استيقظ أهالي محافظة المنيا، اليوم الجمعة، على حادث إرهابي جديد استهدف 3 سيارات كانت في طريقها إلى دير الأنبا صموائيل المعترف بالظهير الصحراوي الغربي لمركز العدوة شمال المنيا. الحادث الأليم أعاد المحافظة إلى الخريطة الإرهابية بعد توقف عمليات القتل بالدماء الباردة، الذي اشتهرت بها المحافظة في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، وخاصة بمركز ملويجنوب المحافظة، لتعود مرة أخرى لكن بأقصى شمال المنيا. بدأت الواقعة بتوجه أتوبيس من محافظة بني سويف يقل عددًا من الأطفال بقرية تسمى نزلة حنا إلى الدير الذي يقع بمنطقة جبل القلمون بمدقات الصحراء الغربية، في الوقت الذي توجهت فيه سيارتان أخريان تقل عددًا من المواطنين، من دير الجرنوس التابعة لمركز بني مزار، إحداهما كانت تقل عمالًا للعمل بالدير، وبعد السير مسافة 5 كيلو مترات تقريبًا داخل المدق الجبلي، هاجم مسلحون السيارات وقتلوا من فيها. وفقًا لرواية الأنبا أغاثون، أسقف مغاغة والعدوة، فإن اثنين من الناجين رووا لحظة ارتكاب الواقعة، وقالوا، إنهم فور دخولهم إلى المدق فوجئوا بهجوم سيارتي دفع رباعي عليهم، وأوقفوا جميع السيارات، وكانوا يحملون بنادق آلية، وعندما سألوهم هل أنتم أقباط، أجابوا بنعم، فأنزلوهم وقتلوهم جميعًا، لكن نجا منهم بعض الأشخاص، وحالتهم خطرة، ثم توجهوا إلى الأتوبيس والسيارة الأخرى «ميكروباص» وقتلوا وأصابوا جميع من فيها. وأضاف أغاثون أن الحادث أسفر عن وفاة 28 قبطيًّا، بينهم أطفال وسيدات، وإصابة نحو 24 آخرين، وجاري حصر العدد بالتحديد، مؤكدًا أن العملية الارهابية ليست جديدة على الكنيسة، وأنها ستقوي من إيمان الأٌقباط وتمسكهم بدينهم، واختتم أسقف مغاغة أن المصابين جميعهم بطلقات آلية من عيار 7.62×36 ملي، وفقًا للتشريح والكشف الطبي الأوّلى من الأطباء، بينما نجا 3 أطفال. في السياق ذاته نظم أهالي الضحايا مظاهرة أمام مستشفى مغاغة العام، ورددوا هتافات: «بالروح بالدم نفديك يا شهيد، وبالروح بالدم نفديك يا صليب»، كما قطع البعض منهم طريق السكة الحديد عند مزلقان مغاغة؛ للمطالبة بسرعة توغل قوات الأمن للصحراء والقبض على المتهمين. وأوضح أنه تم استهداف 3 حافلات اليوم من قِبَل مسلحين بالقرب من مركز العدوة بشمال المنيا، لافتًا إلى أن الحافلات الثلاث قادمة من بني سويف وتقل عددًا من الأقباط، في طريقهم إلى دير الأنبا صموايل بمغاغة، وجميعهم مقيمون بمركز الفشن بمحافظة بني سويف، وميكروباص محمل بالمواطنين من مركز بني مزار، وسيارة «ربع نقل» من قرية الجرنوس بمركز مغاغة. في السياق ذاته تداول بعض المواطنين الأقباط صورًا قالوا إنها لمنشورات ألقاها الجناة إلى المجني عليها مكتوب عليها: «صومًا مقبولًا وذنبًا مغفورًا» في رسالة من القتلة لبدء الصيام بقتلهم. بينما زار محافظ المنيا اللواء عصام بديوي، موقع الحادث وقال، معظم الضحايا من محافظة بني سويف، والمحافظ قرر تشكيل لجنة لإدارة الأزمة والطوارئ برئاسة السكرتير العام للمحافظة؛ لمتابعة الحادث الإرهابي بالطريق الصحراوي الغربي، وذلك على مدى الساعة. وأصدرت صحة المنيا بيانًا قالت فيه، تم نقل 9 مصابين لمستشفى ناصر العسكري، و6 متوفين لمستشفى العدوة، و5 متوفين لمغاغة، و8 متوفين لبني مزار و9 لمطاي.