تعتبر النكبة الفلسطينية محطة سوداء في تاريخ عالمنا العربي والفلسطيني، فمن جهة تم تهجير الشعب وتهويد ارضه وسلب ممتلكاته، ومن جهة أخرى تم تشريده في بقاع العالم؛ لمواجهة كافة معاناة الحياة. وبمناسبة ذكرى النكبة التي يتم إحياؤها هذا الشهر، تشكل الأرقام عاملًا مهمًّا في الكشف عن الحقائق، لا سيما وأن نكبة 1948 تمثلت في احتلال ما يزيد على ثلاثة أرباع مساحة فلسطين التاريخية وتدمير 531 تجمعًا سكانيًّا وطرد وتشريد حوالي 85% من السكان الفلسطينيين. الإحصائيات كثيرة والأرقام مرعبة، تلك التي احتفتظت بها الوكالات والصحف والمراكز الفلسطينية؛ ليبقى التاريخ شاهدًا على أبشع جريمة ارتكبها البشر بأيدٍ صهيونية، وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في وقت سابق فإنه تم "تشريد نحو 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، فضلًا عن تهجير الآلاف من الفلسطينيين عن ديارهم، رغم بقائهم داخل نطاق الأراضي التي أخضعت لسيطرة الكيان الصهيوني". وتشير البيانات الموثقة إلى أن الإسرائيليين سيطروا خلال مرحلة النكبة على 774 قرية ومدينة، حيث قاموا بتدمير 531 قرية ومدينة فلسطينية، كما اقترفت القوات الإسرائيلية أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين، أدت إلى استشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطيني خلال فترة النكبة. وفيما يخص المهجرين والمشردين الفلسطينين حول الأرض، فتوضح الإحصائيات أن حوالي 28.7% من اللاجئين يعيشون في 58 مخيمًا، تتوزع بواقع عشرة مخيمات في الأردن وتسعة مخيمات في سوريا و12 مخيمًا في لبنان و19 مخيمًا في الضفة الغربية وثمانية مخيمات في قطاع غزة.