«الصبر مفتاح الفرج».. شعار ترفعه السلطة الحالية في التعامل مع المواطنين، بداية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، مرورا برئيس مجلس الوزراء، شريف إسماعيل، أو محافظ البنك المركزي طارق عامر، الكل يطلب من المصريين الصبر وتحمل الأسعار، دون نتائج أو تقدم ملحوظ على أرض الواقع. الإصلاح الاقتصادي الذي أقدمت عليه الحكومة لم يأت بجديد حتى الآن؛ فمازال التضخم مرتفعا متجاوزا 32.5%، ومازالت الأسواق تعاني من ارتفاع كبير في الأسعار، نتج عن تعويم سعر العملة وارتفاع الدولار دون أي سيطرة من الحكومة. الرئيس السيسي كثير ما طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي من المصريين الصبر على ارتفاع الأسعار منذ توليه رئاسة الجمهورية وحتى الآن ونفس الطلب مستمر لا يتغير، ومازال المواطنون يصبرون بلا أمل في تحسن الأوضاع، حيث كان العام الماضي يوجه بالسيطرة وخفض الأسعار ويدعو المصريين للانتظار. سبتمبر 2016 خلال افتتاح مشروع بشاير الخير 1 بمنطقة غيط العنب في الإسكندرية، قال الرئيس «خلال شهرين على الأكثر، السلع سيتم خفضها، نتيجة زيادة المعروض، بغض النظر عن سعر الدولار وهذا التزام من الحكومة للشعب المصري». ديسمبر 2016 طالب السيسي خلال افتتاح مشروعات الاستزراع السمكي بالإسماعيلية الحكومة بمزيد من الجهد لضبط الأسعار، كما شدد على ضرورة «الوقوف بجانب مصر 6 شهور فقط، والأمور هتبقى أفضل من دلوقتي بكتير». أبريل 2017 طالب السيسي المصريين بالصبر على الأوضاع الحالية، لمدة عام آخر، ومن ثم يمكنهم اختيار الوضع المناسب لهم، جاء ذلك في مؤتمر الشباب، بمحافظة الإسماعيلية، مشيرا إلي أن الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر في الفترة الحالية صعبة، ولابد من زيادة قوة العمل والإنتاج. رئيس الوزراء أكتوبر 2016 قال رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل: "إذا كان المواطنون يريدون مستقبلا أفضل وتقديم خدمات وتعليمًا أفضل، وحلا لمشاكل البطالة عليهم التحمل والصبر على الإجراءات الاقتصادية التي يتم تنفيذها سواء في القيمة المضافة أو رفع أسعار الكهرباء، وتحريك الدعم وخفض سعر الجنيه". فبراير 2017 بعث المهندس شريف إسماعيل، رسالة طمأنة للشعب المصري، بأنه سيرى ثمار القرارات الحكومية التي اتخذت مؤخرا من أجل ضبط الأسواق وخفض الأسعار، في إطار الجهود المبذولة من قبل مختلف الجهات الحكومية، في وقت قريب، قائلا «لا بد من أن يكون لدينا قدر من الصبر». محافظ البنك المركزي ديسمبر 2016 قال طارق عامر، محافظ البنك المركزي، إن الإصلاح يحتاج قرارات صعبة واقتناع بالمصلحة العامة والقدرة على تحمل ردود الفعل، إضافة إلى تضحيات عظيمة من الشعوب، ولذلك «عايزين نتحمل زيادة الأسعار سنة». مايو 2017 قال طارق عامر إن الأزمة المالية انتهت وأصبحت تاريخا بلا عوده، وعام 2018 سيحقق طفرة، بعد أن حقق الاحتياطي النقدي أكثر من 7 أشهر واردات وعالج خلل ميزان المدفوعات، وانخفضت الواردات إلى 3.8 مليار دولار ونحن نقوم بزيادة إنتاجنا المحلي وأن المصانع المصرية تنافس بشكل جيد في الخليج، والسياحة زادت 50% عن العام الماضي خلال يناير فبراير، ونمو الناتج القومي في مصر زاد عن العام الماضي. قال الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، إن المصريين يصبرون بالفعل دون رؤية أي إنجازات أو إصلاحات، فالصبر هنا على السلطة التنفيذية وليس على نتائج إصلاحية أو على خطط تنفذ من أجل التقدم الاقتصادي. وأضاف النحاس ل«البديل»: "لم نر حتى الآن من يتحدث من المسؤولين بأرقام حقيقية عن السيطرة على التضخم أو الدخل الحقيقي للفرد أو تشغيل مصانع متعطلة أو تقدم في التعليم والصحة، بل خرجنا من معظم التصنيفات العالمية، فما يحدث هو تخريب لمصر واقتصادها وليس إصلاحا". وأكد أن جميع الأرقام تشير إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية، بسبب القرارات غير المدروسة التي تتخذها الحكومة، مضيفا: "لا يمكن أن تتوقع ردود أفعال المواطنين، وأعتقد أن فاتورة الحساب ستكون كبيرة بحجم الصبر الذي يعيش عليه الشعب في الوقت الحالي".