دعمت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الجمعة، التقارير التي أوردتها "هيومن رايتس ووتش" وصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أمس الأول الخميس، من أن الأمير السعودي وولي العهد السابق "محمد ابن نايف" يخضع الآن للإقامة الجبرية في قصره بمحافظة جدة غرب البلاد. وأكدت الصحيفة البريطانية صحة هذه الأخبار رغم نفي مصادر سعودية لها الخميس، معتبرة أن علاقات ابن نايف المتشعبة هي السبب وراء وضعه تحت الإقامة الجبرية. وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "هيومن رايتس ووتش"، في تغريدة نشرها حساب المنظمة على "تويتر": "من السخرية أن ترد أنباء عن منع وزير الداخلية السعودي السابق محمد بن نايف واعتقاله دون احترام الإجراءات الواجبة، خاصة بسبب دوره في فرض آلاف قرارات الحظر والاعتقال التعسفية على السعوديين". تأكيدات جارديان ونقلت الصحيفة البريطانية تأكيداتها عن مصدرين مقربين من العائلة المالكة تأكيدهما وضع الأمير محمد بن نايف تحت الإقامة الجبرية. ورأت "الجارديان" أن العلاقات الواسعة، ل"ابن نايف" مع حلفاء السعودية قد تكون السبب وراء فرض الإقامة الجبرية عليه، رغم نفي مسئول سعودي بشدة لوكالة "رويترز" تلك الأنباء. فيما قال مسئول سعودي آخر -لم تكشف عن اسمه- أن التنافس بين الأميرين محمد بن نايف وابن عمه الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي الجديد في المرحلة التي سبقت التغيير أدت لتراجع الثقة المتبادلة بينهما. وأضاف المسئول: "لا يريدون سفر ابن نايف إلى واشنطن في مزاج متعكر، فيبدأ بإخبار كل شخص عن أسرار الدولة". إرهاصات أمريكية وكان مسؤولون أمريكيون وآخرون سعوديون مقربون من العائلة المالكة، قد كشفوا الأربعاء 28 يونيو الجاري لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف، مُنع من السفر خارج السعودية، وهو تحت الإقامة الجبرية في قصره بمدينة جدة. وذكرت "نييورك تايمز" أن القيود فُرِضَت كذلك على بنات محمد بن نايف، وفقاً لمسئول أمريكي سابق على صلة بالعائلة الملكية السعودية. الذي قال إن السلطات أخبرت إحدى بنات محمد بن نايف بأن زوجها وطفلهما يمكنهما مغادرة المنزل في حين يتوجب عليها البقاء فيه. وقال سعودي مقرَّب من العائلة المالكة للصحيفة الأمريكية –لم تذكر اسمه- إن القيود الجديدة فُرِضَت مباشرةً بعد ترقية محمد بن سلمان. وأضاف: عاد محمد بن نايف بعد التصريح إلى قصره في مدينة جدة، ليجد أن حراسه الموثوق بهم حل محلهم حراسٌ موالون لمحمد بن سلمان، وفقاً للمصدر السعودي والمسئول الأمريكي السابق. ومنذ ذلك الحين منعته السلطات من مغادرة القصر. وأكد مسؤولٌ سابق آخر على صلةٍ وثيقةٍ بالعائلة المالكة أن محمد بن نايف ممنوعٌ من مغادرة المملكة، لكنه أضاف أنه لم يسمع بخبر إلزامه بالإقامة الجبرية في قصره. خوف استخباراتي وفي 21 يونيو 2017، صدر أمر ملكي بإقصاء ولي العهد محمد بن نايف واستبداله بنجل الملك محمد بن سلمان. وأشاد مؤيدو محمد بن سلمان بترقيته لولاية العهد، قائلين إن هذا يُعد تمكيناً لأميرٍ شابٍ طموح يطرح رؤيةً إيجابيةً لمستقبل المملكة. وحسب ما ذكرت الصحيفة الأمريكية، فإن هذه القيود على الأمير ابن نايف، تعكس حالة الخوف التي انتابت أفرادًا من العائلة المالكة من التغيير. لكن القيود المفروضة على الأمير الأكبر تثير مخاوف بأن أعضاء في العائلة المالكة الممتدة منزعجون من هذا التغيير، وأن ظهوره في العلن قد يفاقم من مثل هذه المشاعر، وفقاً للصحيفة الأميركية. وحسب الصحف الغربية فإن "عزلِ محمد بن نايف عن ولاية العهد، عبَّرَ العديد من المسئولين الاستخباراتيين الأمريكيين، وغيرهم من مسئولي مكافحة الإرهاب، بسريةٍ، عن غضبهم إزاء المعاملة التي يتلقاها الأمير المعزول. لكن هؤلاء المسئولين كانوا قلقين من التحدُّثِ عن هذا الأمر علناً، بالوضع في الاعتبار الدعم القوي الممنوح للملك وابنه من قِبَلِ الرئيس ترامب ومعاونيه الكبار، بمن فيهم صهره جاريد كوشنر.