انقلاب مضاد يلوح في أفق الأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية، فيبدو أن السياسي المتهور، محمد بن سلمان، الذي رفض الانتظار لسنوات حتى يأتي دوره في تولي عرش المملكة، وقاد انقلابًا بدعم ومساندة من والده العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، سيواجه خلال الأيام أو الأسابيع المقبلة انقلابًا مضادًّا من قبل بعض الأمراء الساخطين على سياسة "سلمان" ونجله في المملكة، الأمر الذي يشير إلى أن هدوء الأمراء المهمشين لسنوات ماضية لا يعني استسلامهم للأمر الواقع، بل هو هدوء ما قبل العاصفة التي يمكن أن تثور قريبًا. كشف المغرد الشهير على موقع التواصل الاجتماعي تويتر "مجتهد" عن أن هناك حراكًا يتنامى داخل الأسرة الحاكمة في السعودية، حيث نشر "مجتهد" تغريدة على حسابه في "تويتر" قال فيها: يتنامى حراك في العائلة للاصطفاف خلف "أحمد بن عبد العزيز" وإقناعه باستلام القيادة وإصدار بيان بعدم أهلية الملك سلمان للحكم بسبب وضعه الصحي، وبطلان قرار تعيين محمد بن سلمان وليًّا للعهد. تأتي هذه الأنباء في الوقت الذي تشوب فيه أجواء الأسرة الحاكمة حالة من السخط والانقسامات، بعد أن أصدر الملك "سلمان" أوامر ملكية، تضمنت إعفاء الأمير "محمد بن نايف" من ولاية العهد، واختيار الأمير "محمد بن سلمان" مكانه، وهو ما لا يلقى تأييدًا من أبناء العائلة، وأكد ذلك المغرد السعودي الشهير "مجتهد" في سلسلة تغريدات سابقة، حيث قال إن الخطوات التالية ستكون إصدار قرارات تجميلية تحسن صورة ولد سلمان، وحملة اعتقالات ضخمة تشمل أشخاصًا في الأسرة الحاكمة، ثم خلال أيام سيتنازل الملك سلمان عن الحكم لابنه، وأوضح "مجتهد" حينها أن المعلومات التي بحوزته تؤكد أن هناك غضبًا داخل بيت "آل سعود" واتصالات ساخنة، لكن لم يتبين إن كان سيتمخض عنها تمرد على هذه القرارات، أو ستُحتوى. الأنباء عن هذا الانقلاب المضاد الذي يتوقع حدوثه في المملكة خلال الفترة المقبلة تتناسق تمامًا مع الوثيقة المسربة من البيت الحاكم قبل أسابيع قليلة، والتي تؤكد وجود انقسامات وخلافات بين أوساط العائلة الحاكمة في المملكة السعودية، حيث حذرت الوثيقة التي صدرت في ديسمبر الماضي عن مكتب الأمير "مقرن بن عبد العزيز" ولي العهد السابق، ووجهها كبار أمراء "آل سعود" إلى الملك سلمان، اعتراضًا على عزل ولي العهد "بن نايف" وتعيين ولي ولي العهد "بن سلمان" بدلًا منه، ووقع على هذه الوثيقة 21 من كبار أمراء الأسرة الحاكمة، من أن هذه الخطوة ستتسبب في تفكيك لحمة الأسرة، وجلب مستقبل غامض، معتبرين أن مثل هذه الخطوة مخالفة لنظام البيعة في الأسرة الحاكمة. الحراك الذي تحدث عنه "مجتهد" يأتي في خضم الأنباء حول وضع الأمير "محمد بن نايف" رهن الإقامة الجبريّة، حيث أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، ومن قبلها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الأمير السعودي محمد بن نايف، ولي العهد السابق، مُقيد الحركة في قصره بجدة وفي وضع إقامة جبرية، وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد القرارات الملكية عاد محمد بن نايف إلى قصره في جدة ليجد حراسة مكثفة حوله، وقد تم استبدال حراسه بحرس مُوالٍ ل"بن سلمان"، ومنذ ذلك الحين منعوه من مغادرة القصر، وأكد العديد من المصادر هذه الأنباء، خاصة بعد امتناع "بن نايف" عن الرد على رسائل التهنئة والمباركة من أصدقائه في أوروبا بمناسبة عيد الفطر، وذلك عكس تقاليده وعاداته في الحفاظ على البروتوكول، خاصة مع القادة الأجانب، الأمر الذي دفع المحللين إلى تفسير هذا التصرف باحتمال قطع الهاتف والإنترنت عن قصره في مدينة جدة، وهو ما يؤكد خضوعه لإقامة إجبارية. الأنباء حول الانقلاب المضاد على الملك ونجله، وحالة السخط الكبيرة التي تسود العائلة المالكة، قد تدفع الملك "سلمان" إلى تسريع وتيرة نقل العرش السعودي إلى ابنه "محمد بن سلمان"، حيث يدرك "سلمان" جيدًا أن هذه الخطوة إن لم يتم اتخاذها سريعًا، سيكون من الصعب بل المستحيل اتخاذها فيما بعد، لأن ولى العهد "محمد بن سلمان" بات يملك صفوفًا طويلة من العداوات داخل الأسرة الحاكمة، وبدأت بالفعل عملية تغيير وتعيين في الكوادر الوسطى للدولة من الموالين ل"بن سلمان"، وأغلب الكوادر الجديدة من الشباب الذين لهم طموح، وسيعلنون الولاء المطلق لولي العهد الجديد.