطان، وأنا مستعد أتحمل تكاليف علاج جنى كاملة من جيبي في أي مكان تاني خارج مستشفى 57357، ومستحيل قبولها هنا؛ لأنها محتاجة من 3 – 4 شهور داخل غرفة العناية المركزة". لسنا مستشفى طوارئ "أنا مش مستشفى طوارئ".. هكذا أعلنها أبو النجا بكل وضوح، ردًّا على عدم قبول حالات الأطفال، التي يتم تحويلها يوميًّا إلى مستشفى 57357 للعلاج، قائلًا "الطوارئ هنا للمرضى بتوعي فقط". سألناه عن مواصفات مريض 57357، فأوضح "إحنا ما عندناش مواصفات خاصة للمريض، ولكن لدينا سياسة ثابتة ونظام أساسي نسير عليه، يتمثل في استقبال الحالة المرضية التي لم تتردد على جهات أخرى خارجية، ويتم إجراء اي عمليات جراحية لها، ومن ثم نبدأ معه في العلاج منذ المرحلة الأولى حتى السادسة عشرة، حتى تصل نسبة الشفاء إلى 100%. وإذا كان المريض سيموت بعد 3 أيام، نتولى علاجه بصورة كاملة". ونفى أبو النجا أنهم لا يقبلون الحالات المرضية الخطرة، مؤكدًا أن "الجميع مرضى سرطان، ولا نفاضل بينهم بالأولوية، ولكن توجد 4 قوائم بأربعة أقسام مخصصة لتلك الحالات الخطيرة، وهي سرطان المخ والدم (لوكيميا) والعظام والأنسجة الرخوة، وهنا حالات سرطان فى المراحل الثالثة والرابعة، ويتم قبول الأطفال بعد إجراء الفحوصات والتحاليل الطبية اللازمة". نقص الأدوية وحول تراجع معدلات الشفاء في صفوف عدد كبير من المرضى داخل المستشفى، قال أبو النجا "نحن في بلد امكانياتها محدودة، ومثل أي منشأة طبية في مصر نعاني من نقص الأدوية، ولا يوجد لدينا أدوية الصف الأول من الأورام؛ بسبب تحرير سعر صرف الدولار وتعويم العملة المحلية، وحين يعالج المستشفى أورام الصف الثاني والثالث، فإن نسب الشفاء لا تزيد على 5 أو 8% فقط، ومع ذلك نهتم بعلاجها حتى تتماثل للشفاء، أو يسترد الله أمانته". 300 حالة يوميًّا أكثر من 300 حالة مصابة بالسرطان تتردد على أبواب المستشفى كل يوم، 20% منها سببها سوء التغذية، بحسب مدير المستشفى، ونصف المرضى يصنفون ضمن المرحلة الرابعة (حالة حرجة) التي تتراوح نسب الشفاء فيها بين 10 و20%، ويعد سرطان جذع المخ من أخطر الأمراض، والذي تصل نسبة شفائه داخل المستشفى وفي العالم كله صفر. وعن عدد الأسِرّة داخل المستشفى أكد أبو النجا أنهم بدءوا بأقل من 200 سرير، وصلت اليوم إلى 340 سريرًا، بفضل جهود وتبرعات الجمعيات الخيرية والمجتمع المدني، ولكن تكاليف العلاج الباهظة هي الأزمة الأكبر التي تواجههم على مدار مدة العلاج.